السبت، 11 ديسمبر 2010

ردا على صوص-هسبريس

لا زال العميل المخبر صوص قابعا كالأعمى وراء شاشة الكمبيوتر يكتب بإسهال ويرد بالجهل على مقالات تتحدث في السياسة وفي الجيوبوليتيك رغم كونه "وهابيا" جاهلا لا يفقه شيئأ في ذلك.بل كل ما يتقنه هذاالعجوزهو السب واللعن والقذف في الأعراض والأنساب.هذا الأبله يبدو أنه قد جند لخدمة الشيطان ومحاربة الحق وأصحابه في الوقت الذي يدعي فيه أنه "مسلم" وهابي.وهي حيلة ماكرة لن تنطلي على أحد،فادعاؤه هذا هو مجرد غطاء لمهمته الحقيقية الا وهي الاستعلامات (يعني بصراحة bergag هههه).لذلك وجب الرد عليه ومواجهته على هذا الأساس وبهذه الصفة.
إن صوص مدسوس لينفذ الأجندة الخبيثة التي رسمتها المخابرات الأمريكية والصهيونية لمحاربة الشيعة عبر الأنترنت.ولم يبق له سوى أن يخبرنا كم يتقاضى مقابل ذلك،وليكن صريحا مع القراء والمعلقين ولا يختبئ وراء ورقة التوت الصفراء لأن أمره مكشوف؛ولن تنطلي علينا شنشناته في الدين والعقيدة وما شابه ذلك.فالمسافة بينك يا صوص وبين الدين كالمسافة بين السماء الأرض.ولا يمكن لمن سمته كسمتك أن يتخلق بأخلاق الدين لأن الخبث والدين لا يجتمعان،وأنت من أخبث ماعرفت في هذا الموقع.فالخبيث هوالذي لا يقتنع بالأدلة الساطعة القاطعة ولو كانت من الكتاب والسنة الصحيحة ثم يضيف الى كل ذلك عدم إمساكه لعنان لسانه السليط على المؤمنين ممن يخالفونه في مذهبه المزعوم.فحتى المراجع العظام لا يسلمون من لسانك القذر. وهذا لا يمكن أن يكون أسلوب المسلم كيفما كان مذهبه؛بل لعمري هو أسلوب المخبرين.والدليل لاحظوه في كيفية نبزه بلقب المرجع الكبير السيد السيستاني،ويحول لقبه الى كلمة قذرة ناطقة بالفحش؛وليست المرة الأولى التي يسلك فيها هذا السلوك الماجن،بل كلما جاء اسم السيستاني في سياق كلامه الا ونبزه بتلك الكلمة الفاحشة.ولعل صوص يعاني ما يعانيه نفسيا على مستوى الغريزة الجنسية(هههه)،فكونه يكررها دوما يدل على أن في الأمر ما يستدعي طبيبا نفسيا لحل العقدة الجنسية التي يعاني منها.
اذن وبدل أن تضيع وقتك تبحث كالأعمى في الكيبورد عن الحرف تلو الحرف لتكتب مثل هذه الكلمات وتقذف المؤمنين بحمم الخبث والبهتان...أنصحك أن تعتني بصحتك النفسية وبصرك.

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

بغض ابن تيمية لعلي(ع)-1

بغض ابن تيمية لعلي(ع)-1
*من بغض ابن تيمية للإمام علي عليه السلام عنه قال في منهاجه (3 / 9 ) عن قول النبي لعلي "انت ولي كل مؤمن بعدي " موضوع ". ا.هـ مع ان الحديث صححه الحافظ ابن حبان وغيره من علماء السنة.
*من بغض ابن تيمية للإمام عليه السلام قال في منهاجه (ج 4 / 186 ):"ان حديث رد الشمس لعلي كذب موضوع ".ا.هـ مع ان جماعة من الحفاظ صححوه كالقاضي عياض وغيره.
*من بغض ابن تيمية للإمام علي عليه السلام عنه قال في منهاجه ( ج 3 / 9 ):" وكذلك قوله : " وسد الأبواب كلها إلا باب علي ". فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة ".ا.هـ مع ان الحافظ ابن حجر صحح الحديث.
*من بغض ابن تيمية للإمام علي عليه السلام عنه قال في منهاجه ( ج 4 / 138 ) عن حديث:"انا مدينة العلم وعلي بابها":"موضوع والكذب يعرف من نفس المتن".ا.هـ مع ان الحافظ العلائي قال:حديث حسن وغيره
*من بغض ابن تيمية للإمام علي عليه السلام قال في منهاجه (ج4 /138 )":وأما قوله :قال رسول الله"أقضاكم علي" والقضاء يستلزم العلم والدين ، فهذا الحديث لم يثبت وليس له إسناد تقوم به الحجة".ا.هـ انظر إلى قول ابن تيمية "ويستلزم العلم والدين " وكأنه يلمز إلى أن عليا عليه السلام عنه يفقدهما، مع ان عمر قال:"وأقضاناعلي" رواه البخاري في الصحيح.
* من بغض ابن تيمية للإمام علي عليه السلام, قال في منهاجه (ج3 / 9 - 10 ) عن حديث:"من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني" كذب.والعياذ بالله ، مع ان الحافظ الهيثمي قال:اسناده حسن.
*قال ابن تيمية الناصبي في كتابه منهاج السنة ج2 صفحة202: ان علياً(ع)انما قاتل الناس على طاعته لا على طاعة الله،فمن قتل النفوس على طاعته كان مريداً للعلو في الارض والفساد، وهذا حال فرعون والله تعالى يقول:{ تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الارض ولا فساداً والعاقبة للمتقين. ويقولون نحن نحب أهل البيت!!!

أقوال العلماء في ابن تيمية-2

الحافظ العلائي يذم ابن تيمية
وقد أورد كثيرا من هذه المسائل الحافظ العلائي شيخ الحافظ العراقي، نقل ذلك المحدث الحافظ المؤرخ شمس الدين بن طولون في ذخائر القصر ، قال ما نصه: "ذكر المسائل التي خالف فيها ابن تيمية الناس في الأصول والفروع، فمنها ما خالف فيها الاجماع، ومنها ما خالف فيها الراجح من المذاهب…
وأما مقالاته في اصول الدين فمنها قوله : إن الله سبحانه محل الحوادث، تعالى الله عما يقول علوا كبيرا. وانه مركب مفتقر إلى ذاته افتقار الكل إلى الجزء. وان القرءان محدث في ذاته تعالى. و ان العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوق دائما، فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالاختيار، سبحانه ما أحلمه. ومنها قوله بالجسمية والجهة والانتقال وهو مردود.
وصرح في بعض تصانيفه بان الله تعالى بقدر العرش لا اكبر منه ولا اصغر، تعالى الله عن ذلك، وصنف جزءا في ان علم الله لا يتعلق بما لا يتناهى كنعيم أهل الجنة، وانه لا يحيط بالمتناهي، وهي التي زلق فيها بعضهم، ومنها ان الانبياء غير معصومين، وان نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام ليس له جاه ولا يتوسل به أحد إلا ويكون مخطئا، وصنف في ذلك عدة أوراق. وان إنشاء السفر لزيارة نبينا معصية لا يقصر فيها الصلاة، وبالغ في ذلك ولم يقل بها أحد من المسلمين قبله. وان عذاب أهل النار ينقطع ولا يتأبد حكاه بعض الفقهاء عن تصانيفه. ومن أفراده أيضا ان التوراة والانجيل لم تبدل الفاظهما بلى هي باقية على ما انزلت وإنما وقع التحريف في تأويلها، وله فيه مصنف، هذا ءاخر ما رأيت، واستغفر الله من كتابة مثل هذا فضلآ عن اعتقاده ". ا.هـ.
ابن حجر الهيتمي يرد على ابن تيمية
حيث قال ما نصه: "واياك ان تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك انهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك " اهـ.وقال أيضا ما نصه : "ولا يغتر بإنكار ابن تيمية لسن زيارته صلى الله عليه و سلم، فإنه عبد اضله الله كما قال العز بن جماعة، وأطال في الرد عليه التقي السبكي في تصنيف مستقل، ووقوعه في حق رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس بعجيب فإنه وقع في حق الله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا، فنسب إليه العظائم كقوله: إن لله تعالى جهة ويدا ورجلا وعينا وغير ذلك من القبائح الشنيعة" اهـ.
استتابة ابن تيمية
وقد استتيب مرات عديدة وهو ينقض مواثيقه وعهوده في كل مرة حتى حبس بفتوى من القضاة الاربعة الشافعي والمالكي، والحنفي والحنبلي وحكموا عليه بانه ضال مضل يجب التحذير منه وزجره كما قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ وهو من تلامذة ابن تيمية وسيأتي، وأصدر الملك محمد بن قلاوون منشورا ليقرأ على المنابر في مصر وفي الشام للتحذير منه ومن أتباعه.
رد العلماء على ابن تيمية
قال الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي في فتاويه ما نصه: "وهذا الرجل- يعني احمد ابن تيمية- كنت رددت عليه في حياته في إنكاره السفر لزيارة المصطفى ، وفي إنكاره وقوع الطلاق إذا حلف به، ثم ظهر لي من حاله ما يقتضي انه ليس ممن يعتمد عليه في نقل ينفرد به لمسارعته إلى النقل لفهمه كما في هذه المسألة- أي مسئلة في الميراث- ولا في بحث ينشئه لخلطه المقصود بغيره وخروجه عن الحد جدا، وهو كان مكثرا من الحفظ ولم يتهذب بشيخ ولم يرتض في العلوم بل يأخذها بذهنه مع جسارته واتساع خيال وشغب كثير، ثم بلغني من حاله ما يقتضي الإعراض عن النظر في كلامه جملة، وكان الناس في
حياته ابتلوا بالكلام معه للرد عليه، وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور على ذلك ثم مات " اهـ.
قال صلاح الدين الصفدي تلميذ ابن تيمية وتقي الدين السبكي في اعيان العصر وأعوان النصر ما نصه:
"انفرد- أي ابن تيمية- بمسائل غريبة، ورجح فيها اقوالا ضعيفة، عند الجمهور معيبة كاد منها يقع في هوة، ويسلم منها لما عنده من النية المرجوة، والله يعلم قصده وما يترجح من الأدلة عنده، وما دمر عليه شىء كمسئلة الزيارة، ولا شن عليه مثلها إغارة، دخل منها إلى القلعة معتقلا، وجفاه صاحبه وقلا، وما خرج منها إلا على الالة الحدباء، ولا درج منها إلا إلى البقعة الجدباء" ا.هـ. قال ذلك فيه بعد مدحه مدحا كثيرا.

بداية انحراف ابن تيمية-1

بداية انحراف ابن تيمية
وكان في جملة المثنين عليه التاج الفزاري المعروف بالفركاح وابنه البرهان والجلال القزويني والكمال الزملكاني ومحمد بن الحريري الأنصاري والعلاء القونوي وغيرهم، لكن ثناء هؤلاء غر ابن تيمية ولم ينتبه إلى الباعث على ثنائهم، فبدأ يذيع بدعا بين حين وءاخر، وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل باعتبار أن تلك الكلمات ربما تكون فلتات لا ينطوي هو عليها، لكن خاب ظنهم وعلموا أنه فاتن مضل بالمعنى الصحيح، فتخلوا عنه واحدا إثر واحد على توالي فتنه.
خرق ابن تيمية للاجماع في الاصول والفروع
ثم إن احمد ابن تيمية وإن كان ذاع صيته وكثرت مؤلفاته وأتباعه، هو كما قال فيه المحدث الحافظ الفقيه ولي الدين العراقي ابن شيخ الحفاظ زين الدين العراقي في كتابه الأجوبة المرضية على الأسئلة المكية: "علمه أكبر من عقله "، وقال أيضا: "إنه خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الإجماع عليها". اهـ. وتبعه على ذلك خلق من العوام وغيرهم ممن اضلهم الله، فأسرع علماء عصره في الرد عليه وتبديعه، منهم الإمام الحافظ تقي الدين السبكي قال في الدرة المضية ما نصه: "أما بعد، فإنه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة، مظهرا أنه داع إلى الحق هاد إلى الجنة، فخرج عن الاتباع إلى الابتداع، وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع، وقال بما يقتضي الجسمية والتركيب في الذات المقدس، وأن الافتقار إلى الجزء- أي افتقار الله إلى الجزء- ليس بمحال ، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى، وأن القرءان محدث تكلم الله به بعد أن لم يكن، وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات، وتعدى في ذلك إلى استلزام قدم العالم، والتزامه بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادث لا اول لها، فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديما، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نحلة من النحل، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاث والسبعين التي افترقت عليها الأمة، ولا وقفت به مع أمة من الأمم همة، وكل ذلك وإن كان كفرا شنيعا مما تقل جملته بالنسبة لما آحدث في الفروع ". ا.هـ.

من هو مؤسس الوهابية؟؟؟

من هو مؤسس الوهابية؟؟
ولد مؤسس الوهابية عام 1111ه،وتوفي 1206ه .أخذ شيئا من العلوم الدينية وكان مولعا بمطالعة أخبار مدعي النبوة كمسيلمة الكذاب وسجاع والاسود العنسي وطليحة الأسدي فظهر منه أيام دراسته زيغ وانحراف كبير،مما دعا والده وسائرمشايخه الى تحذير الناس منه فقالوا فيه :سيضل هذا وسيضل الله به من أبعده وأشقاه!ولم تلق دعوته رواجا الا بعد وفاة والده سنة 1153ه،حينها جدد هذه الدعوة وسط البسطاء من الناس فلم يتبعه سوى حثالة منهم.وللاشارة فقد مات ابوه وهو غاضب عليه لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته،وتفرس فيه أن يحدث منه أمر فكان يقول للناس :يا ما ترون من محمد من الشرلقد جاء بدعوة ممزوجة بأفكار من عنده زعم أنها من الكتاب والسنة وأخذ ببعض بدع ابن تيمية فأحياها مثل :تحريم التوسل بالنبي وتحريم السفر لزيارة قبر الرسول وغيره من الأنبياء والصالحين،بل أكثر من هذا كفر من ينادي بلفظ :يا رسول الله !أو يا محمد أو يا علي.(قال له رجل يوما: هذاالدين الذي جئت به متصل أم منفصل ؟فقال له حتى مشايخي ومشايخهم الى ستمائة سنة كلهم مشركون!فقال له الرجل :اذن دينك منفصل لا متصل،فعمن أخذته ؟!فقال :وحي الهام كالخضر !فقال له اذن ليس ذلك محصورا فيك،كل أحد يمكنه أن يدعي وحي الالهام الذي تدعيه ،ثم قال له ان التوسل مجمع عليه عند أهل السنة،حتى ابن تيمية فانه ذكر فيه وجهين ولم يذكر أن فاعله يكفر)انتهى. كما الغى الطلاق المحلوف به مع الحنث وجعله كالحلف بالله تعالى في ايجاب الكفارة ومن ضلالاته كذلك عقيدة التجسيم لله تعالى والتحيز في جهة وهي مأخوذة عن مجسمة اليهود.فالوهابيون ينسبون الى الله تعالى الأعضاء على الحقيقة ، كالبشر، مثل اليد والرجل والعين والوجه...ويقولون أنه تعالى يتحرك ،قيقوم ويقعد ويصعد وينزل...كبرت كلمة تخرج من أفواههم، وتعالى الله عما قالوا به علوا كبيرا ومن بدعه أيضا تحريم الصلاة على النبي عقب الآذان! يقول عنه الشيخ أحمد زيني دحلان-وهو من الذين ذموه-يقول :ويمنعون من الصلاة على النبي (ص)على المنابر بعد الأذان، حتى أن رجلا صالحا كان أعمى وكان مؤذنا فصلى على النبي (ص) بعدما أذن فأتوا به الى محمد بن عبد الوهاب فأمر بقتله فقتل !!وقد حصلت قصة أخرى مشابهة في جامع الدقاق في دمشق بسوريا حين قال المؤذن بعد الأذان على عادة أهل البلد :الصلاة والسلام عليك يا رسول الله جهرا،فقام وهابي كان بصحن المسجد يصرخ :هذا حرام،هذا مثل الذي ينكح أمه ! فحصل شجار بين الوهابيين وأهل السنة فضرب ،ورفع الأمر الى مفتي دمشق ذلك الوقت وهو أبو اليسر عابدين،فاستدعى المفتي زعيمهم الألباني وألزمه الا يدرس بعدها وتوعده بالنفي من البلاد ان خالف.لقد كان ابن عبد الوهاب يخطب كل جمعة في مسجد الدرعية ويقول في كل خطبة : ومن توسل بالنبي فقد كفر !! ومما جاء به من البدع والضلالات كثير كتحريم الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف ،على عكس كل الأمة،فهم يقيمون المعارك الكبرى لمنع ذلك ومن مشايخه الذين ذموه وردوا عليه نذكر على سبيل المثال لا الحصر 1-محمد بن سليمان الكردي قائلا له : يا ابن عبد الوهاب اني أنصحك أن تكف لسانك عن المسلمين2-أخوه سليمان وكان من أهل العلم،ورد عليه في رسالتين سمى احداهما الصواعق الالهية في الرد على الوهابية) والثانية (فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الهاب). 3-مفتي الحنابلة في مكة الشيخ محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي في كتابه:(السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة )،تأملوا في هذا العنوان 4-مفتي الشافعية في مكة الشيخ أحمد زيني دحلان في أواخر السلطنة العثمانية في تاريخه تحت فصل فتنة الوهابية،فتمعنوا فيما قاله عنه : (كان -اي محمد بن عبد الوهاب - في ابتداء أمره من طلبة العلم في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وكان أبوه رجلا صالحا من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ سليمان، وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزغاته في كثير من المسائل، وكانوا يوبخونه ويحذّرون الناس منه، فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع ما ابتدعه من الزيغ والضلال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين، وتوصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي (صلّى الله عليه وسلّم) والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم للتبّرك شرك، وأن نداء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) عند التوسل به شرك، وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين عند التوسل بهم شرك، وأن من أسند شيئا لغير الله ولو على سبيل المجاز العقلي يكون مشركا نحو: نفعني هذا الدواء، وهذا الولي الفلاني عند التوسل به في شىء، وتمسك بأدلة لا تنتج له شيئًا من مرامه، وأتى بعبارات مزورة زخرفها ولبّس بها على العوام حتى تبعوه، وألف لهم في ذلك رسائل حتى اعتقدوا كفر كثر أهل التوحيد" )ا.هـ5-ابن عابدين الحنفي في رد المحتار 6- الشيخ أحمد الصاوي المالكي في تعليقه على الجلالين حيث يقول وقيل هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم كما هو مشاهد الآن في نظائرهم، وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شىء ألا انهم هم الكاذبون، استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون، نسأل الله الكريم أن يقطع دابرهم ") اهـ

هسبريس-تعليق

أتفق مع الكاتب في معظم ما قاله،الا بعض الجزئيات البسيطة التي لن تفسد للود قضية؛وأقول بكل صراحة ما دام في أهل السنة مثل الكاتب ممن يحملون وعيا عاليا بالقدر الذي لمسته في المقال،فإن الأمة مازالت بخير وإمكانيات التقارب متوفرة والحمد لله؛وهذا ما كنت أعبر عنه في تعليقاتي في هسبريس،وهو ما يستهجنه جماعة الوهابيين التكفيريين عندما يقولون بكفر الشيعة وبالتالي لا مجال للتقارب معهم.هم يمارسون التقية الحقيقية ويختبئون تحت عباءة أهل السنة والجماعة لتمريرمشاريعهم الجهنمية ولبث الفرقة والفتن والنعرات الطائفية بين المسلمين سنة وشيعة.وعندما نقول لهم إنكم لا تمثلون أهل السنة والجماعة في شئ،وبأن خطابكم يعد نشازا إذا ما قارناه بخطاب السواد الأعظم من أتباع المذهب السني..يجيبون بأن جميع أهل السنة هذا رأيهم فيكم!ونحمد الله أن الكاتب سعيد مولاي التاج،وآخرون غيره ألقموا هؤلاء التكفيريين حجرا بطروحاتهم النيرة والواعية فيما يتعلق بالخلاف المذهبي السني-الشيعي،وكيفية تجاوزه في أفق البحث عما يجمع الأمة ويوحد صفوفها،لا عما يفرقها ويهدر طاقاتها ومقدراتها.وفي هذا السياق أوجه ندائي لكل سني شريف يحمل هم الوحدة الاسلامية ألا يبخل بالتواجد في هذا المنبر للتعبير عن رأي أهل السنة والجماعة الحقيقي ،حتى لا يبقى هذا الرأي تبديه شرذمة منبوذة تتاجر به،وهي تدعي أنها ناطقة رسمية باسم السنة والجماعة!فرجاء اقطعوا الطريق على هؤلاء الدجالين،ولا تتركوهم يتقدمون الصفوف ليضعوا العصا في العجلة مبعثرين كل الجهود والمحاولات الرامية الى التقريب بين أبناء الأمة الواحدة.إن مشروعهم الجهنمي يتناغم بشكل كبير مع كل مشاريع الاستكبار العالمي لجر الأمة الى التفرقة والتطاحن والاقتتال الداخلي حتى لا تنهض من كبوتها ولا قوم لها قائمة.ولي اليقين أن هؤلاء التكفيريين تحركهم اياد مخابراتية داخلية وخارجية في إطار أجندة محكمة ترسمهاالعقلية الصهيونية؛لكنهم- وبحكم قصر نظرهم وضحالة وعيهم بما يجري ويحاك ضد الأمة من مكر ومؤامرات-يحسبون أنهم يحسنون صنعا!
قال تعالى:(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (104) سورة الكهف.
وكنمذج صارخ على مثل هؤلاء صاحب التعليق رقم-1!
نعوذ بالله من سخطه.

مقارعة النواصب على صفحات هسبريس

لقد تقيأت كل ما كان يعج به صدرك،وكشفت عن خبايا نفسك المريضة أنت الآخر.فالحمد لله أن تعليقاتنا أوجعتكم لدرجة جعلتكم تفقدون التوازن وتنفعلون لدرجة الهستيريا.
أنا ما رددت عليك يوما،ولا اتهمتك شخصيا بمثل ما اتهمتني به أنت في تعليقاتك الطويلة العريضة الخاوية من كل مضمون ذي فائدة.
تصفني بالصهيوني الأصيل في حين أنا مغربي أصيل.ايه! مغربي أصيل ولو كرهت أنت ومن معك من جحافل التكفيريين المعتوهين المتخلفين.وكوني اعتنقت مذهبا آخر فهذا شأني لا يخصك في شئ،وإذا كان الله عز وجل يقول (لا إكراه في الدين)،تاركالعباده حرية اختيار الدين الذي يحلو لهم...فما قيمة سخافاتك انت أيهاالعبد الفقير الحقير الضعيف؟! انتبه لنفسك واعرف قدرها،واعلم ان للبيت ربا يحميه.فمثلك لا يزيدون الأمة الا هما على هم وتخلفا على تخلف.أم تحسب أنك بكلماتك المنمقة قد أحسنت صنعا؟!
كيف تحكم يا دجال بأنني عميل لتل أبيب وخادم للصهيونية وأنت لا تعرف عني أي شئ؟!من أنبأك بهذا؟؟قل بالله عليك من الخادم الفعلي لبني صهيون:هل هم شيعة المقاومة والممانعة أم دول العربان التي تدعي التسنن الوهابي؟دع عنك حرب لبنان2006،وحدثني عن الحرب على غزة المسلمة السني المذهب..حدثني عن دور يذكر لدولتكم الوهابية السعودية التي تعتبرونها قدوتكم ومثالكم الأعلى! ماذا فعلت عندما كانت غزة تحترق بأسلحة الدمار الشامل من فنابل عنقودية وأخرى فسفورية،وبشتى الأسلحة المحرمة دوليا؟؟ ليتها التزمت الحياد،لكن المصيبة،بل الفضيحة الكبرى أنها تواطأت مع بني صهيون للقضاء على المقاومة في غزة! كما تواطأت قبلها في حرب تموز على المقاومة اللبنانية وبشكل مفضوح أعلن عنه القادة الصهاينة انفسهم.فإذا كانت الدولة الراعية لمذهبكم انغمست حتى النخاع في خدمة بني صهيون ومشاريع الاستكبار العالمي(وهذا معروف تاريخيا وليس وليد اللحظة)،فكيف تأتي أنت كحشرة صغيرة في هذا اليم من الخذلان والتواطؤ الرخيص لتزايد علي وعلى الشيعة الشرفاء في هذا المجال؟!! أنصحك يا وهابي -إذا أردت المزايدة على الشيعة-فابحث لك عن موضوع آخر غير هذه الشنشنة،لأن المزايدة هاهنا ستكشف ملفاتكم المتعفنة في خدمة "اسرائيل" وفي تنفيذ اجندة الاستكبار العالمي.
صدق من قال:رمتني بدائها وانسلت!

مقارعة النواصب على صفحات هسبريس

إن نظرية عدالة الصحابة جعلت الفكر السلفي عموم والوهابي خاصة، في ورطة لا يحسد عليها،ذلك أن الله تعالى أوضح في كتابه العزيز أن من كانوا مع النبي (ص) لم يكونوا جميعهم على قدم المساواة من حيث الإيمان والأفضلية والقرب منه تعالى.بل كان فيهم المنافق،والذي في قلبه مرض،والذي أسلم بلسانه ولم يؤمن قلبه.. وهم يقولون عكس ذلك!!(قل أأنتم أعلم أم الله؟!! )وهذه بعض الآيات من كتاب الله توضح ذلك:
-{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}.
-{إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ}.
-{وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ}.
-{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}....الخ
وفي مسند الإمام احمدهذا الحديث الذي يوضح حال هؤلاء بعد النبي الأكرم (ص):(( ‏حدثنا ‏‏أبوعامر ‏ ‏حدثنا ‏‏أفلح بن سعيد ‏‏قال حدثنا ‏عبدالله بن رافع ‏ ‏قال ‏ ‏كانت ‏أم سلمة ‏ ‏تحدث أنها ‏
‏سمعت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول على المنبر وهي تمتشط أيهاالناس فقالت ‏ ‏لماشطتها ‏ ‏لفي رأسي قالت فقالت فديتك إنما يقول أيها الناس قلت ‏ ‏ويحك ‏أولسنا من الناس فلفت رأسها وقامت في حجرتها فسمعته يقول أيها الناس ‏ ‏بينما أنا على الحوض جيء بكم ‏ ‏زمرا ‏ ‏فتفرقت بكم الطرق فناديتكم ألا هلموا إلى الطريق فناداني مناد من بعدي فقال إنهم قد بدلوا بعدك فقلت ألا ‏‏سحقاألا ‏‏سحقا‏))
وفي البخاري(كتاب الفتن)،الحديث:((...لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)).
فعجبا لهؤلاء القوم كيف يعارضون كتاب الله وسنة نبيه(ص) بتأويلاتهم الباطلة،ليدافعوا عن أناس الله ورسوله نبذاهم وهماأعلم بهم وبمصيرهم...
نعوذ بالله من سخط الله

مقارعة النواصب على صفحات هسبريس

ومن هذا التعليق يتبين لك أن كل ما رويته عن مبايعة علي لأبو بكر فهي رواية مكذوبة، الذي نعرفه أن علي بايع الخلفاء الثلاثة...)!
لا والله ما تبين لي ذلك،وكل الحجج التي أوردتها في كون هذا ليس من قول ابن قتيبة هي حجج واهية،ومجرد تخمينات وترجيحات،وفيها آراء لمتعصبين ضد الشيعة،وأخرى لمستشرقين! وهذا ما استغربت له فعلا،إذ كيف يحتج بآراء المستشرقين على تاريخ المسلمين ودينهم معتقدهم وقد عرف عنهم ماعرف من كيد وتآمر.والأكيد أنني لو جئتك بقول مستشرق يؤيد مذهب الشيعة في الإمامة مثلا،لرفضته رأسا؛لكنك رحت تبحث عن أي شئ تدفع به قول ابن قتيبة حتى ولو من آراء النواصب والمستشرقين!
لكن يبدو لي أنك لم تقرأ "الإمامة والسياسة" لتحكم عليه بنفسك،ولو قرأته لوجدت في المقدمة وما بعدها من الأحاديث والروايات في فضائل أبي بكر ومكانته ما يعتبره معتدلو الشيعة من الموضوعات،فكيف "برافضي خبيث" كما وصفته أن يقول مثل ذلك عن أبي بكر. فاتق الله ولا تحاول تغطية الشمس بالغربال،خاصة وأن الروايات متعددة من طرق أخرى تثبت كلها بما لا غبار عليه أن ما وقع كان ماساة حقيقية بكل المقاييس.
نعم لقد بايع علي(ع) لكن بعد ستة أشهر!أي بعد وفاة فاطمة (ع)،وهذا معروف عند الجميع،فلماذا يا ترى تأخر كل هذه المدة؟! والجواب واضح،وهو أنه كان يرى أن حقه قد اغتصب منه،وأن القوم تركوا وصية النبي (ص) وراء ظهورهم وقرروا حشر العترة الطاهرة في الزاوية حتى لا ينال بنو هاشم شرفي النبوة ةالإمامة معا،وهذا ما صرح به عمر بن الخطاب بوضوح.
فالحقيقة واضحة وضوح الشمس،وليس لأن الشيعة يقولون بها وجب علينا أن ننكرها أو نطمسها،ولكن لأنها ضالة المؤمن.وهذا مع الأسف ما يقع فيه دعاة التعصب عندما ينكرون ويردون كل شئ يأتي من جهة من يخالفونهم الرأي أو المذهب.

مقارعة النواصب على صفحات هسبريس

لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر ) . أليس هذا الحديث دليلا قاطعا على خلافة سيدنا أبي بكر ( رض ) .
السيد البدري : إن هذا الحديث رواية آحاد هذا أولا .
وثانيا إن هذا الحديث معارض بحديث أقوى منه سندا وتنقله أحاديثكم وهو قوله صلى الله عليه وآله : ( لا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن كلمة - لو - تفتح عمل الشيطان ) ( حديث شريف ) . فكيف برسول الأمة
وإمامها ينهانا عن القول بكلمة ( لو ) ويقول لنا إنها تفتح عمل الشيطان ، وهو يبدأ بها هل يعقل هذا الأمر ؟ بأن هذا الحديث يصدر من النبي صلى الله عليه وآله فتأمل . . ؟ !
ثالثا : إن هذا الحديث موضوع لدينا ووضع مقابل حديث المؤاخاة المشهور والمتواتر وهو قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) .
رابعا : الشطر الثاني من الحديث ( لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر ) . وضع مقابل الحديث المشهور والمتواتر ( سدوا هذه الأبواب إلا باب علي ) . فوضع أصحاب الأقلام المأجورة كلمة خوخة بدل باب للتغيير والتحريف .

مقارعة النواصب على صفحات هسبريس

إذا كنت تأخذ دينك من قناة المستقلة فهنيئا لك بما أنت عليه.أما عن حقائق التاريخ والصراع المذهبي فليس المستقلة بالقناة المحايدة حتى يهتم مثلي،وغيري ممن خبروا مثل هذه القنوات البرودولارية، بما تقدمه ولا بالكيفية التي تقدم بها ذلك،ولا بطبيعة الضيوف الذين تستدعيهم-على هةاها-لمناقشة ذلك.متى كانت حقيقة المذاهب تعرف من الفضائيات المأجرة أو من الجرائد والمجلات والكتب المشبوهة؟!
لكل مذهب أسسه وأصوله ورجاله..وهذا كله مبسوط في أمهات الكتب،وينبغي الرجوع اليها إذا أردنا الحكم عليه وإصدار حكم قيمة بشأنه.أما أنك تحدثني عن قناة المستقلة وما قالته المستقلة وما فعلته المستقلة وأنت في غاية التبجح فأقول:لازال المذهب الشيعي في مكانهقابضا على الحق،بل يزداد صلابة وتوهجا يوما بعد يوم رغم المستقلة وقناة صفا وقناة وصال...ورغم أنف كل الأوغاد؛لأن ضوضاء الباطل لا تطفئ نور الحق مهما كثرت ومهما علا صوتها.
قناة المستقلة عرفتها قبلك،بل كنت ممن شاهد برامجها الأولى عندما كانت ساعات البث جد قليلة،وقبلها كنت أتابع كل ما ينشر في جريدة "المستقلة" وهي انت جريدة لنفس الشخص الهاشمي،بل أعرف الهاشمي قبل ذلك عندما كان يكتب في منابر أخرى في الثمانينيات والتسعينيات...ساعتها كان شخصا آخر،قبل أن يذوق حلاوة "الدولار" السعودي وينقلب 180 درجة!
عندما كان محايدا في برنامجه "احوار الصريح" كنا نتابعه باهتمام بالغ،وكنتم ساعتها تعيبون عليه حياديته وتعتبرونه منحازا للشيعة.أما عندما أصبح "فكرشو لعجينة" قلتم:الآن فقط! أما نحن فقد وعينا سر اللعبة،وإن كان هناك من طرف قد تمت تعرية عورته فهو الهاشمي وقناته "المستغلة".
أنا أنصحك بمتابعة برنامج "حقائق التاريخ" وبرنامج "مطارحات في العقيدة" وغيرهما على قناة الكوثر،مع العلم أن الأول يناقش فيه سنيان: الشيخ الجليل حسن فرحان الملكي حفظه الله من السعودية،والدكتور سهيل زكار(مؤرخ معروف) من سوريا(سني كذلك)؛وللإشارة يمكنك تتبع كل الحلقات الفائتة على اليوتوب .
بقي في الأخير أن أطالبك بإحضار ما تم فيه التدليس من جانبي في تعليقاتي السابقة،لأنني رأيتك تلح على هذا الموضوع كثيرا،علما أنني لا أتذكر يوما لجأت فيه الى التدليس،لا في تعليقاتي المكتوبة،ولا في حياتي اليومية مع الناس...فهات ما عندك.هذا تحدي

مقارعة النواصب على صفحات هسبريس

ما هي الآيات التي تعسفنا في شرحها وأولناها حسب هوانا كما تدعي؟هاتها إن كنت صادقا.
ثانيا:جئت في كلامك بأكاذيب وأباطيل وتدليسات ما أنزل الله بها من سلطان،بل لا يحتج بها حتى النواصب قدمائهم ومعاصريهم،والأغرب من هذا كله أنك تنسبها لمراجع الشيعة! أتحداك ياأفاك أن تأتي بقول مرجع شيعي واحد يطعن في أهلية علي ويشكك فيها،ويؤكد-كما تفتري-أن عليا(ع) طلب من الرسول الأكرم(ص) تطليق عائشة بدعوى الخيانة!!
ولكونك مفلس(أنت وأمثالك في هذا المنبر) ولم تجد ما ترد به على الآيات القرآنية الكريمة الصريحة الواضحة في بعض لصحابة...رحت تحطب بليل وتأتي بما يشيب له الولدان من منكرات وفحشاء نسبتها للإمام علي (ع)،وتدعي أنها من روايات الشيعة!
وعلى افترض انها روايات منسوبة الى الشيعة،هل يخطر ببالك أن الشيعة يصححونها ويعتقدون بها؟!سبحان الله.
لكن لي اليقين انك مطمئن ومرتاح البال،معتقدا انها فعلا صحيحة،وإلا لما استدللت بها.فالنواصب أمثالك لا يشعرون بالسعادة تغمرهم الا عندما يجدون من الأراجيف ما يحط من مقام علي (ع) ومن قيمته وافضليته.نحن نحترم أهل السنة الحقيقيين،لذلك ترانا نترفع عن الإتيان بمثل ما تأتون به واكثر،ونرد الصاع صاعين،فلدينا من الروايات ما يجعلك انت وأشباهك الأقزام في هذا الموقع تصابون بالإسهال الحاد.لذلك نحاول الجدال في غير سفاسف الأمور،مسلحين بالحجة والدليل والبرهان الساطع من القرآن والسنة المعتبرة...لكنكم تبغونها عوجا!
أما قولك بأن النبي (ص) قدم أبا بكر على علي،وجعله خليفة للمسلمين بدعوى انه امره أن يصلي بالمسلمين،فهذا امر مضحك حقا،ويكشف أنك تمسك بخيط العنكبوت لإثبات ما لا يمكن إثباته.أتحداك ثانيةأنت ومن معك أن تأتيني بوصية النبي لأبي بكر بالخلافة من غير هذه القشة التي تستدل بها،لأنها لا تصمد أمام الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة من عدة طرق والتي تنص على إمامة علي(ع) وعلى وجوب اتباع العترة الطاهرة سفينة النجاة.ثم تقول إن علي كان يعمل تحت راية الخلفاء الثلاثة(وهذا غير صحيح)،لكنك تناسيت أنه لم يبايع الا بعد مدة غير قصيرة وبطريقة معروفة! وتناسيت الهجوم العدواني على بيت الزهراء والظلم الذي لحق بالعترة الطاهرة مباشرة بعد البيعة!
اقرأ لتزيل عنك الجهل

مقارعة النواصب على صفحات هسبريس

أطالبك يا دجال من هذا المنبر المحترم أن تعرف لنا بدقة من هو الصحابي.
ثانيا:كل الآيات التي أوردتها في تعليقك-40 تتحدث عن المؤمنين من الصحابة،ولا تتضمن أصنافا كثيرة ممن تسمونهم صحابة،وتقدسونهم وتعبدونهم من دون الله،وفيهم من خلط عملا صالحا بآخر سئ،ومن في قلبه مرض،ومن أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه،ومن جهر بالإيمان وأبطن الكفر،ومن اسلم ثم ارتد بعد ذلك... وقس على ذلك.
لقداستدللت بهذه الآية:{ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً} وأنت تعلم أن الذين بايعوا ليسوا هم كل الصحابة،بل لم يتعد عددهم ال1400 صحابي.ثم إن رضا الله ها هنا ليس على جميع أعمالهم الى آخر حياتهم..إنما الرضا هو عن البيعة للنبي (ص)،تلك البيعة التي تمت تحت الشجرة وهي بيعة الرضوان،ولا أدل على ذلك من كلمة"إذ" الشرطية.والدليل أيضاأن كثيرين ممن بايعوا تحت الشجرة أصبحوا فيما بعدمن المنافقين ونزلت فيهم آيات النفاق.فرضا الله هنالا يتعلق بهم لكونهم أصحاب رسول الله (ص)،بل لكونهم مؤمنين بالله ورسوله،ورضاه لهم يستمر على حاله ماداموا ثابتين على العهد مؤمنين بالله والرسول،فإذا خرجوا من الإيمان وارتدوا،فرضى الله ينقلب غضبا عليهم.وإلا فما معنى آيات الإحباط العديدة في كتاب الله؟كقوله تعالى:*ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم*ويقول:*ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم*،وقوله تعاى:*ياأيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط اعمالكم وأنتم لا تشعرون*....وغيرها كثير!
ثم أوردت الآيات: }{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود }.فلماذا لم تكمل حتى النهاية،حيث وعد الله بالمغفرة والأجر العظيم فقط للذين ءامنوا وعملوا الصالحات من الصحابة:(والذين معه)،وليس لهم جميعا،وهذا معناه أن في الصحابة من لن يشمله الله بمغفرته ورحمته وعفوه.
فاتق الله ياوهابي،ولا تمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
أعاذنا الله من سخطه.

مقارعة النواصب على صفحات هسبريس

أنت لا تريد أن تفهم يا دجال السنة أن أحاديث الكليني ليست كلها صحيحة كما صرحنا بذلك مرارا،وكما هو متعارف عليه عند الشيعة أنفسهم.لقد قلنا لك يا دجال أن ليس لدى الشيعة كتاب يسمونه "أصح الكتب" بعد كتاب الله كما تزعمون عن بخاريكم؛بل إنهم(الشيعة) يعرضون كل الأحاديث على كتاب الله،فما وافقه يأخذون به وما خالفه اعتبروه زخرفا ورموا به عرض الحائط،وهذا المنهج يعتمدونه عملا بالحديث الشريف المروي عن أبي عبد الله (ع)قال:خطب النبي(ص) بمنى،فقال أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته،وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله(الكافي_الجزء(1)-رقم الصفحة 69...انظر السيد الخوئي-مصباح الفقاهة-الجزء(3).ص453 وحتى تطلع على رأي باقي المراجع يمكنك الدخول الى هذا الموقع:
http://www.estabsarna.com/Threef/27ShiaWlQuran.htm
اذن محاولاتك الشيطانية للنيل من الشيعة بهذه الطريقة البائسة لن تنطلي على أحد،وهذا أسلوب المنهزمين الذين يبحثون عن أي شئ مهما كان سخيفا للنيل من الخصوم؛لكن صدقني لن تفلحوا في ذلك ولو اجتمعت جحافل الوهابية جميعها، من هلك منهم ومن ينتظر؛حتى ولو قام نبيكم ابن تيمية من لحده ومعه وصيه ابن عبد الوهاب،وقمتم جميعا قومة رجل واحد لتنالوا من الحق فلن يرى مبتغاكم النوربإذن الله تعالى .وإذا كان كل معسكر الباطل قديمابما امتلك من قوة السلطة والجبروت لم يستطع إطفاء نور الله،فكيف بأقزام ونكرات أمثالكم...يا معشر النويصبين.
لكن أقول لك يادجال ما رأيك لو أتحفتك بما يندى له جبين الحمار من صحاحكم؟
*ما رأيك في فتوى البخاري التي تقول إذا رضع طفلان من لبن العنز أو البقر او الشاة للمدة المقررة , تترتب عليهما أحكام الرضاع وتثبت به الإخوة..؟!!(هههه).
*وما رأيك في هذا الحديث:
عن قتادة، عن انس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار،وهن إحدى عشر
قال: قلت لانس: أوَ كان يطيقه؟
قال كنا نتحدث انه أعطي قوة ثلاثين!!
(صحيح البخاري رقم 265 كتاب الغسل)
*وفي صحيح البخاري،كتاب صفة الصلاة،(مقتطف) من الحديث رقم773:(... فاذا جاء ربّنا عرفناه، فيأتيهم الله فيقول:أنا ربكم، فيقولون:أنت ربّنا... فيضحك الله عز وجل منه!!
يتبع.

هسبريس:رد على المدعو المختار

أنت آخر من يتحدث عن التربية وعن الدين والإيمان والأخلاق.أنت إنسان حقود على أتباع مذهب أهل البيت،بل على أهل البيت أنفسهم،وينطبق عليك الحديث النبوي الشريف لعلي (ع):(لا يحبك الا مؤمن ولا بغضك الا منافق).فعلامات النفاق بادية للعيان في كتاباتك؛وأنت لم تأت الى هسبريس الا بتكليف ولمهمة واحدة ووحيدة الا وهي تتبع كتابات ادريس هاني ونقدها والطعن فيها مهما كان محورها أو محتواها.فمنذ بدأت كتاباته تنزل على صفحات هسبريس وأنت لا شغل لك سوى التصدي لها بما تحطبه ليلا،وبطريقة "قص والصق".وما يؤكد كلامي هو أنني لم أعثر لك ولو مرة واحدة على تعليق-تعليق واحد-ولو بسيطا في موضوع آخر من المواضيع التي تتناولها هسبريس رغم كونها ذات أهمية قصوى بالنسبة للمواطن المغربي الغيور على وطنه وعلى قضاياه الكبرى.ولطالما طرحت هسبريس مواضيع ساخنة حول التعليم والتربية من طرف كتاب آخرين،لكنني لم أر لك خربشة تذكر حولها! مما يجعلني أضع عليك علامة استفهام كبرى! من أنت،ومن الذي اكتراك لتحشر أنفك في مواضيع مذهبية وعقدية أنت لا تعرف فيهاأكثر مما يعرفه الإنسان العامي الأمي؟!
كنت في تعليقاتك السابقة تمارس علينا التقية،وتحاول أن تظهر بمظهر المسلم المعتدل المتخلق بأخلاق اللاسلام..ثم بدأت تصعد من موقفك،ولم تجد لذلك من سبيل سوى الدخول الى المواقع المعادية لتنقل منها-بغباء-كل ما من شأنه أن ينال من مدرسة أهل البيت...ثم أخيرا،وفي أحد ردودك علي (والذي حذفته هسبريس مشكورة)،ظهر باطنك الحقيقي للعيان،وانكشفت نفسيتك المريضة،عندما رحت تمطرني بوابل من القذف ومحاولة النيل من عرضي وشرفي،ورميتني بالقوادة! وهذا لعمري هو ألأسلوب الخسيس الذي يمارسه من لهم باع طويل في العمل المخابراتي! عندما يحققون مع إنسان شريف وعفيف،لا يجدون وسيلة للنيل من كرامته الا بالكلام البذئ الساقط واستعمال مفردات تحت الحزام.
صدقني أنك أحرقت جميع وريقاتك،ولم يعد دجلك،ودجل أمثالك هنا، ينطلي على أحد؛وصدقني أيضا أن أهل السنة الحقيقيون لا يسايرونكم في هذا الدجل والدليل هوأنك أنت ومن معك لا تشكلون سوى كم مهمل من المعلقين،فإذا استثنينا المخبرين منكم..فكم يبقى في سلتكم؟!
تحياتي واحتراماتي لكل سني شريف

السبت، 21 أغسطس 2010

هل ينام المغرب على خزان من الخلايا النائمة-هسبريس

أولا كل الشكر والتحية لقوات الأمن على يقظتها وتصديها لمثل هذه الخلاياالمخربة(إن كان الخبر صادقا).
ثانيا:سنظل نقول ونكرر بأن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي مع مثل هذا الطاعون الذي استشرى في المشرق والمغرب حتى وصل الينا بعدما كنا في مأمن منه لزمن طويل.إن الداء لا يعالج بالمسكنات، كمالا يمكن القضاء عليه نهائيا ما دمنا نوفر له البيئة الخصبة التي ينمو فيها ويترعرع.لا بد من قطيعة تامة مع هذه البيئة واستأصالهاوأقصد بكلامي أنه قبل المقاربة الأمنية أو بتواز معها يجب تجفيف منابع الفكر السلفي الوهابي المتحجر،وتتبعه خطوة خطوة حتى يعود من حيث أتى لأن هذا الفكر هو الذي يهيء الأرضية المناسبة التي تعشعش فيها مثل هذه الخلايا المخربة.
ما يعاب على الدولة المغربية كونها تعيش مفارقة عجيبة عندما تطارد أفرادا/خلايا،في الوقت الذي تغض الطرف عن الجذور الفكرية والثقافية التي تنتج مثل هذه العناصر الغريبة التكفيرية/الاستئصالية/العنصرية.
وإذا كانت الدولة تعتقد أن بإمكانهاالمراهنة على ما يسمى "السلفية الجديدة" أو المعتدلة أوالمتعاونة أو المنضبطة أو ما شابه ذلك من العناوين لأغراض سياسوية بقصد خلق توازنات معينة على الساحة، وضرب عدو بعدوه...فإننا نقول إن هذا منطق واهم وحساب سياسي قاصر.وعلى كل حال لا يلدغ المرء من الجحر مرتين،فتجارب المغرب المسالم مع هذا الفكر تراكمت بشكل كاف ولم يعد هناك مبرر للوقوع في الخطأ مرات ومرات على حساب أمن المواطنين وسلامتهم

أمر معاوية لولاته بسب علي(ع) من فوق المنابر

أمر معاوية لولاته بسب علي(ع) من فوق المنابر
روى مسلم في صحيحه.ج4 ص1871 عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : " أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا ، فقال : مامنعك أن تسب أبا التراب(يعني الإمام علي (ع)) ، فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (ص) فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم "
قال ابن سعد في(بغية الطلب في تاريخ حلب.ج7 ص3033 " أبو أيوب خالد بن زيد ، بدري ، وهو الذي نزل على النبي مقدمه المدينة ، وهوكان على مقدمة علي يوم صفين ، وهو الذي قال لمعاوية حين سب عليا : كف يا معاوية عن سب علي في الناس ، فقال معاوية : ما أقدر على ذلك منهم ، فقال أبو أيوب : والله لا أسكن أرضا أسمع فيها سب علي ، فخرج إلى سيف البحر حتى مات ، رحمه الله "
وروى الطبري في تاريخه ج4 ص 188" أن معاوية بن أبي سفيان لما ولي المغيرة بن شعبة الكوفة دعاه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا .. وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة فأنا تاركها اعتمادا على بصرك ... ولست تاركا إيصاءك بخصلة لا تتحمّ عن شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له والعيب على أصحاب علي والاقصاء لهم "
وفي الكامل في التاريخ ج2ص684 يقول ابن الأثير عن معاوية " فكان إذا قنت سب عليا وابن عباس والحسن والحسين والأشتر "
وقد ثبت بالأسانيد الصحيحة أن المغيرة بن شعبة أول ولاة معاوية طاعة له في سب علي (ع) ، روى الحاكم عن زياد بن علاقة عن عمه : " أن المغيرة بن شعبة سب علي بن أبي طالب ، فقام إليه زيد بن أرقم ، فقال : يا مغيرة ألم تعلم أن رسول الله (ص) نهى عن سب الأموات فلم تسب عليا وقد مات " .
وفي المستدرك على الصحيحين ج1ص541 قال الحاكم " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه هكذا " ، وقال الذهبي : " على شرط مسلم ".
وروى أحمد في مسنده ج3ص181 عن عبد الله بن ظالم قال " خطب المغيرة بن شعبة فنال من علي ، فخرج سعيد بن زيد فقال : ألا تعجب من هذا يسب عليا ! "(قال محققو الطبعة" والحديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن").
وفي البحر الزخار ج4 ص91 روى البزار بسند رجاله موثقون،عن عبد الله بن ظالم قال" دخلت على سعيد بن زيد وقال : ألا تعجب من هذا الظالم أقام الخطباء يشتمون عليا ، قال : قد فعلوه ، أوقد فعله ؟ "
وفي صحيح البخاري ج5 ص23 (في كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي (ع)) " أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال : هذا فلان – لأمير المدينة – يدعو عليا عند المنبر "
وروى مسلم عن سهل بن سعد قال " استعمل على المدينة رجل من آل مروان ،(والمقصود مروان بن الحكم)، قال فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا ، قال : فأبى سهل ، فقال له : أمّا إذ أبيت فقل : لعن الله أبا تراب ".(هدي الساري مقدمة فتح الباري ج4ص1874).
وفي تاريخ دمشق ج57 ص 243 ، ج21 ص 129 ، ورواه أحمد في ( العلل ) ج3 ص 176 . روى ابن عساكر عن عمير ابن اسحاق قال: " كان مروان بن الحكم أميرا علينا ست سنين ، فكان يسب عليا كل جمعة على المنبر "
ومن الولاة الذين كانوا مولعين بسب علي (ع) بسر ابن أرطأة؛قال ابن الجوزي "بعث معاوية بسر بن أرطاة – إلى البصرة - فصعد إلى المنبر وشتم عليا (رض) ثم قال : " أنشد الله رجلا عليما أني صادق إلا صدقني ، أو كاذب إلا كذبني فقال أبو بكرة : لا نعلمك إلا كاذبا ، فأمر به يخنق فقام أبو لؤلؤة الضبي فرمى بنفسه عليه فمنعه ".(المنتظم ج4 ص8).ولم ينقطع سب علي (ع) فوق منابر بني امية الا في عهد عمر بن عبد العزيز. قال ابن سعد : " كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبدالعزيز يشتمون عليا رحمه الله فلما ولي عمر أمسك عن ذلك "(الطبقات الكبرى ج4 ص67).

الوضع خطير...ويحتاج لتدخل عاجل

من الواضح أن عصابة النواصب قد حشرت في زاوية مغلقة أمام قوة الأدلة العقلية والنقلية التي وردت في مقالة أخينا ادريس جزاه الله خيرا؛ ويمكن ملاحظة درجة الانفعال بل الهستيريا في تعاليق معظمهم؛أما البعض الآخر فقد أخذ الإسهال منه كل مأخذ،وأصبح بحاجة ماسة الى مضادات حيوية قوية وفعالة قبل فوات الأوان!(هههها)..اذا ارتاد المرء دورة المياه سبع مرات متتالية وفي مهلة زمنية قياسية،وأزكمت روائحه الأنوف (إخخخ...حاشاكم) فاعلموا يا سادة أن الوضع خطير ويحتاج لتدخل عاجل(هههها).
تلك هي حالة من استلهم اسمه من الشرق الملحد...ولا أدري كيف يجمع الناصبي بين المتناقضات..ربما يتطلب الأمر علاجا نفسيا شاقا وطويلا...فهيا يا سادة بعد شفائه من الإسهال لا بد من إحضار طبيب نفساني خبير من العيار الثفيل حتى يكشف لنا نوعية العقد التي يعاني منها هؤلاء!
سبع تعليقات/أحجيات/خرافات...مردفة الواحدة تلو الاخرى.أسأل صاحبها:ما قيمتها العلمية إذا كانت غير موثقة وأنت تعتبرها "شواهد"! شواهد من؟ ابن تيمية وابن كثير وابن الجوزي،ومحمد علي الشوكاني؟!عجيييب! تطعن في أسيادك الشيعة وتكفرهم وتسبهم وتلعنهم... من ترهات أعدائهم/أجدادك النواصب؟!
يا حاطبا بليل إذا كنت بخربشاتك هاته تستطيع أن تمارس علينا ديماغوجيتك الحمقاء،وأن تعطي للقراء "دروسا" حول من هم الشيعة وماذا قالوا وماذا فعلوا...فأنت دجال واهم تحاول تقليد نبيك ابن تيمية الزنديق في النيل من أسيادك الشرفاء،لكن...وكما قال خادم آل البيت حفظه الله في أحد تعليقاته:لإن يرجع خالك شارون من قبره هذه المرة،أقرب اليك من أن تنال من أتباع مدرسة أهل البيت...هزلت!
نحن نحاول الابتعاد ماأمكن عن التجريج،وعن الأساليب الخسيسة التي تستعملونها،نحاول أن نناقش بالعقل والمنطق والدليل،هدفنامقاربة الحقيقة التاريخية والمذهبية بغية التوصل الى أرضية مشتركة في أفق صنع مقومات للوحدة الاسلامية...لكن للأسف نراكم يا نواصب تضعون العصا في العجلة وتبغونها عوجا.فلعنة الله على كل موقظ للفتن يصطاد في الماء العكر.
قلت يا دجال في أحجياتك السبعة المردفة: ("وعليه فإن كل الشيعة–قديما و حديثا- رافضة سبابون ثبت كفرهم وفجورهم وخروجهم عن الملة والنهج المحمدي الشريف)!
أتحداك أنت وأجدادك النواصب جميعاأن تبسط لنا دليل كفرهم يا جبان

الى عاشق من اسبانيا

قلت في أحد تعليقاتك بالحرف:"..وما يستتبع ذلك من دلالة صادقة على إخفاق العقل الفارسي ليبحث عن ضالته في الوهم بدل أن يجاري الركب"!أنا أريد منك أن تحدد لي بالتفصيل أين أخفق العقل الفارسي ونبغ العقل العربي!ثم ما هو هذا الركب الذي لا يسايره الايرانيون؟ اذا كنت تقصد ركب الحداثة والانفتاح على العلم والتكنولوجيا والثورة المعلوماتية،فإيران هي الرائدة في العالم الاسلامي وهي النموذج الذي يمكن أن تحذوه أي دولة أخرى.(هل السعودية مثلا تساير هذا الركب في نظرك؟أم أفغانستان طالبان؟أم "المحاكم" في الصومال،أم دول الخليج مجتمعة..؟).أماإذا كنت تقصد الركب الحضاري إجمالا فهم من رواد الحضارات قديما وحديثا،واقرأ تاريخ الحضارات لتتأكد.لكن إذا كنت تريد من إيران ومن الشيعة عموما التخلي عن معتقداتهم التي هي معتقدات الأمة قاطبة،والانجرار وراء حضارة الغرب بكل ما لها وما عليها،بدعوى التحرر كما تدعي..فهنا أقول لا يطرح مثل هذه الدعوة سوى إنسان علماني قد يكون حاقدا على الدين،أو في أحسن الحالات يريد فصله عن الحياة.إذن بالله عليك يا عاشق قل لنا من أنت؟سؤال أطرحه بصدق لأني رأيتك تتخبط ذات اليمين وذات الشمال،فأفصح لنا عن هويتك المذهبية أو الفكرية حتى نناقشك انطلاقا من ذلك.
ثم أردفت قائلا:".٠لذلك أقول أن الفرق بيننا أهل السنة وبينهم يكمن في أننا نعيش زماننا متحررين من عقد التاريخ٠ نبادر ولا نعلق أملا على ميت يبعث فينا كي يصلح نيابة عنا٠أما هم فما يبرحون حبيسي التاريخ بعد أن استقالوا من الواقع بالمرة"!!
بالله عليك هل هذا كلام واقعي؟ ماذا تقصد بالتحرر من عقد التاريخ؟ وأين وصلت مبادراتكم وماذا حققت للأمة؟!حدثنا عنها قليلا من فضلك! أماالأمل فليس معقودا على ميت بل على حي يرزق يصول ويجول رغم أنف الحاقدين.(وإذا كنت لا تؤمن بعقيدة المهدوية،فرجاء أفصح عن ذلك)...نعم الأمة تنتظر ظهوره لأن هذا من صلب عقيدتها ولو كره الكافرون؛لكن هي تعمل أيضا بأقصى ما في وسعها لتهيئ له الأرضية والمناخ المناسبين،وليست في حالة اتكالية وخمول كما تدعي...ولو قرأت مقالة الأخ هاني كلها لزال الالتباس.(أجبني بلا انفعال من فضلك).

من الذي يكذب ويدلس؟؟

في التعليق رقم-5 ورد الحديث:
(" إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخو الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد بابا إلا سد إلا باب أبي بكر")
أولا :هذا حديث آحاد.
ثانيا:هو حديث موضوع ،فالشطر الأول منه:
(إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخو الإسلام ومودته،)وضع مقابل حديث المؤاخاة المشهور والمتواتر وهو قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ).
أما الشطر الأخير منه (لا يبقين في المسجد بابا إلا سد إلا باب أبي بكر") وهو المعروف بحديث سد الأبواب،والمقصود باب الإمام علي (ع) وليس باب ابي بكر كما تزعمون.
أخرج الحاكم بسنده عن زيد بن أرقم قال: «كانت لنفر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أبواب شارعة في المسجد. فقال يوماً: سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ.
قال: فتكلّم في ذلك ناس، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: أمّا بعد، فإنّي أُمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ فقال فيه قائلكم، واللّه ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكن أُمرت بشيء فاتّبعته.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه».
فمن المعلوم أن الكثير من الفضائل المنسوبة لأمير المؤمنين علي (ع) قد امتدت اليها أيادي التحريف والتزوير، وخاصة في عهد معاوية،لتنسب زورا الى أبي بكر أو غيره من الصحابة.
كما أن هذا الشطر من الحديث ورد بصيغة أخرى (لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر)! ويلاحظ هنا كيف استبدلت كلمة باب ب"خوخة" ومعناها الباب الصغير.وهو حديث موضوع كذلك.
اذن قبل اتهام الكاتب بالكذب والتدليس عليكم التدقيق فيما تستدلون به من صحاحكم،فليس كل ما فيها صحيح.كما أن الأحاديث الصحيحة ليست كلها فيها.

قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين؟

بهاتين المقاربتين الفلسفية والعقائدية عن الإمام المهدي عج تكون الصورة قد اكتملت والحجة قد أبلغت والبرهان قد بسط..فجزاك الله كل خير أخينا ادريس ودمت منارة ساطعة على صفحات هسبريس كاشفة للعقيدة النقية الصافية،عقيدة أهل بيت النبوة الأطهار(ع).
ولمن رغب في التعليق أو الرد أو النقد أو النقض،فما عليه الا التحلي بأخلاق الاسلام أولا وذلك بالابتعاد عن أساليب التخلف من تهجمات وعنتريات فارغة وسب وشتم ولعن بدون سبب يذكر اللهم الحقد الطائفي الأعمى أو كراهية العترة الطاهرة وما يستتبع ذلك من كراهية الله والرسول والرسالة،ومقتضى كل هذا هو الكفر البواح والعياذ بالله. ثم عليه ثانيا المحاججة بالدليل والبراهين الساطعة،العقلية والنقلية منها،شريطة أن تكون هذه الأخيرة من الكتاب أو من السنة المعتبرة،أما ما عدا ذلك من أقوال فلان ومواقف علان،وتأويلات نصبان...فلن ينهض دليلا داحضا لما تواتر من نصوص حديثية(وكذا قرآنية) حول المهدوية.فبعض الحاقدين على العترة الطاهرة،وبعدما يسقط كل ما في أيديهم تراهم يهرولون للتسلح من كتب أهل النصب ليدافعوا به عن بيوتهم العنكبوتية المهترئة،وليخففوا به ما ألم بهم من مغص ومن إسهال حاد،ومن ضربات موجعة لم يعودوا قادرين على تحملها..لكن ماذا نفعل؟ لقد قالها هيروقليطس منذ عصور: إن كل من يزحف لا بد وأن ينال نصيبه من الضرب.
عجيب أمر هؤلاء كيف يواجهون النصوص الصحيحة الصريحة المتواترة بأقوال وآراء النواصب أو بردود شخصية إنشائية؟!!أي عقلية هذه وأي منطق هذا وأية تركيبة نفسية هذه؟!! لا أراه الا الحقد الأعمى وقد اختلط بالجهل المركب فأفضى الى نتيجة واحدة:كائنات غريبة! منغلقة في ذهنياتها،متخشبة في لغتها،متحجرة في تفكيرها،ضيقة الأفق،لا ينفع معها لا حوار ولا جدال ولا محاججة بالمنطق ولا بغير المنطق...بعض هؤلاء يعيش خارج الحدود،وبفعل الصدمة الحضارية انقلب في وعيه ليتماهى مع"الجنتلمان"،وراح يتمسح بالعقلانية والعلمية واللأسطورية،لكن فقط في مواجهة الخصوم وخاصة في عقيدة المهدوية،متهما الشيعة بالاتكالية والأسطورية وتغييب العقل والهروب الى التاريخ...ونسي المسكين أن في اعماق لاوعيه تقبع الماضوية والارتكاسية ونزعة فرض التاريخ على الحاضر والمستقبل...يقول المثل:رمتني بدائها وانسلت!

هل المهدي هو عيسى ابن مريم؟

الى الذين ينكرون وجود المهدي (ع) بالمطلق نقول:قد نعذركم إذا كان الأمر عن جهل وعدم اطلاع،أما إذا كان الإنكار متعمدا كإنكار الملحد لوجود الباري جل وعلا،فنقول لكم ابحثوا لأنفسكم عن مذهب أو إطار أيديولوجي خارج المنظومة الاسلامية ولا حاجة لنا بتعليقاتكم الفجة،احتفظوا بها لأنفسكم ولا تسودوا بها صفحات هسبريس المحترمة.
أما من يحصر المهدي (ع) بعيسى بن مريم،فنقول إن الحديث الذي تستندون إليه في ذلك ضعيييف! ويكفي أن في سنده محمد بن خالد الجندي وهو دجال من دجاجلة الرواة.الحديث أخرجه ابن ماجة عن يونس بن عبد الاَعلى ، عن الشافعي، عن محمد بن خالد الجندي ، عن أبان بن صالح ، عن الحسن البصري ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : «لايزداد الاَمر إلاّ شدّة ، ولا الدنيا إلاّ إدباراً ، ولا الناس إلاّ شُحّاً ، ولا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس ، ولا مهدي إلاّ عيسى بن مريم».وللمرء أن يعجب من ابن ماجة كيف انطلت عليه زيادة محمد بن خالد الجندي عبارة:(ولا مهدي الا عيسى بن مريم)! مع أن الحديث نفسه له طرق صحيحة أخرى ليست فيها هذه الزيادة،منها ما أخرجه الطبراني والحاكم بسندهما عن أبي أمامة وبنفس ألفاظ ابن ماجة،لكن بدون عبارة(ولا مهدي الا عيسى ابن مريم).وقد صححه الحاكم فقال : «هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه».
وقد تناول ابن القيم في (المنار المنيف) حديث : «ولامهدي إلاّ عيسى بن مريم» ونقل كلمات علماء أهل السنة بشأنه، وأنه مما تفرد به محمد بن خالد الجندي، ونقل عن الآبري (ت|363 هـ) قوله : «محمد بن خالد ـ هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل» .
يتبع

أهل السنة يعترفون بولادة المهدي-3

خير الدين الزركلي (ت|1396 هـ) قال في كتابه (الاعلام) في ترجمة الاِمام المهدي المنتظر : «محمد بن الحسن العسكري الخالص بن علي الهادي أبو القاسم، آخر الاَئمة الاثني عشر عند الاِمامية.. ولد في سامراء ومات أبوه وله من العمر خمس سنين.. وقيل في تاريخ مولده : ليلة نصف شعبان سنة 255، وفي تاريخ غيبته، سنة 265 هـ».
ومن أهل السنة ممن اعترف بأن المهدي هو ابن الحسن العسكري عليهما السلام نسوق بعض الأسماء المعروفة مع ذكر المصدر:
1-محيي الدين بن العربي (ت|638 هـ) في كتابه الفتوحات المكية.
2 ـ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت|652 هـ) في كتابه (مطالب السؤول).
3 ـ سبط ابن الجوزي الحنبلي (ت|654 هـ) في (تذكرة الخواص)
4 ـ محمد بن يوسف أبو عبدالله الكنجي الشافعي (المقتول سنة 865 هـ) في كتابه (كفاية الطالب).
5 ـ نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي (ت|855 هـ) في كتابه (الفصول المهمة).
6 ـ الفضل بن روزبهان (ت| بعد 909 هـ). في كتابه ( ابطال الباطل ).
7 ـ شمس الدين محمد بن طولون الحنفي مؤرخ دمشق (ت|953 هـ) في كتابه (الاَئمة الاثنا عشر).
8 ـ أحمد بن يوسف أبو العباس القرماني الحنفي (ت|1019 هـ) في كتابه (أخبار الدول وآثار الاَُوَل).
9 ـ سليمان بن ابراهيم المعروف بالقندوزي الحنفي (ت|1270 هـ)...وغيرهم كثيرون ممن لم تمنعهم المذهبية من قول كلمة الحق في ميلاد المهدي(ع) وفي كونه ابن الحسن العسكري(ع).
لكن هي حكمة الله أن يكون لكل دعوة حق أو لكل نبإ عظيم خصوم وكارهون له عبر كل العصور والأزمان ولا يمكن أن نعثر على صاحب رسالة سماوية لم يقاومه المبطلون ولم يسفه قوله المرجفون.وما كيد اليهود لنبي الرحمة (ص) وتكذيبهم له ولرسالته؛ثم كيد بني أمية الطلقاء لهابعد ذلك من الداخل...سوى امثلة بارزة على أنه سوف يكون للمهدي (ع) أعداء وخصوم ومكذبين يشككون في أمره بل ينكرون وجوده أصلا،والأشد خطرا من كل هؤلاء هم النواصب لعنهم الله وقطع دابرهم.آمين
ويتابع الذهبي في كتابه تاريخ دول الاسلام،في ترجمة الإمام الحسن العسكري قائلا: وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة ست وخمسين».
وقال في سير أعلام النبلاء : «المنتظر الشريف أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي ابن الحسين الشهيد ابن الاِمام علي بن أبي طالب ، العلوي ، الحُسَيْني خاتمة الاثني عشر سيداً».
4 ـ ابن الوردي (ت|749 هـ) قال في ذيل تتمة المختصر المعروف بتاريخ ابن الوردي : «ولد محمد بن الحسن الخالص سنة خمس وخمسين ومائتين»
5 ـ أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت|974 هـ) قال في كتابه (الصواعق المحرقة) في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر ما هذا نصه : «أبو محمد الحسن الخالص، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين... مات بسُرَّ من رأى، ودفن عند أبيه وعمه، وعمره ثمانية وعشرون سنة، ويقال : إنّه سُمَّ أيضاً، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن أتاه الله فيها الحكمة، ويسمى القائم المنتظر، قيل : لاَنّه سُتِرَ بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب»
6 ـ الشبراوي الشافعي (ت|1171 هـ) صرح في كتابه (الاتحاف) بولادة الاِمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين من الهجرة.
7 ـ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت|1308 هـ) اعترف في كتابه (نور الابصار) باسم الاِمام المهدي ، ونسبه الشريف الطاهر ، وكنيته ، والقابه في كلام طويل الى أن قال : «وهو آخر الاَئمة الاثني عشر على ما ذهب إليه الاِمامية» ثم نقل عن تاريخ ابن الوردي ما تقدم برقم-4.
يتبع.
الأئمة اثنى عشر وآخرهم مهديهم وهو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام جميعا).وحيث إن هذه السلسلة متصلة أبا عن جد في النسب فمن غير الطبيعي طرح مسالة الولادة للنقاش والمجادلة،وسيكون من الحمق الادعاء بأنه لم يولد.
ولنلقم النواصب حجرا نسوق لهم بعض الاعترافات حول ولادته من كتب اهل السنة المحققين المنصفين وذلك ابتداء من عصر الغيبة الصغرى للإمام (260ه-329ه) والى الوقت الحاضر،ومنهم:
1) ابن الاَثير الجزري عز الدين (ت|630 هـ) قال في كتابة الكامل في التأريخ في حوادث سنة (260 هـ) : «وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري ، وهو أحد الاَئمة الاثني عشر على مذهب الاِمامية ، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر»
2) ابن خلكان (ت|681 هـ) قال في وفيات الاَعيان : «أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الاَئمة الاثني عشر على اعتقاد الاِمامية المعروف بالحجة... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين»
3) الذهبي وقد اعترف بميلاد الإمام في ثلاثة من كتبه على الأقل. قال في كتابه العبر : «وفيها [ أي : في سنة 256 هـ ] ولد محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحُسَيْني، أبو القاسم الذي تلقّبه الرافضة الخلف الحجة، وتلقّبه بالمهدي، والمنتظر، وتلقبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الاثني عشر».وقال في تاريخ دول الاِسلام في ترجمة الاِمام الحسن العسكري : «الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق، أبو محمد الهاشمي الحُسَيْني، أحد أئمة الشيعة الذي تدعي الشيعة عصمتهم، ويقال له : الحسن العسكري، لكونه سكن سامراء، فإنها يقال لها العسكر. وهو والد منتظر الرافضة، توفي إلى رضوان الله بسامراء في ثامن ربيع الاَوّل سنة ستين ومائتين وله تسع وعشرون سنة، ودفن إلى جانب والده.
يتبع.
أقول للنواصب لن تفلحوا مهما حاولتم في إفناعنا بترهاتكم حول المهدي المنتظر،ولسنا ملزمين بتصديقها،هي لكم تمسكوا بها كما شئتم وعضوا عليها بالنواجد.أما أن تفرضوها علينا بلا دليل ولا حجة مقنعة،أو بالسيف حتى،فلن يكون لكم ذلك،وعبثا تحاولون.
وكيف نصدق روايات وأحجيات من تربى في بلاطات الطلقاء وعاش على فتاتهم؟ كيف أصدق روايات من تربوا في أحضان من انقلب على الرسالة المحمدية الأصيلة وكره الله والرسول والعترة؟ والله مهما حاولتم أن تزينوا لنا معاوية و"فضائل" معاوية و"منجزات" معاوية،و"فتوحات" معاوية...فلن يكون معاوية بالنسبة لنا سوى ذلك الطليق ابن الطليق من قبيلة الطلقاء ،أخذ السلطة بالمكر و الحيلة ثم انقلب على الاسلام المحمدي الأصيل معملا سيفه في رقاب المؤمنين، ليصنع لكم ما أنتم عليه اليوم.
كونكم مصرين على الاستمرار في تتبع كتابات الأخ هاني والرد عليها بانفعال وبأساليب إنشائية هو دليل على الإزعاج/الإسهال الذي تسببه لكم هذه الكتابات العلمية الأكاديمية التي لا يستطيع أي متمسلف متخلف ،مهما علا كعبه،أن يرقى الى كتابة مثلها،وأنى لكم ذلك وأنتم مكسبكم الوحيد هو الألسنة السليطة وأساليب العجائز في التعيير والسب والشتيمة.قلت لكم سابقا ستظلون تهرولون كالحمقى وراء الكاتب بردودكم اللاعلمية واللامنطقية،تلهثون وراءه بسرعة السلحفاة في الوقت الذي يسير فيه هو بسرعة الضوء في كتاباته؛فأنى لكم ان تلحقوا به؟! كل محاولاتكم البئيسة هي ضرب من العبث ومضيعة للجهد والوقت،وإصرار على العناد من أجل العناد،وربما البعض مدفوع الأجر مسبقا ليقتفي أثر ادريس هاني ويرد عليه مهما كان محتوى الموضوع الذي يكتب فيه.في المواضيع الأولى قلنا لا بأس، هذه مواضيع عقائدية وفقهية وتاريخية،فمن الطبيعي أن تثير حساسية المتحجرين من المتمسلفين لينهالوا على الكاتب وعلى الشيعة بالقدح والتشنيع. لكن أن يكتب الكاتب في مواضيع ثقافية و فكرية أكاديمية بعيدة عن الدين والعقيدة،ثم نرى بعض المعلقين -ونظرا لخواء أدمغتهم في هذا المجال-يضع في تعليقاته مقدمة هجينة في صلب الموضوع،ثم ما يلبث أن يحور النقاش في اتجاه العقيدة والمذهبية ،على غرار قصة "الجماني" مع الحديقة (ههههه)...لهو دليل على بؤس هؤلاء،بل وعلى قمة نصبهم!

الاثنين، 2 أغسطس 2010

العرب لا يقرؤون واذا قرؤوا لا يفهمون هو كلام صحيح الى أبعد حد.
في مغربنا العزيز،ورغم تربع وزير "تقدمي" على عرش وزارة الثقافة،ورغم وعوده بخلق مناخات ايجابية مساعدة على القراءة فإننا نرى أن العكس هو الحاصل،وليس هناك في الواقع ما يدل على تحقيق الحد الأدنى من تلك الوعود. وكمثال على ذلك عدد معارض الكتب المقامة في المدن المغربية ومستوياتها ونوعية الكتب التي تعرض فيها...
لقد قمت بجولة في مدن الشمال؛وما رأيت معرضا للكتاب الا وهرولت اليه،وما لاحظته هو طغيان الكتب الصفراء،وكتب ذات محتويات دينية هجينة معظمها يعبر عن الطرح السلفي المتخلف. ولست أدري كيف لمغرب يدعي التوجه نحو الحداثة والديمقراطية والرقي بالمستوى العلمي والمعرفي للمغاربة...أن يسمح لهذا التيار المتخلف أن يكتسح المعارض بهذه الكتب التنويمية؟!
وتزداد المفارقة اتساعا عندما نرى أن الخطاب الديني الرسمي يتجه نحو ترسيخ تدين يستند الى النهج التصوفي /الطرقي في المغرب؛بينما على مستوى ترويج وسائل ومصادر الثقافة المقروءة نرى أن الكتاب السلفي هو الذي يغطي كل المعارض المقامة هنا وهناك! فما السر في ذلك يا ترى؟؟ هل الهدف هو جعل الناس ينفرون من القراءة؟ أم هو التمكين للسلفية المخزنية من ملء الساحة بغوغائيتها على حساب المذهب المالكي الذي هو المذهب الرسمي للمغرب؟
اذا كان الهدف هو خلق حالة من الحساسية تجاه القراءة فليعلم هؤلاء أن معظم المغاربة لا يقرؤون،لا الغث ولا السمين.بل أصبح الجميع يدين بثقافة المظاهر الخارجية والمال والسيارة والفيلا والصريط والشطيح والرديح وقس على ذلك. لقد اصبح الكل يجري وراء غاية واحدة هي التباهي بالمظاهر الخارجية وإشباع الغرائز وتلبية الحاجات البيولوجية فقط. أما اشباع حاجات العقل وتغذيته عن طريق القراءة والتأمل...فذاك شأن نتركه لغيرنا.
قال لي أحد الأصدقاء إنه كان محملا ببضعة كتب لما التقى أحد معارفه،فقال له هذا الأخير: أني أراك قد اشتريت كتبا! مسكين!
عبارة مسكين هذه تغني عن كل تحليل،وتعبر بقوة عن نظرة المغاربة الى القراءة. خذ كتابا وادخل الى مقهى وأنت تحمله في يدك لترى أن عيونا كثيرة تنظر اليك بريبة،وأخرى بسخرية،هذا يكفي
الواضح أن الكاتب يؤمن بأن الإلحاد هو البديل الحقيقي للاعتقاد الديني؛ويرى أن كل الخلاص البشري والسعادة الانسانية لا يمكن أن تتحققا الا مع الإلحاد،وأن الدولة الوحيدة التي يمكن أن تضمن الحقوق والحريات والكرامة للبشر هي وحدها الدولة ذات المرجعية "الإلحادية"،وهو في طرحه هذا ذهب بعيدا في التطرف العلماني،ويمكن القول إنه تموقع فكريا وسياسيا في أقصى يسار العلمانية.
أنا أطالب الكاتب أن يستفيق من أحلامه الوردية ومن تمثلاته المثالية ليحدثنا بالتفصيل الممل عن خصائص ومميزات هذه الدولة/المدينة الفاضلة،التي يحلم بها في إطار مرجعية إلحادية...وهل هي مجرد حلم وأمل يتطلع اليه الكاتب وتهفو نفسه اليه؟؟ وفي هذه الحال ليس من حقه أن يدعي بوثوقية أن هذا البديل سوف يحقق السعادة الدنيوية للبشر،لأن الحلم قد يتحقق بالشكل الذي نرسمه في أذهاننا،وقد يتحقق جزء منه؛وقد لا يتحقق بالمطلق.
أما إذا كان الكاتب يستحضر نموذجا بعينه في الواقع المعاصر،يجسد لديه المثل الأعلى فليدلنا عليه!.. هل تراه مازال يتحسر على التجربة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي ويتمنى تكرارها مجددا؟؟
إذا كان المؤمن يعبد الله فإن الشيوعي كان يعبد الحزب الواحد.واذا كان النص الديني أسطورة عند الكاتب وعند الشيوعي الملحد،فالماركسية،وخاصة في جدليتيها،قد وضعت ومنذ مدة ليست بالهينة في أرشيف الأساطير؛واذا كان المؤمن يقدس الرسل والأنبياء والأئمة...فالشيوعي كان ولا زال يقدس ماركس ولينين وسطالين وبقية رموز العهد البلشفي...
فالإيمان بأن هناك قوة مهيمنه على الفرد وعلى الطبيعة وكل الكون،هي فعلا مسألة فطرية ولا يمكن ضحدها ومن ادعى غير ذلك فهو واهم،والا فليثبت لنا بالمنهج العلمي الصحيح ما يذهب اليه بعيدا عن التنظير الفارغ والكلام الذي لا قيمة علمية له.وأظن أن هذا النوع من الجدال قد حسم ومنذ قرون،بعدما مر بمراحل الحبو ثم المراهقة ثم النضج...وقال الكبار فيه كلمتهم الفصل والتي كانت لصالح الدين والإيمان وانتهى الأمر..فما بال صاحبنا الكاتب يريد العودة بنا الى المربع الأول؟!
لن يصبح حزب العدالة والتنمية حزبا متنورا يجلب إليه الأنظار ويكسب تعاطف المغاربة المتنورين الا بالقطيعة التامة مع تراث الخط السلفي المتحجر وعلى رأس رموزه صاحب اللسان السليط والقلم المسموم والمؤلفات الشيطانية المدعو ابن تيمية الحراني.
فما لم تضع العدالة والتنمية خطا أحمر فاصلا بينها وبين هذا الموروث الشاذا فقهيا وفكريا وعقائديا فلن يكون بإمكانها أن تخطو خطوة الى الامام على طريق العصرنة والحداثة ومواكبة التطور في كل اتجاهاته.
ومن وجهة نظري فإن ما قام به الكاتب من نقد يجب أن يوظف في الاتجاه الصحيح ويستفاد منه،فكل العيب في التيارات الاسلامية هو كونها لا تقبل بالنقد حتى ولو صدر من الداخل،لأنها تعتقد أن كونها حركة اسلامية (أو حزب اسلامي) يعصمها من الزلل ومن الضلال ومن الممارسات المنحرفة وخاصة في إطار العمل السياسي من منطلق مرجعية اسلامية. لقد انتقد الكثيرون الحركة الاسلامية المغربية وغيرهانقدا اعتقدته في البداية تشنيعا وصمت الآذان عن سماعه...ثم عاد العقلاء منها ليعترفوا بصوابيته لكن ربما بعد عقود مرت وبعد فوات الأوان.فيا عقلاء الحركة الاسلامية أعيروا الاهتمام للنقد حتى ولو كان من المخالفين ووظفوه في الاتجاه الصحيح ولا تجركم العواطف والانفعالات الى ردود أفعال متشنجة مساوية في القوة أو أكثر فتنكشف عورات كان الأولى أن تيقى مستورة حتى يتكفل الدهر بها.
أما قضية التحكيم وقصة عمر بن العاص وأبي موسى الأشعري،وردا على أحد المتنطعين فأقول نعم لقد كانت خدعة من عمر ابن العاص ما بعدها خدعة،بل يمكن القول إنها كانت بمثابة الحجر الأساس للتصدع والخراب الذي لحق بالاسلام والمسلمين بعد تلك اللحظة بل الى يومنا هذا. وأرجو من الكاتب الا يغامره أدنى شك في ذلك فالأمر واضح لقدذ بيت ابن العاص المؤامرة مع معاوية لسلب الحق الشرعي من أصحابه الحقيقيين باختراع تلك الحيلة/الخدعة،والتي كان الإمام علي يحذر أتباعه منها في البداية،لكنهم لما لم يسمعوه ويطيعوه تركهم وشأنهم فكان ما كان.
ولا تنس حفظك الله أن ابن العاص كان ينتظر المغنم من سيده معاوية فكان له ماأراد! لقد جعله حاكما على مصر
الغش في الامتحانات ما هو الا امتداد طبيعي للغش والتزوير في الحياة المجتمعية المغربية.فالغش والتزوير هو الأصل في كل حياة المغاربة(الا من رحم الله)،والنزاهة والصدق والجدية هي الاستثناء.بل أصبحت من سمات التخلف والسذاجة!
الحكومة غشاشة ،والبرلمانيون غشاشون وبالغش والتزوير أصبحوا تحت تلك القبة،والمهندس غشاش والطبيب غشاش والمحامي غشاش،والمدرس غشاش، والحرفي غشاش،وبائع الخضر والفواكه غشاش،والجزار غشاش،وماسح الأحذية كذلك،وبائع النعناع والقزبر غشاش،والأم في البيت غشاشة،وزوجها كذلك ،والأبناء هم على سبيل ذلك ينشؤون...حتى الدواب وكل الحيوانات الأليفة في البيوت أشربت الغش وأنشئت عليه...الأكسجين الذي نستنشقه من إحدى مكوناته الغش! كل المناخ العام بجميع أبعاده يتنفس الغش وبه يحيى؛لقد غمر الغش كل النفوس واختلط بالدم،فأنتج حالة الإدمان التي يصعب علاجها،كما هو الشأن بالنسبة للمدمنين على المخدرات. لدرجة أصبح معها الغشاش لا يستطيع أن ينعم بالنوم ليلا إذا لم يمارس الغش نهارا!
فإذا كانت الحال كذلك فإن ما يقوم به التلاميذ من محاولات للغش في الامتحانات يبدو أمرا عاديا،بل ومبررا على الأقل بالنسبة اليهم؛فعندما تحاصر التلميذ الغشاش وتحاول منعه من الغش في الامتحان،أول ما يتفوه به هو: "ما شفتيني غير أنا؟كلشي كينقل..الأقسام لخرين كلهم كينقلوا..!" بل إن أحد التلاميذ رد على أستاذة مراقبة قائلا: "الدولة كلها كتغش!"
هل هذا الرد عفوي وينطلق من فراغ؟ أم انه ناطق بالحقيقة التي لا يعتليها غبار؟؟ ألم يصبح الغش والتزوير ثقافة صادمة في مجتمعنا؟
عند نهاية الدورة العادية لامتحان البكالوريا،تجمهر التلاميذ أمام باب الثانوية،وأبوا الا أن يودعوا "الضيوف الكرام" (المراقبين) بخير الكلام:"...يا ولاد الحرام...يا ليهود!..." وهلم جرا.بل لقد أمطر بعض الأساتذة المراقبين بوابل من الحجر،ومنهم من كسر زجاج سيارته،وتفاصيل أخرى كثيرة. اللافت هنا عبارة "يا ليهود" فاليهودي في مخيلة المسلم هو ذاك الانسان ذو النفسية الملتوية، المعروف تاريخيا بالخبث والخداع والمكر ونكران الجميل...وهو ذاك العنصري الذي يحتل أرض المسلمين اليوم بالقوة ويكره الاسلام والمسلمين. فالأساتذة المراقبين المساكين هم،في نظر هؤلاء التلاميذ الغشاشين يهود! تتحقق فيهم كل هذه الصفات القبيحة لمجرد كونهم أرادوا القيام بما يمليه عليهم الضمير المهني.
حسبنا الله ونعم الوكيل.

الثلاثاء، 25 مايو 2010

كيف تكون مميزا في دراستك
سوف استعرض معكم بعض الوسائل البسيطة التي سوف تعين بمشيئة الله تعالى على تحقيق النجاح باعلى الدرجات مع اقل وقت وجهد



1- كن متفائلا:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( تفاءلوا بالخير تجدوه))
فاذا تفاءل التاجر بالربح وجده واذا تفاءل المريض بالشفاء وجده واذا تفاءل الزراع بالحصاد الكبير وجده واذا تفاءلت بالنجاح والتفوق وجدته فكن متفائلا في حياتك.

فكر بالنجاح ولا• تفكر بالرسوب.
فكر بالسهولة ولا تفكر بالصعوبة.•
فكر بالامتياز (A ) ولا• تفكر بالمقبول ( D)


يقول جت كبرت :
نحن في الواقع ما نتخيل انفسنا به ومعنى هذا الكلام اذا تخيلت نفسك انك انسان ناحج فالنجاح حليفك والعكس صحيح اذا تخيلت نفسك انك انسان فاشل فالفشل حليفك بلا شك.

2- فكر بايجابية:

التفكير الايجابي هو بداية طريقك للنجاح ولا تفكر مطلقا بالرسوب بل فكر بالنجاح .. يقول توني بوزان:
اننا حينما نفكر بايجابية فاننا في الواقع نبرمج هذا العقل ليفكر ايجابيا دائما وابدا والتفكير الايجابي يؤدي الى الاعمال الايجابية في معظم شئون حياتنا ، لذلك:
*** برمج نفسك ايجابيا:
- لا تبرمج نفسك لتحصل على المرض ولكن برمج نفسك لتحصل على الشفاء تخيل نفسك وانت في احسن صحة وعافية ونشاط .
- لا تبرمج نفسك انك سترسب وتعيد المادة وتفشل في دراستك ولكن برمج نفسك ان تكون ناجحا في دراستك تخيل انك تحصل على اكبر تقدير.
- لا تبرمج نفسك انك غبيا لا تفهم ولا تشارك الاخرين بل برمج نفسك انك ذكيا لامعا تخيل نفسك كذلك.

ان احسن اوقات للبرمجة الايجابية او بمعنى اخر التفكير الايجابي هو مرحلة الاسترخاء الجسدي التام قبل ان تنام.

3- كون ملخصات:
ننصحك بكتابة ملخصات صغيرة والفائدة من هذه الملخصات:
1- تساعد على تركيز المادة.
2- تفهم بصورة شاملة للمادة المراد دراستها.
3- تساعدك في استحضار اهم الافكار قبل الاختبار.

4- اكتب على الهامش:
وانت تقرا من أي كتاب عود نفسك على الكتابة في هامش الكتاب هذه الكتابة قد تكون تلخيص للفكرة او تساؤلات او غير ذلك وتحقق هذه العادة الدراسية تركيز اكبر للمادة المقروءة.

5- استخدام القلم الفوسفوري:

حاول استخدامه لتحديد المعلومات المهمة كالتعاريف مثلا او النقاط التي رايت مدرس المادة ركز عليها.

6- ضع خط تحت الافكار المهمة:

البعض لربما لا يستخدم القلم الفوسفوري فبامكانه ان يضع خط تحت المعلومات المهمة.

7- ارسم دائرة:

مع استخدامك للطريقة 5- 6 بالامكان تمييز العنوان او المصطلح برسم دائرة حوله.

8- توقع الاسئلة:
وانت تقرا كتاب المقرر تعود على افتراض اسئلة متوقعة واكتبها على ورقة خارجية او على هامش الكتاب ويستحسن ان تتبادل مع احد زملائك مثل هذه الاسئلة . ان وضع الاسئلة المتوقعة سيعينك بلا شك على التركيز ثم فهم المادة بصورة اكبر.

9- استخدام البطاقات الصغيرة:
ونعني بها بطاقات الفهرسة اكتب فيها الملخصات والقوانين والتعاريف ان سهولتها تكمن في امكانية وضعها في الجيب ومن ثم استغلال اوقات الفراغ في المذاكرة واسترجاع المعلومات.

10- تدرب:
ان الدراسة النظرية التي لا يجد فيها الطالب أي تطبيق عملي سواء مع دراسته للمقرر او في حياته العملية واليومية او حتى بعد تخرجه لا يجد لها لذة في قراءتها حيث الجانب العملي التطبيقي يوضح ويركز المعلومة بحد ذاتها.
احرص على التدريب اكثر من مرة لاي مادة مطلوب فيها التدريب كحل بعض التمارين او غير ذلك من التدريبات.

11- لا ترهق نفسك:
بعض الطلبة نجده طوال الفصل الدراسي بعيدا عن المادة لا يحل التمارين ولا يحرص عليها ولا يسال مدرس المادة لا لا لا .. لا يستيقظ من نومته تلك الا قبل الاختبار بايام وهنا تنهض همته للمذاكرة والدراسة ترى وجهه التعب والاعياء ينام الا قليلا ولا ياكل الا قليلا نفسه منسدة! لمثل هذه النوعية اقول لا ترهق نفسك وكما قال صلى الله عليه وسلم : ((ان المنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى )) أي ان الذي يحمل نفسه ما لا يطيق في جميع امور الحياة لن يصل الى الهدف الذي يرجوه ويتمناه وشبه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الانسان بذلك الرجل الذي اراد ان يرجل من قريته فوضع متاعه على ظهر جمل وحمله ما لا يطيق بعنى زاد الوزن على ظهر الجمل المسكين الجمل سار مسافة امتار ثم مات فهذا الرجل لم يحقق هدفه وهو قطع المسافة والانتقال ( لا ارضا قطع ) ولا هو ابقى على وجود الجمل فاهلكه بكثرة المتاع على ظهره ( ولا ظهرا ابقى ) انتبه !!! لا ترهق نفسك.

12- جرب هذه الليلة:
بهذه النصيحة الغالية التي نصحنا بها العالم توني بوزان لماذا لا تبدا بالتجربة هذه الليلة؟؟؟
**** كرر العبارات التالية مع نفسك قبل خلودك للنوم
- انني اثق كبيرا بذاكرتي.
- ان المعلومات التي اقراها من الكتب الدراسية سافهمها واتذكرها بسهولة.
- ان المادة لن تكون صعبة بعد الان لانني استطيع ان ادرسها وسوف افهمها.
- غدا في الامتحان لن اكون قلقا وستكون اعصابي مرتاحة.
- انني واثق من نفسي انني سانجح بالامتياز.
:
بالامكان التركيز على العبارات المهمة كما بالامكان ان تستحدث عبارات جديدة.

13- الصق هذه العبارات:
وحتى تتعود على التفكير لايجابي اخترنا لك عبرات ايجابية التي ستساعدك بلا شك على النجاح والتوفيق باذن الله تعالى:
** قم اولا بتصوير العبارات اكثر من صورة.
** الصق الصورة في اماكن متكررة امامك بصورة يومية كموقع بارز في غرفة النوم بجوار مكتبك، عند الباب ..الخ
** عود نفسك على النظر الى هذه العبارات يوميا.

والعبارات هي:

- سانجح باذن الله تعالى.
- ساحصل على الامتياز في جميع المواد.
- سافهم.
- لا توجد مادة صعبة.
- سانهي جميع الواجبات.
- ساشارك في الحوار والنقاش.





كيف تربي لنفسك ذاكرة قوية

اولا:
ملاحظتك للشرح والفهم الكامل للدرس مع عمل الارتباطات بين اجزائه وذلك عن طريق القراءة الاجمالية مرة ومرتين.
ثانيا:
حفظ عبارات معينة واجزاء محددة مع تكرارها وهذا المفتاح لجميع اجزاء الدرس التي استطاع العقل ادراكها وفهمها.
ثالثا:
المناقشة مع الزملاء اثناء وقت الفراغ هذه ذات قيمة كبرى في مساعدة العقل على التذكر الكامل.
رابعا:
التسميع بطريقة مختلفة والمراجعة السريعة من ان لاخر.
خامسا:
التدريب على قوة الملاحظة ويمكن تحقيق ذلك عن طريق التعود على مراقبة الاشياء بذهن نشط مستفسر.


كيف تحفظ

عند قراءتك للحفظ يجب اتباع الاتي:
1- تعرف على النقط الاساسية في الدرس وضع خط تحتها وكرر قراءتها بحيث تكون مرتبطة بباقي الموضوع.
2- حفظ الرسوم التوضيحية والتدرب على رسمها مع كتابة الاجزاء على الرسم.
3- التاكد من فهم الدرس فهما تاما مع محاولة وضع اسئلة ومحاولة الاجابة عليها.
4- في المواد التي تحتاج الى دراسة طويلة مفصلة فانه يجب تجزاتها الى وحدات متماسكة بحيث تكون كل وحدة ذات معنى واضح.
5- يجب ان تؤكد لنفسك قبل البدء في الحفظ انك مصمم على تسميع ما تحفظه وبذلك تشعر بازدياد قدرتك على التركيز وسرعة الحفظ.
6- في نهاية المذاكرة اليومية وقبل النوم مباشرة استرجع ما قد حفظته وتسميع القوانين والنظريات التي درستها فان الراحة او النوم يساعدان على تثبيتها في الذاكرة.
الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية ( جستن )
كلية التربية – جامعة الملك سعود – الرياض
اللقاء السنوي الثالث عشر





أخلاقيات مهنة المعلم فى ضوء التحديات المستقبلية








الدكتوره / منال عبد الخالق جاب الله
أستاذ مساعد بقسم علم النفس
كلية التربية- جامعة الملك سعود




1427هـ-2006م








أخلاقيات مهنة المعلم فى ضوء التحديات المستقبلية
الدكتوره / منال عبد الخالق جاب الله
أستاذ مساعد بقسم علم النفس كلية التربية- جامعة الملك سعود


مقدمة:
في مجال التربية والتعليم لم يعد الأهم هو زيادة معدل الذكاء أو استثارة الدافعية أو تنمية المهارات، فهي بالأساس أمور مهمة، لكننا يجب أن نلتفت إلى قضية جد مختلفة هى : كيف نتقاسم القيم الأخلاقية ونتوقف عند اتخاذ قرار أخلاقي في مجال عملنا.

إن الافتقار إلى الأخلاقيات في عصر العولمة كارثة محدقة، وإذا لم ننتبه في مدارسنا إلى ذلك فإننا نخرج متعلمين يجيدون ممارسة كل شئ إلا كل ما هو أخلاقي.

ودراسة الأخلاقيات ليست دراسة علم من علوم الفضاء أو الخيال ، بل هي دراسة للواقع الذي يفرض نفسه بحق ، وليست دراسة لأولويات مختارة ، بل هي دراسة يجب أن تشغل الاهتمام بكامله زمانا ومكانا وتاريخا، فهي دراسة عالمية لا تحدها حدود ثقافية ولا مادية ، فالاحترام والمسئولية والعدالة والأمانة والتعاطف قيم لا يعارضها أحد بل لا يختلف عليها اثنان وإن تباعدت لغاتهم ومعارفهم وإمكاناتهم الاقتصادية وطموحاتهم المستقبلية وحتى عقيدتهم الدينية.

وحركة التربية المعاصرة بما تتخذه من استراتيجيات وتوجهات، وبما ترنو إليه من توقعات وآفاق، لتؤكد أن مجال التربية ميدان إبداع بقدر ما هو ميدان تحد واختبار، يضع إنسانية المرء على المحك وأخلاقياته كذلك .

ويشهد للعاملين في مجال التربية بتاريخ طويل من الولاء لأهدافهم والإخلاص في جهودهم التى تحقق جزءا كبيرا من آمال البلاد والمجتمعات ، كما أن الجيل الصاعد من هؤلاء العاملين يواجهون تحديات ومخاطر عدة تستلزم تركيز الجهد والتكاتف حتى تكون عمومية الأخلاقيات والقيم مسئوليتنا جميعا: مسئولية كل فرد يعمل فى مجال التربية .

وعندما نختبر أخلاقيات العاملين في مجال التربية فليس معنى ذلك أنها موضع شك ، بل إن التاريخ الطويل لهم يشير إلى حوادث فردية لا يمكن اعتبارها ظاهرة عامة تناقش في إطارها أخلاقيات المجال، كما أن الثابت أن أقل من 1% من العاملين في مجال التربية ينخرط فى سلوكيات مخالفة أخلاقيا مقابل 6% من غيرهم من الأفراد فى مجالات أخرى ، ولكننا نعيش اليوم عالما تتسارع فيه الأمور، ومن سنوات قليلة لم يكن هناك داع لإثارة مثل هذا النقاش أو طرحه كموضوع للدراسة، لكن التصدي بشكل عام لكل ما هو لا أخلاقي ولا مهني هو الدافع لهذه الدراسة ، فبعض نماذج السلوك التى تنتهك الدساتير الأخلاقية تترك انعكاساتها السالبة على تقدير المجال ومكانة من يعمل به وقدرهم فى عيون الآخرين، رغم أن تجاوز أخلاقيات المهنة موجود لدى كل أرباب المهن.

كما أن إيمان الباحثين بقدسية المجال وسمو أهداف العاملين به هو دافع أسمى إلى إجراء مثل هذه الدراسات والبحوث ، فالتربية بشكل عام تتطلب الالتزام بمحددات ودساتير ولوائح قيمة ينطلق منها العاملون فى ممارستهم المختلفة، وفى إطار التقدم الهائل فى مجالات التطبيق فإنها – أى التربية- أحوج ما تكون إلى تلك المحددات التي تدعم صواب ما يقرره وما يفعله كل فرد عامل بها.

وقد قامت الجمعية الوطنية للتربية فى الأول من يوليو (1929) بتحديد أخلاقيات المهنة وقيمها وصنفت المخالفات السلوكية فى مجموعتين:

المجموعة الأولى وتشتمل على مخالفات غير لائقة وغير ملائمة لكنها ليست خارقة للأخلاقيات وتحتاج إلى مجرد إسداء النصح والإرشاد ، أو حتى التحذير من الجمعية لمن يرتكبها .
المجموعة الثانية وهى تشمل ما يعد بالفعل لا أخلاقيا.

ويمكن بلورة التساؤلات التي تطرحها ورقة العمل الحالية كما يلى:
ماهى درجة وعى أدراك العاملين فى مجال التربية بمنطلقات ومصادر السلوك الأخلاقي ؟
هل يمتلك العاملون فى مجال التربية الشجاعة الأخلاقية اللازمة للالتزام بهذا السلوك الأخلاقي والتحلى بممارساته؟
هل هناك فجوة بين درجة الوعي والإدراك وبين الممارسة الفعلية وواقع العمل؟
ماهى التحديات المستقبلية ونقاط الضوء المحددة التي تتطلع إلى ما ينبغى أن يكون؟

وقد تكون هناك كتابات وأطر نظرية عديدة تعرض للموضوع لكن الواقع يشير إلى نقص – فى حدود علم الباحثة- فى الدراسات التى تستطلع واقع الحال وتقيمه إزاء هذا الموضوع.

وتتمثل أهمية الورقة الحالية فى مناقشة أخلاقيات العمل فى مجال التربية وهو الموضوع الذي شغل أذهان المفكرين طويلا من غير أن يكون بمقدورهم حمل الجميع على تبنى الأخلاقيات والمبادئ والالتزام بها، مستهدفة اجتذاب العناصر التى لها اهتمام بالمجال وتحقير الفكر إلى مناقشة قضية أخلاقية مهنية تدعو إلى اختبار كل سلوك وجعله موضع استبصار ، دون تسليم مطلق أو قبول سلبي لأى قاعدة تحكم مسار العمل من غير تأمل وإعمال ضمير ، مع مراعاة ما تفرضه التحديات المستقبلية متمثلة فى تيار العولمة الجارف، والتقنية الحديثة، والتقدم العلمي والانفجار المعرفي، ... من التزامات.

كما تختتم بعدد من التوصيات على المستوى البحثي النظري وكذا على المستوى التطبيقي الميداني والمستخلصة من العرض النظري ونتائج الدراسات والبحوث السابقة وكذا تجارب المعلمين الفعلية.


منذ الثمانينات من القرن الماضي تغيرت المجتمعات وتغيرت الأوضاع فى الأسر وانشغل الوالدان بصورة غير محددة، وفى المدارس أصبحت مواجهة المسئوليات عملية تصدم القائمين بها، فهل بالإمكان القول بأننا نواجه اليوم جيلا بأكمله لم تتأصل لديه الأخلاقيات التى يجب أن تكون موضع اختبار، وكيف يسلك العاملون فى مجال التربية إزاء مواقف الصراع والأزمات الأخلاقية التى تتفجر فى مواقف التعامل مع المحيطين بهم، سواء الأسر أو الزملاء أو المجتمع الكبير،.....وتستلزم منهم التمسك بأخلاقيات محددة منها: الشجاعة، الإخلاص، العدالة،........
وفى التسعينات من القرن الماضي ناقشت دراسات عدة منها دراسة سوكيت Socket (1993)، أوسر Oser(1994)، كولينرود Colenrud(1997)، وتيرى Tirri
(1999) أخلاقيات العمل فى مجال التربية فى إطار مناقشة أكثر عمقا لأخلاقيات المهنة قاصدين بها نقطة الارتداد عند مواجهة مواقف الأزمات أثناء الممارسة المهنية فى إطار عملية دينامية يتم من خلالها تأسيس وفهم المعاني المرتبطة بالتفاعلات الاجتماعية إزاء مواقف الممارسة العملية اليومية . (Kirsi,1999: 1)

وفى إطار تحديد نسق أخلاقي أو لائحة مهنية تحكم العمل فى مجال التربية يتحتم أن تكون هناك وجهتان أساسيتان:

الوعي المتزايد بالأبعاد والمسئوليات الأخلاقية فى إطار هذا المجال ودور هذا الوعي أو انعكاسه على تطوير الممارسة الفعلية.

الأهمية المطلقة لوجود هذا النسق الأخلاقي بغض النظر عن الوعى أو عدم الوعي بالأخلاقيات المحددة لما لهذا الوجود من دور فى تحديد معالم واضحة لممارسات عملية فى أرض الواقع. ( Campell,2000:203)

وفى تساؤل مبكر يقول ستيفنس Stephens (1985) :" هل تتم عملية التربية بما تشتمل عليه من تفاعلات وأشكال للتواصل على أنها عملية تلقائية تحدث بالفطرة من غير احتياج إلى دستور أخلاقي يحدد مسارها ؟" وفى إجابة ملفتة يقول ستيفنس:" فى غياب دساتير ولوائح أخلاقية محددة تحكم العمل يلتجأ العاملون فى مجال التربية إلى ممارسات واقعية يحتكمون فيها إلى ما هو سائد فى المجتمع من قيم، والتى لا تشبع احتياجاتهم كمتخصصين ، وقد يجعل ذلك بالإمكان أو من المحتمل أن تبرز إلى الساحة اجتهادات فردية أو محاولات من قبيل الصواب والخطأ، وهو ما لا تحمد عقباه فى كثير من الأحيان. (Stephens,1985:187)

أما كيدر وميركKidder& Mirk (2004) فيوجهان سؤالا من المهم أن يطرحه كل فرد على نفسه:" هل يجب أن نحرص على أن نكون لائقين أخلاقيا مثلما نحرص على أن نكون لائقين صحيا؟" ويستعرضان للإجابة عن هذا السؤال نقاطا هامة يجب الالتفات إليها وعلى رأسها درجة وعى الفرد بالقضايا الأخلاقية فى مواقف الحياة العامة وفى مجال المهنة، وأهمية هذا الوعى للنهوض بالقيم والالتزام بها، وهل تجد هذه القيم طريقها للتطبيق العملي أم هى مجرد أبواق لإصدار الشعارات، وهل هي قيم متسقة أم متصارعة ، وليس من اليسير تطبيقها، وقد تدفعك واحدة فى طريق وتجذبك الأخرى إلى ثان، وبخاصة فى مثل هذا المجال ، وما هى أهمية وجود لغة وأدوات خاصة ومحددة. (Kidder& Mirk,2004:1)

إن التربية يجب أن تكون قادرة بأدبياتها ومؤسساتها على إلقاء الضوء والتأكيد على أهمية السلوك الأخلاقى المهنى ضمانا لاستمرار قدرة العاملين فى المجال على دعم مؤسساتهم وتفعيل دورها فى ظل أزمات اقتصادية أو ظروف محلية معوقة، أو حملات هجوم مغرضة، أو إسهامات تمويلية قد تسبب الحرج والحساسية فى التعامل معها، والأمر - فى رأى الباحثة- ليس دعوة إلى وصفة طبية أو صيغة مسبقة التحديد، وليس دعوة إلى تبرير فلسفى لمبادىء متضمنة بقدر ما هو علامة على مزيد من النضج والتقدم فى مجال يعد صالح الفرد فيه أفضل ناتج لوجود وتطبيق السلوك الأخلاقى ، وبخاصة فى مواقف اتخاذ القرار فى مواجهة الآباء والزملاء ومواقف الأزمة والصراع والاضطراب وقلب الأحوال وتبديل الصواب والخطأ، مع مراعاة المساواة والعدالة فى تطبيق المبادىء والأخلاقيات بصدق وشجاعة والتزام.

ومن منطلق الإنصاف تعتقد الباحثة أن أفضل تصوير لواقع أخلاقيات العمل فى مجال التربية يقتضى السؤال عن الفلسفة والدوافع الخاصة للعاملين بها والتى تمتد وتتأرجح وتتنوع بين إيثارية غيرية انسانية على أحد طرفى المتصل إلى ذاتية شخصية على الطرف الآخر ، إضافة إلى وجود البعض ممن ليس بإمكانهم بأى حال تحديد دوافعهم الحقيقية وراء عملهم فى مجال التربية، وإذا سألت أحدهم : لماذا تعمل فى مهنة المعلم حقيقة، وهل تعرف أنك يجب أن تكون أكثر التزاما من غيرك من العاملين فى أى مهنة أخرى؟ فليس من الغريب ألا يستطيع بوضوح تقديم الرد، والحقيقة أن العمل فى مجال التربية يعكس مبادىء ودوافع مهنية بعضها ملائم وبعضها غير ملائم ، والجمع بينهما أو مجموعها معا هو الذى يشكل واقع أخلاقيات العمل فى المجال.

ويلخص كيلي Kelly( 1980) هذه الدوافع منتقدا التضمينات الأخلاقية المتضمنة فيها كما يلى:
دافع إنساني إيثاري تختلف قوته من فرد إلى آخر، ومنه يستمد البعض معنى حياته وغاية بذله، ويكون متضمنا فى كل جهد يبذله طواعية وبكل إخلاص، فهى مسألة" ضمير وإيمان"، وليس واجبا أن يكون لذلك تفسير واضح، وهناك آخرون يعد هذا الدافع بالنسبة لهم ثانويا ولايحظى باعتبار ذى معنى، إذ أن هناك دوافع أخرى تحركهم ، ويؤكد واقع الحال أن المتعلمين ينقصهم الكثير إذا كان القائم على تعليمهم تنقصه شخصيا دوافع من نوع الدوافع الإيثارية.

دافع تحركه الضرورة الاقتصادية فرغم تناقص فرص العمل فى كثير من المجالات إلا أن مجال التربية مايزال أكثر المجالات تلمسا للمتخصصين فيه والراغبين فى العمل، وهنا يفرض الاحتياج المادى نفسه ، وقد يكون هذا الدافع مقنعا أو ثانويا لكنه لا يخفى وإن ظل التصريح به غير متسق مع قدسية عمل المعلم.

دافع معرفى تستثيره طبيعة المجال بما تشتمل عليه من حقائق ومعارف تجتذب المهتمين بالبحث والمعرفة والدراسة والتعرف على السلوك الانسانى وفهم مشكلات الانسانية بوجه عام ، وهو دافع يؤسس على أرضية علمية لكنه مكمل للدافع الانسانى بشكل عام.

دافع يحركه شعور البعض بأنهم لا يملكون المهارة اللازمة لممارسة مهنة معينة، وأن العمل بالتدريس لا يتطلب ذات المهارة ولا يفرض عليهم متطلبات تعرض امكاناتهم للاختبار والتقييم بنفس الدرجة كما فى أى مجال آخر، وهم الذين تعوزهم مهارات تدريبية مميزة وقد يتقاعدون مبكرا، وإن استمروا فى العمل فإنهم يصبحون عرضة للاضطراب ومواجهة الأزمات ، ولحسن الحظ أن قلة هم الذين يسلكون وفق هذا الاعتقاد،والأكيد أن الجميع يعرف أن واقع الحال يقرر عكس هذا الاعتقاد.

دافع والدى يتيح مجالا لممارسة أبوية لايمكن إشباعها لأسباب مختلفة على مستوى الحياة الشخصية.

ويشير ييمانYeaman(2005) إلى دور المعتقدات الدينية كأصول ثابتة تنطلق منها أخلاقيات المهنة، ويظل لها فى ذات الوقت بعد ثقافى اجتماعى يفسح المجال لتنويعات تتجاوز الدساتير واللوائح وتضع فى الاعتبار الآخر الذى يتعامل معه صاحب المهنة. (Yeaman,2005:14)

وتلفت كامبل Campell (2000) اهتمامنا إلى أنه عندما تكون الأخلاقيات موضوع نقاش يكون السؤال الأبرز هو: هل هى أخلاقيات عامة وموضوعية أم ذاتية وشخصية؟وهل هى أخلاقيات مطلقة أم نسبية؟ وهل هى محددة غير قابلة للنقاش والجدل مهما اختلفت الآراء والمشاعر تجاهها، وقد يرد مجيب: الأخلاقيات ليست مسألة خاضعة للنقاش أو الجدل ، ويذهب آخر إلى طرف نقيض فيرد قائلا: لاشىء فى هذه الدنيا صواب أو خطأ فى حد ذاته وإنما الأمور جميعها نسبية، لكن علماء التربية والمتخصصين فى أدبيات المجال يجمعون على أن مسألة النسبية أو الذاتية غير واردة مطلقا فى إطار تحديد أخلاقيات مهنة المعلم، وقد التقت آراء ستريك وسولتيس
Strike & Soltis (1985، 1992)، واتراسWatras (1986)، هولمزHolmes (1992)، بريكرBricker(1993)، وهاينزHaynes(1998) على أن ذلك لا يحول دون وجود تفسيرات شخصية وشروح ووجهات نظر يعرضها أصحابها لكنها لا تضع المبدأ الأخلاقى موضع اختبار، وعلى أنه برغم ما قد يواجه المعلم من صراع أخلاقى أو تشتت مبادىء فإن مثل هذا المعلم لا ينبغى له مطلقا أن يسلك على نحو مخالف لما هو مقتنع به، أو ما من شأنه أن يضرب شعوره بالتكامل الشخصى، وهذا الرأى قد يفسح مجالا للنسبية أو الذاتية لتفرض نفسها ، إلا أنه بذات الوقت يحترم الفروق الفردية ليس إلا ، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المعلم ليس حرا ليسلك كما يشاء طالما قبل أن يكون تربويا مهنيا وملتزما بأخلاقيات المهنة.

إن وعى المعلم وادراكه للأخلاقيات التى تحكم ممارسته هو شغله الشاغل فى قلبه وخلفية تفكيره، وهويزاول مهنته بصورة تلقائية طبيعية ، وإن لم يحركه الانشغال بما هو صواب أو خطأ فلأن ذلك قضية قد سبق وأن ترسخت فى ذهنه وأصبح مسلما الالتزام بها.

هى أخلاقيات مهنية إذن وليست أخلاقيات فرد أو آخر، وهى أخلاقيات متضمنة فى واقع الممارسة الفعلية ونابعة منها، غير أن وجود لائحة أو دستور أخلاقى محدد يضمن وجود الآلية أو الميكانيزم الفعال لتحقيق الاتساق الداخلى والنظام العام، وكذا التطور المهنى بدلا من الجمود ومقاومة الحركة ، حيث المصدر الحى المتجدد لمواجهة ما يستجد من أزمات ومواقف صراع وتوترات تفرض نفسها على العلاقات والممارسات وتزعزع يقين العاملين بشأن ما يجب عليهم القيام به فى اتجاه مهنى مقبول.

والتحدى الحقيقى هو أن تجد الأخلاقيات والمبادىء طريقها للتطبيق العملى ولا تكون مجرد أبواق لإصدار الشعارات، وأن تستخدم فى مواقف الحياة اليومية لتيسير سبل التعامل والتواصل، وتحسين جودة الأداء الأكاديمى وخدمة أهداف المجتمعات.
وفى إطار ما تطرحه ورقة العمل الحالية من تساؤل ننتقل إلى محاولة الوقوف على الفجوة القائمة بين ما أبرزناه من وعى وادراك عميقين لدى المعلم بأخلاقيات مهنته وبين واقع الحال ، حيث مواقف العمل لا نهائية وأشكال التفاعل والعلاقات غير متوقعة ولا يمكن ضبطها، وحيث أنه ليس من السهل على الجميع ترجمة المبادىء الأخلاقية كما تنص عليها اللوائح إلى مسالك فعلية فى موقف مهنى حياتى ، وحيث أبرز تحديات العمل المهنى إيجاد الصلة بين ما هو نظرى تقريرى وبين ما هو عملى تطبيقى.

ويلقى واين وأبيل Wayne & Apple (2004) الضوء على التطور الأبرز فى مجال أدبيات التربية ، وهو الاهتمام بما يعرف ب" البيداجوجيا" Pedagogy أى علم أصول التدريس ، الذى يركز بشكل كبير على محاولات الربط بين ما هو نظرى وبين الممارسة العملية للمهنة على أرض الواقع، وهى المحاولات التى يشير إليها بيجلو وبيترسون Bigelow& Peterson فى كتابهما :" التدريس من أجل العدالة فى عالم غير عادل" Teaching For Justice in an Unjust World ، والذى يفسر العولمة كظاهرة فى الممارسة التربوية تجعل من المحاولات السابق الاشارة إليها مهمة صعبة وتؤكد فى ذات الوقت على أهميتها كمصدر محدد لطبيعة وشكل الممارسات الفعلية على مستوى تفاعلات الحياة اليومية فى الفصل الدراسى. (Wayne&Apple,2004:784)

ويتساءل كيدر وميرك Kidder & Mirk (2004) :" ماذا عن الشجاعة الأخلاقية المطلوبة، وهل مجرد المعرفة بما هو أخلاقى يكفى، أم أن الأمر يستلزم قوة داخلية وشجاعة وظروفا مواتية، ومقاومة ضد أخرى مناوئة ؟" ........ فأهم ما يجب أن نلتفت إليه أن القيم ذاتها قد تتصارع ، فلا يكون من اليسير تطبيقها، وقد تدفع واحدة المرء فى طريق وتجذبه الأخرى إلى ثان، وكيف يسلك المعلم إن اضطر إلى إخفاء حقيقة أو ادعاء ماهو غير ذلك، وماذا عن اللغة الخاصة والأدوات المحددة، وماذا عن عناصر المنافسة، وماذا عن وسائل جمع المعلومات فى المجالات العلمية المختلفة ، وماذا عن أخلاقيات الاكتشافات والتجريب والتطبيق العملى، وهل يمكن أن نتجاهل حقيقة أن المرء يتعلم تحمل المسئولية عندما تسنح له الفرصة لتحملها، وأن الالتزام الحق هو الالتزام بما ليس اجباريا الالتزام به، فهناك فارق بين أن تكون صاحب أخلاق وأن تكون ملتزما بالقانون.

ويتساءل كومبس Coombs (1998) : هل نحن على الطريق الصحيح ؟ ويشير إلى اهتمام فلاسفة التربية وعلمائها بأخلاقيات التربية رغم كونه اهتماما لا يأتى فى المقام الأول، وبخلاف الأخلاقيات فى مجال الطب أو الاقتصاد، .... والتى قد تضر بها تغيرات تقنية أو حتى تعديات اقتصادية، فإن أخلاقيات التربية تفرض على القائمين على المجال التركيز عليها والاهتمام بها لأهداف وأغراض جد مختلفة، وأيا كان مدخل من ينطلق للاهتمام بهذه الأخلاقيات ، فالأهداف مشتركة ، وتتمثل فى صياغة نظرية أخلاقية تشتمل على مبادىء ومحددات قيمية ، وعلى مقترحات تطويرية تسهم فى حل مواقف الصراع الفعلية. (Coombs,1998:555)

وأن تسلك سلوكا أخلاقيا معناه أن تسلك وفقا لمبادىء عادلة، أهمها على الإطلاق فى رأى كومبس : احترام الآخرين، وهو مبدأ له متطلبات مترتبة أولها اعتبار وجهات الآخرين والمساواة بينهم، ورغم ذلك يشير الواقع إلى اختلاف مستويات الالتزام والولاء ودرجة التمسك بهذا المبدأ، وبالتالى تختلف احتمالات تطبيقه والعمل به، وذلك رغم وجود صياغة محددة وواضحة جدا له، فوجود مثل هذه الصياغات المحددة للمبادىء الأخلاقية هو خطوة على الطريق لكنها تترك الباب مفتوحا لممارسات جد متنوعة تحتمها مواقف مختلفة، وعليه فإن أى جهد يبذل فى هذا السياق ينبغى أن يتم فى إطار ما أشار إليه تشولت وكوتشرين Schulte & Cochrane بأن يتم تحليل وحل المشكلات الأخلاقية فى مراعاة للالتزامات الواجب أخذها فى الاعتبار ودرجة صمودها فى مواجهة مشكلة ما ، وكذا فى إمكانية فتح المجال لمبادرات تستلهم أحكاما ذات تبريرات مقبولة لأنها فى حقيقة الأمر لا تتجاوز ما اتفق عليه من مبادىء وأسس.

ورغم أن تشولت وكوتشرين ليس لديهما الكثير ليدليا به بصدد كيفية إتمام هذه المبادرات ، والتى لا يحتم القيام بها إلا كون الموقف الذى يواجه الفرد يثير إشكالية ما بصدد تطبيق ومراعاة المبدأ الأخلاقى ، فالمبدأ الأخلاقى ذاته لا ينبىء الفرد المنشغل به ما إذا كان بإمكانه أن يسلك على هذا النحو أو ذاك، وإنما هى حالات نسبية موقفية، يفسرها هذا الفرد أو غيره ويعيد صياغتها وتشكيلها ويحدد أساليب مواجهتها والتصدى لها، وهنا يحدد تشولت وكوتشرين قائمة بمهام ينبغى الالتزام بها :
1- تحديد استجابات بديلة ومعرفة تضميناتها وما قد يترتب عليها.
2- جمع المعلومات التى تسهم فى صياغة هذه الاستجابات.
3- الاستقرار على مبدأ أخلاقى موجه.
4- التأكد من صلاحية ما يقدم من تفسيرات وتبريرات للعمل وفق هذا المبدأ.

وقد حرص تشولت وكوتشرين ألا يبدو الأمر وكأنه نصيحة مقدمة، وهما يدركان أن أصعب المهام هو الاستقرار إلى قناعة بأن هذا المبدأ أو ذاك ، بهذه المبررات وتلك هو الأنسب لهذا الموقف بعينه وصولا إلى سياق جديد، ينبثق تلقائيا من محددات ومتغيرات وعلاقات تفرض نفسها، ويجمع سترايك ، هولر وسولتيس Strike,Holler,& Soltis على أن هناك امكانية لتطوير قدرة الأفراد على إعمال العقل والمنطق إزاء الأحكام الأخلاقية ، وأن ذلك يمكن أن يتم كما يلى:
1- مواجهة الموقف الذى يحتم اتخاذ قرار أخلاقى.
2- صياغة أو تحديد المبدأ الأخلاقى الذى يتضمن تبريرا للقرار الذى تم اتخاذه .
3- اختبار فاعلية المبدأ الأخلاقى بتحديد ما يترتب على ما اتخذ من قرارات.

وفى رأيهم أن هذه الخطوات تؤسس لنظرية أخلاقية لا تختلف عن النظرية العلمية، حتى وإن كنا نتصدى لقضايا جدلية خلافية ليست كقضايا العلم التى يتيسر الحكم فيها ومعالجتها ، وأن ذلك يتطلب مهارة ينبغى تنميتها بالممارسة.

إن على المعلم أن يقبل حقيقة كونه نموذجا أخلاقيا يحتذى به على مدار الساعة يوميا، ويجب أن تكون لديه القدرة على تبرير سلوكه وإيضاح القيم التى تدعمه، سواء مع طلابه أو مع أولياء أمورهم أو مع المجتمع ككل، وأن يتذكر دائما أن تربية فرد واحد قد تصنع فرقا على مستوى المجتمع ككل، وأن النجاح فى ذلك ليس سهلا ولا يمكن أن يتم عفويا ومن غير ضوابط، والثقة عندئذ قاعدة أساسية فى التعامل والحوار تجعل كل شىء ممكنا ومقبولا ، فهى مسألة ضمير أن تعمل وتسلك، بل أن تفكر وتحلم وأن تتواصل، وكل فرد هو كيان قيمى فى حد ذاته، منه تنبع وتنطلق القيم وبه تطبق وترسخ، كما أن لكل قرار أخلاقى مبرراته استنادا إلى مبدأ أو دستور أو لائحة.

وتحدد كامبل Campel (2000) عناصر ستة يرتبط بها المعلم خلال عمله هى:
1- ذاته التى بين جنبيه والتى تنطوى على شعوره بالتكامل والاستقلالية والتميز فى العلاقات مع الآخرين.
2- الطلاب كأفراد وكجماعات يمثلون مركز الاهتمام الأولى ومحل المسئولية الأساسية.
3- غيره من المعلمين كأفراد وكجماعات عليه باتجاههم واجب الانتماء والولاء ، والذى لا يختبر إلا فى مواقف فعلية يحدث فيها التصادم أو الصراع أو تناقض الآراء.
4- إدارة المدرسة متمثلة فى مديرها وإدارييها.
5- الآباء وأولياء الأمور.
6- المجتمع الخارجى.

وهى عناصر تفرض على المعلم مهام وواجبات تتصارع فى حد ذاتها ولا تتكامل فى كل الأحوال، فقد يضطر إلى الانتصار لأحد الأطراف على حساب الآخر، وعدم الاتساق هذا قد يفرض نفسه على المعلم الذى يلتزم التزاما صارما بمبدأ محدد ولا يكون مرنا متفهما يطوع القاعدة الأخلاقية من غير أن يكسرها.

وتضيف كامبل :" أغلب مواقف الصراع بين المعلم والعناصر السابقة تكون مع أولياء الأمور ، حيث الخلاف حول اسهامات الآباء فى خدمة العملية التعليمية وتطورها، وأحقيتهم فى اتخاذ قرارات فردية بخصوص أبنائهم دون الرجوع إلى المعلم ، ودرجة شجاعة المعلم كفضيلة أخلاقية لمواجهة الآباء وارشادهم إلى فعل ما يجب فعله، أما عندما يسلك أحد الزملاء على نحو غير أخلاقى أو غير انسانى ، سواء كان ذلك معنويا أو ماديا أو فيه اساءة بشكل أو آخرتجاه أحد الطلاب، أو عندما تناقش قضايا تفعيل السلطة والاشراف وأسبقية الخبرة والتدرج الوظيفى، فيلزم أن يكون المعلم مباشرا وصريحا ، موجها وحياديا، وذلك لأن الصراع هنا هو أصعب أشكال الصراع وأكثرها خطورة وعرضة للتفاقم، وغالبا ما يبقى دون مواجهة أو دون حل ، أما مواقف الصراع التى تستلزم من المعلم مواجهة المجتمع ككل فهى تتعلق بالفلسفة التربوية السائدة فى المجتمع."

وقدمت كامبل Campell(2001) (2003) مقالين تستعرض فى كل منهما قضايا مفاهيمية وعملية فيما يتعلق بالأسس الأخلاقية والقيمية فى مهنة المعلم، وقد ركزت خاصة على قابلية هذه الأسس للتطبيق ، وناقشت درجة الولاء والالتزام واستدخال المعايير ، متفقة مع كومبس ( 1998) فى كون ذلك قضية تختلف تمام الاختلاف عن حتمية وجود صياغة محددة لتلك الأسس فى صورة لوائح ودساتير. (Campell,2001:395) (Campell,2003: 25)
وفى مقال ثالث العام (2004) تركز كامبل على ما يتصل بدور المعلم كنموذج ومثال للاحتذاء بتوجهاته إزاء معايير الصواب والخطأ ، فى محاولة للدمج بين الأدبيات النظرية والدراسات العملية وصولا إلى تلك النماذج التى يأمل المعلم توصيلها وتعليمها لطلابه ، والتى تكون بالفعل هى الحاكمة لكل سلوكه. ( Campell,2004:409)

ويتفق هوسو Husu (2001) ، وكوريا Correa(2003) مع كامبل فى لفت الانتباه إلى التنويعات التى تجب مراعاتها فى علاقة المعلم بطلابه ، والأخلاقيات التى تحكم هذه العلاقة، حيث من أهم أخلاقيات المهنة الأخذ فى الاعتبار ما لدى كل متعلم من قدرات ذاتية وامكانات وتوجهات. (Husu,2001:67) (Correa,2003:249)

ويعتقد هوسو Husu (2004) أن الأطر الفلسفية والدراسات العملية التجريبية لم تتفقا بصورة مقنعة لتقديم مزيد من الفهم لأخلاقيات مهنة المعلم وممارساتها الواقعية، ويأمل أن يتم دمج هذه الأطر للاسهام فى مزيد من إلقاء الضوء على هذا الجانب المهم فى العملية التعليمية ، حيث الممارسات اليومية بتفاصيلها وجزئياتها يمكن أن تضيف إسهاما جديرا فى إطار فهم هذه الأخلاقيات والمبادىء : أهدافها، ضرورياتها، وتفسيراتها المتنوعة ، جنبا إلى جنب مع أخلاقيات الصواب ومعايير الواجب ومعانى الارادة والولاء والالتزام ، وسبل ترجمة كل ذلك إلى واقع العمل التربوى ودور المعلم بصفة خاصة إزاء ذلك. ( Husu,2004: 123)

وتحت عنوان : " تربية المعلم فى إطار العولمة : وجهات نظر متناقضة، توجهات حديثة ، وتطويرات مواكبة" يشير يونج Young(1998) إلى ما تفرضه التحديات المستقبلية من ضغوط لا يمكن تجاهلها ، وتحتم الأخذ بسياسة التحديث المرن كما أوصى بها جيدنز Giddens(1994) وذلك فيما يتعلق بمجالات تربوية ثلاث هى : النظم التربوية، المداخل التربوية ، والإعداد المهنى للمعلم، وصولا إلى مفهوم جديد للتعلم، وآخر يتصل بإعداد وتنمية المعلم، وآخر يتناول الدور الذى تتقاسمه مؤسسات التربية مع المجتمعات التى تتواجد فيها إزاء مواجهة التحديات المستقبلية السابق الإشارة إليها، وأخيرا تحديد مفهوم جديد لعملية التقويم والقائمين بها. (Young,1998:51)

ولقد بدأت هذه التحديات المستقبلية تعلن عن نفسها فى ظل مجموعة اجراءات اقتصادية متحررة تفرضها مجتمعات سبق واتخذت كافة الاجراءات الوقائية لحماية ودعم وفرض سيطرتها وهيمنتها العالمية ، وهى مجتمعات تعتبر التربية والتعليم استثمارا اقتصاديا ولا تعول كثيرا على نواتجه الاجتماعية أو الثقافية.

كما أصبحت العولمة سوقا عالمية ليس بالإمكان اختيار عدم ارتيادها ، فتحت أبوابها منذ السبعينات وفرضت ضرورة ظهور تقنيات حديثة للانفتاح والتواصل، وردود فعل اتجهت بقوة نحو التحالف والتجمع لمواجهة محاولات إعادة توزيع الثروات والسيطرة عليها، وباتت حركات التحديث تطال مختلف المجالات سعيا إلى تقدم علمى وتطور تقنى يواكب انفجار المعارف وسباق المعلومات ، وفى مجال التربية أصبح محتما إعادة بناء وصياغة أسس جديدة فى إعداد وتدريب وتنمية كل عضو عامل وبخاصة المعلم ، والتخلى عن اتجاهات محافظة إلى أخرى حديثة متطورة تضع العاملين فى مجال التربية على قدم وساق مع كل تطور يمثل فى حد ذاته تحديا مستقبليا، وتبدلت النظرة إلى المهنة ككل، إلى التدريب فى مرحلة الإعداد، والتدريب أثناء الخدمة، وإلى أخلاقيات المهنة والمبادىء التى تحكم ممارساتها.

وللعولمة كما يذكر فورست Forest (2002) تأثيراتها القوية المتزايدة على مدى واسع من نشاطات المرء السياسية والاجتماعية والثقافية ، وفى مجال التعليم تفرض العولمة تحديات واهتمامات متنوعة تحتم الالتفات إلى برامج مواجهة متطلبات الانفجار المعرفى وتقنياته الحديثة . (Forest,2002:435)

ويلح كيلى Kelly (2004) بالأهمية على متطلب جديد فى برامج إعداد المعلمين يركز على ملاحقة التغيرات العالمية فى إطار لائحة أخلاقية تحدد علاقة المعلم بطلابه وبالعالم كله من حوله. (Kelly,2004:219)

ويعبر روبرتس هولمز Roberts Holmes(2003) عن قلقه إزاء الهوية المهنية لدى المعلم ، صاحب المهنة المقدسة الذى كثيرا ما يشعر بالاغتراب والازدواجية أثناء ممارسته لمهنته، ويشير إلى أبعاد ثلاثة لهذه الهوية حددها بولارد وآخرون Pollard etal., (1994) هى :


الالتزام التعبيرى اللفظى.
الإجرائية العملية.
الاغتراب. (Roberts Holmes,2003: 35)
إلا أن جاليجو وآخرين Gallego etal., (2001) لا يخبر ذات القلق وفى رأيه أن المعرفة والدراية والخبرة ذات العلاقة بالذات وبالآخر ، بالمنهج ومحتواه وتعليماته، بالأخلاقيات والمبادىء والأسس التى تحكم ممارسة المهنة ، كل ذلك كفيل بحماية هوية المعلم المهنية فى مواجهة تيار العولمة الجارف، وضرورى بل أساسى إذا كان لأى تطور أو حركة مواكبة أن تؤتى ثمارها. (Gallego etal.,2001: 240)


البحوث والدراسات السابقة:
يعرض هوو وميرامونتز Howe & Miramontes(1992) فى دراستهما لمدخل يركز على القضايا الأخلاقية التى تحكم العمل فى مجال التربية ، ويركزان على الانطلاقة الفلسفية التى تحدد الأخلاقيات والقيم والمبادىء الحاكمة للعمل التربوى والنظريات التى تأسست عليها، ويناقشان الضغوط والظروف والاحتياجات المجتمعية والمؤسساتية وتأثيرها على هذا المجال، ودور المعلم فى التفضيل والموازنة بينها، ومكانة الوالدين ودورهما كمصدر للضغوط ، كما يلخصان اللائحة الأخلاقية المهنية ودورها فى تفعيل أخلاقيات العمل واستثمار الجهود المبذولة فى إطاره.

ويشير ديجمولر Diegmueller (1996) إلى التقرير الصادر عن الجمعية الأمريكية لمديرى المدارس والداعى إلى مناخ مدرسى مهىء للقرن الحادى والعشرين : مناخ يدعم الأخلاقيات ويحفز على بذل الجهد فى مواجهة زحف تكنولوجى ممتد تجب مواجهته والتسلح له، ويصف ديجمولر التقرير بأنه عودة إلى المستقبل: Back to the Future ، ونتاج مسح تربوى للقاءات ومقابلات مع (55) من رجال التربية والقادة والمديرين، ويذكر أن الجزء الصادم – فى رأيه – بالتقرير هو ذلك الجزء الذى يعرض للأخلاقيات والقيم التى يجب أن يتحلى بها كل كائن فى مجال التربية جنبا إلى جنب مع مهارات التواصل والتوافق والمرونة والإنجاز الأكاديمى والفهم والتقدير العلمى، وأهمية أن يكون العاملون فى مجال التربية أفرادا قادرين على ضبط ذواتهم وحل صراعاتهم ، والتفاوض بشأن اهتماماتهم وعرض أفكارهم وبلوغ أهدافهم فى تكامل واتساق ومصداقية ونهوض بالمسئولية ، وتقبل صادق لمن يختلفون معهم فى الرأى واستعداد للعمل فى إطار روح الفريق ، كما لا يغفل التقرير إشارة موجزة إلى التأكيد على أهمية الالتزام الشخصى على المستوى الحياتى فى تقبل للأعباء وأداء للواجبات واعتراف بالآخرين.

وفى دراسة كيرسى Kirsi (1999) سجل (26) معلما تقاريرهم حول الصراعات الأخلاقية التى تواجههم حيث طلب من كل معلم تسجيل موقف حياتى واجه فيه أزمة فى مجال عمله، وكيف وجد له حلا وعلى أى أساس ومن أى منطلق، وتم تحليل محتوى هذه التقارير لتحديد ادراكات وآراء المعلمين ووجهات نظرهم وتفاعلاتهم مع طلابهم ومع أولياء الأمور، وأشارت نتائج الدراسة إلى مواقف الصراع الأخلاقى إزاء العلاقات بين المعلمين وأولياء الأمور، وبين المعلمين وزملائهم، وبين المعلمين والمجتمع ككل، مع مراعاة أن ما يزيد الصراع تفاقما هو عدم وجود وقت كاف للتأمل قبل اتخاذ القرار ، إضافة إلى غياب دستور أو لائحة أخلاقية متداولة ومدروسة ومطبقة بشكل مباشر، وأن الحاجة ملحة إلى عدالة وشفافية فى تنفيذ هذه اللائحة عند وجودها فى ظل حوار مفتوح.

ويلقى بورتز Portz (1999) الضوء على التحديات التى تعترض التطور المستقبلى للمعلمين ، وكيف يمكنهم مواجهتها إذا التزموا بنصائح عشرة هى بمثابة دروس مهنية للعاملين بمجال التربية :
1- المرونة جد مهمة على مستوى التفكير والتخطيط وتبنى الاتجاهات للارتقاء المهنى.
2- الالتزام المهنى طريق موصل لنيل الثقة والاحترام والتقدير والاستحقاق.
3- التلقائية والابتكار واستلهام الأفكار سريعا من المعطيات المعروضة.
4- التواصل مع الآخرين وتقاسم الأفكار معهم .
5- القراءة والاطلاع والحرص على حضور اللقاءات والندوات وبرامج التدريب.
6- تقبل الحوار والمناقشة واحترام الحلول البديلة.
7- المرح فى جدية لتخفيف ضغوط المواقف الطارئة.
8- البحث عن الالهام فى كل مكان.
9- التعبير عن الانسانيات ومشاركة الآخرين خبرات الحياة.
10- احترام الآخرين.

ويؤكد دانفورث Danforth(2001) على أخلاقيات العمل فى مجال التربية مشيرا إلى الفكر التربوى الديوى الذى أسس لمبادىء الحرية والتعاون والعملية واسداء النصح باعتبارها أخلاقيات ديمقراطية.

وتلقى دراسة هاردى Hardy (2002) الضوء على الأخلاقيات التى يجب أن يلتزم بها المعلم إزاء أدواره المتعددة ، ويشير إلى ما هو محدد بالفعل من منطلقات القيم ومصادرها ، وما هو قائم من فجوة بينها وبين الواقع، وتساءلت الدراسة عما يقدمه التراث الأدبى من دليل مرشد بخصوص ما ينبغى الالتزام به من أخلاقيات ، والتخلى عنه من ممارسات، والمتشابهات والمختلفات والمتناقضات بين ما هو قائم وما ينبغى أن يكون .

وفى دراسة منال عبد الخالق جاب الله(2003) عن صراع الدور وأخلاقيات التدريس لدى
عينة من معلمى المرحلة الثانوية كشفت النتائج عن واقع مناخنا التربوى الحالى الذى يحتاج إلى إعادة بناء مفاهيمه التربوية فى ضوء الأزمات التى يعيشها المعلمون بعد أن أصبحوا على غير ثقة من أنهم يمارسون ذلك الدور الأخلاقى المنشود تجاه تلاميذهم رغم ما يتقاسمونه من نصيب أخلاقى قيمى كشفت عنه نتائج الدراسة، نصيب قوامه الثقة والعدالة والاهتمام وتحمل المسئولية والاحترام، كما كشفت نتائج الدراسة عن أن المواجهة اليومية لصراعات الأدوار تجبر المعلمين على الانفتاح على وجهات نظر مختلفة، وعلى أن يكونوا أكثر مرونة، وعلى أن يوسعوا ويدعموا مصادرهم الشخصية، فالقدرة على أن يتحرك الفرد إلى ما وراء حدوده وأن يكون مرنا فى استجاباته لوجهات نظر الآخرين هى أهم النتائج الايجابية لصراع الدور، رغم ما يستغرقه ذلك من وقت، فالنتائج تكون لصالح العمل، ذلك أن صراع الدور مصدر لاستثارة الطاقة وحافز على بذل الجهد والتسامح مع وجهات النظر المختلفة والبحث عن مصادر جديدة للمعرفة والمرونة فى التوافق مع متطلبات متناقضة لأدوار عديدة، وتقليل الشعور بالملل والسأم، فصراع الدور فى تفاعله مع دستور أخلاقى يتحلى به المعلم طاقة خلاقة أو هو مصدر طاقة متجددة تدفع إلى مزيد من الوعى والادراك والتمسك بأخلاقيات مهنة التدريس واستيعابها، وهى حالة تتضمن تأثيرات إيجابية على شخصية المعلم فى مجاهدته لايجاد استراتيجيات للتعايش والتوافق وحل مشكلات العمل بصورة أو بأخرى، ومن هنا جاء تميز نتائج الدراسة التى كشفت عن أن صراع الدور يعد مصدرا لزيادة فاعلية المعلم وتغيير البيئة من حوله.
- وفى دراسة عن العولمة ورؤية جديدة لدور المعلم فى ضوء صراع الدور وأخلاقيات التدريس تشير منال عبد الخالق (2004) إلى معلم عصر العولمة وما يواجهه من تحديات راهنة ومستقبلية متحملا معاناة صراع الدور ومتسلحا بأخلاقيات التدريس لكى ينجح يوما فى أنسنة العولمة وتحقيق المصالحة والاتساق بين أدواره العديدة وصولا إلى التطوير المهنى فى ظل الالتزام الأخلاقى.
- ويشير بورك وآخرون Bourke etal., (2004) إلى أهمية اشتراك المعلمين فى تأسيس وتشكيل لائحة العمل الأخلاقى باعتبارهم الأكثر ادراكا وحساسية للتفاعل فى إطار قيم ومبادىء محددة ، ويخوضون غمار صراعات تفرض نفسها، وتقييمات وقرارات يجب اتخاذها والعمل بها.

ويقدم يورفسكى وسوا Urofsky & Sowa (2004) نتائج بحث مسحى لممارسات الأخلاقيات التربوية بعد القيام بدراسة تحليلية لمحتوى برامج التدريب والطرائق المنهجية المستخدمة فى تقديم هذه البرامج، وكذا اختبار معتقدات العاملين فى مجال التربية تجاه المبادىء والأخلاقيات الحاكمة فى مجال عملهم، واختتم المسح البحثى باقتراحات تطوير مهنية وبخاصة فى مجال الارشاد التربوى وتوصيات بمزيد من الدراسة والتحليل.


خاتمة :
فى عالم سريع التغير كما نشهد يلزم التأسيس لمهارات التفكير العلمى والتأملى والناقد ، والتخطيط والتجريب على أسس علمية، وملاحقة المستجدات العلمية والتقنية ، وإعداد الدراسات المستقبلية التى تخاطب الارادة والانسانية وتحفز على الابداع ، فالعولمة هى إحدى مؤشرات المستقبل القريب ولابد من التعامل معها بمنهجية تمكننا من الاستفادة منها ولا يمكن الدخول إلى ذلك إلا من باب التربية ، ويبقى السؤال بعد ذلك: كيف يمكن أن يتحقق ذلك؟ إن وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة ووراء كل تربية عظيمة أخلاقيات رفيعة.

ويقترح على راشد (2002) أن يكون للمعلم قسم يؤديه عند تخرجه كى يستشعر دوما قداسة المهنة وعظيم مسئوليتها قبل طلابه وزملائه والمجتمع كله، فلقد جاء فى الاعلان الصادر عن مكتب التربية العربى لدول الخليج حول أخلاق مهنة التعليم أن التعليم رسالة يهون دون بلوغ غايتها كل غال، وأن المعلم مثل أعلى وصورة والدية رحيمة أساسها المودة ، مسئول مسئولية كاملة عن تنمية تلاميذه فى جميع جوانب شخصياتهم ، وهو فى كل ذلك موضع تقدير المجتمع وصاحب رأى واسهام فى قضاياه ومشكلاته ، وعليه بذل كل جهد ممكن للاستزادة العلمية فى مجال تخصصه.

ويؤكد على راشد على الأخوة المهنية كأساس للعلاقات المتبادلة بينه – أى المعلم- وبين جميع العاملين بالمجال ، وكونه شريكا للوالدين فى تربية أبنائهم الطلاب ، كما يؤكد على أهمية كونه عالمى الفكر والنظرة تقدما وتطورا من غير انفصال عن أصوله وجذوره.

ويؤيده الجميل شعلة (2001) فى إشارته إلى ما تقتضيه التحديات المستقبلية من تنمية للقدرة على الابتكار والابداع وبث روح المنافسة فى نفوس المعلمين ليمكنهم أن يجدوا لأنفسهم مكانا فى المجتمع العالمى، نظرا لما يحمله المستقبل من توتر وصراع بين الأصالة والمعاصرة ، بين ما هو مادى وروحى، وعلى المعلم أن يقوم برسالته فى مواجهة كل ذلك . ( الجميل شعلة،70:2001)

ويشير عبد الرحمن صالح (2002) إلى رسم جديد لأدوار مستقبلية للمعلم يتحقق من خلال الاستشراف العملى المعتمد على البحوث والدراسات والتقارير وتحديد ملامح الصورة التقريبية لمهام المعلم الجوهرية ، مع التأكيد على تفعيل ميثاق المعلم كمرجعية قائمة وتجديد شروطه ومواصفاته التفصيلية، والجدية فى تنفيذ بنوده، فيكون معلم المستقبل صانعا للمعرفة وقادرا على الابداع من غير حيرة أو تخبط. (عبد الرحمن صالح،2002: 87)

ويجب أن تشتمل أدبيات التربية وكتاباتها على إشارات إلى أفضل سبل تطبيق الأخلاقيات والقيم والمعايير ، ويجب أن تنتقل أخلاقيات المهنة إلى المتدربين قبل البدء فى ممارسة مهام عملهم ، وذلك حتى يأخذوا على عاتقهم توصيل صورة المعلم النموذج الحى للسلوك الأخلاقى فى كل مكان ، وإن كانت برامج التدريب الحالية لا تقدم إشارة إلى هذه الأخلاقيات التى يجب التحلى بها ، أو قد تشير إليها فى إشارات عابرة ، فإنها تترك المساحة الأكبر للاجتهادات الشخصية الفردية لاشتقاق مبادىء وقيم تحكم العمل وتجرب ذاتها فى أرض الواقع وهو ما قد يكون صوابا وقد يخالفه الصواب.

من هنا تختتم الورقة الحالية بالتأكيد على أهمية تدريب المعلمين وكل العاملين فى مجال التربية ، وإعمال المنطق وتحكيم العقل، لتنمية القدرة على الحوارفى إطار رؤية أو تصور جديد يفعل لغة الأخلاقيات فى ذكاء وانفتاح وتنوير مع كل موقف جديد يفرض نفسه ، حيث المواجهة مع صراعات تفجر نفسها فى تنوع قد لا يخطر على بال ، وحيث تختلف أولويات ترتيب المبادىء الأخلاقية ومعايير الحكم على درجات الالتزام بها أو التخفف منها .

وأيا كان التوجه النظرى فالهدف هو زيادة قدرة العاملين بالمجال على فهم وتحليل الأحكام الأخلاقية ، ومعلم المستقبل أولى بتطوير تلك القدرة على فهم واستنباط المبادىء الأخلاقية فى حساسية وذكاء وتجاوب ، وقد يكون من الوهم الاعتقاد بأن برنامجا تدريبيا قصيرا أو ممتدا يكفى لجعل الفرد أكثر تمسكا بالأخلاقيات وأكثر التزاما ، إلا أنه أمر يستحق المحاولة وجدير بالاهتمام .








المراجع العربية:
1- الجميل محمد شعلة(2001): دور المعلم كأحد عناصر المنظومة التعليمية فى ضوء تقرير اللجنة الدولية للتربية للقرن الحادى والعشرين. مجلة علم النفس(يوليو-أغسطس العدد:59)ص ص:70-85
2- عبد الرحمن صالح (2002): رؤى فى تأهيل معلم القرن الجديد. مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض.
3- على راشد(2002): خصائص المعلم العصرى وأدواره: الاشراف عليه وتدريبه. دار الفكر العربى، القاهرة.
4- منال عبد الخالق جاب الله (2003): صراع الدور وأخلاقيات التدريس لدى معلمى المرحلة الثانوية فى ضوء بعض المتغيرات الشخصية والمهنية.مجلة كلية التربية ببنها، عدد أكتوبرص ص:11-61
5- منال عبد الخالق جاب الله(2004): العولمة ورؤية جديدة لدور المعلم فى ضوء صراع الدور وأخلاقيات التدريس .ندوة العولمة وأولويات التربية، كلية التربية، جامعة الملك سعود، 20-22/4/

المراجع الأجنبية:

1- Bourke, R.R., kearrey, A. & beran , B .J . (2004) : " stepping out of the classroom : Involving Teachers In The Evaluation of National Education Policy" British Journal of Education ,Vol.31,No.3,PP.150-157
2- Campell, E. (2000) : " Professional Ethics in Teaching: Towards the Development of A code of Practice " Cambridge Journal of Education ,Vol. 30 (2) .PP.203-222
3- Campell, E . (2001) : "Let Right Be Done: Trying to Put Ethical Standards into Practice" Journal of Educational Policy,'' , Vol.16, No. 5, PP.395-411
4- Campell,E.(2003): Moral Lessons: The Ethical Role of Teachers” Education Research Evaluation,Vol.9,No.1,pp.25-51
5- Campell, E . (2004) : " Ethical Bases of Moral Agency in Teaching '' Teachers & Teaching V0l.10,No.4, PP. 409-428
6- Coombs , J.R. (1998) : Educational Ethics: Are We On The Right Track ? " Educational Theory ,Vol. 48,No.4,PP.555-570
7- Correa, H. (2003) : " Agame Theoretical Analysis of the Educational Impact of Differences in the Abilities and Work of Ethics of Teachers and Students " Journal of Socio – Economics ,Vol. 32,N.03, PP.249-264
8- Danforth,S.(2001): Adeweyan Prespective Democracy and Inquiry in the Field of Special Education” Journal of Association for Persons with Severe Handicaps, Vol.26, No.4,PP.270-280
9- Diegmueller, K .(1996) : " AASA Reform Report Urges Focus on Ethics as Schools Look to Future " Educational Week , Vol. 15,No.20,PP.6-7
10- Forest, J.J .(2002) : " Globalization Universities and Professors " Cambridge Review of International Affairs , Vol. 15,No.3,PP.435-450
11- Gallego, M.A. Hollingsworth , S & whitenack d.a. (2001): " Relational Knowing in the Reform of Educational Cultures " Teachers & College Record ,Vol. 103, No. 2, PP. 240-267
12- Hardy, D.E. (2002) : " Ethical Considerations Affecting Teaching in Community Colleges : An Abudance of Feelings and Limited Facts" Community College Journal of Research & Practice , Vol. 26, No. 5, PP. 383-400
13- Howe , K.R. & Miramontes, O.B.(1992) : " The Ethics of Education.” Science Monitor,Vol.93,No.240.
14- Husu , J. (2001) Teachers at Cross – Purposes : Acase Dilemmas in Teaching" Journal of Curriculum & Supervision, Vol. 17, No. 1, PP. 67-90
15- Husu , J. (2004): A Multifocal Approach to Study Pedagogical Ethics in School Settings " Scandinavian Journal of Educational Research,Vol. 48, No. 2, PP. 123-140
16- Kelly , E.J. (1980) : " Public Ethics vs. Personal Motives in Special Educators " Education,Vol. 100, No. 3, PP. 260-269
17- Kelly , J.A. (2004) : " Teaching the World : A New Requirement for Teacher Preparation " Phi Delta kappan, Vol. 100, No. 3, PP. 260-269
18- Kidder , R.& Mirk. P. (2004) : " Global Ethics in A Divided world " Independent School,Vol. 63, No.3, PP. 1-40
19- Kirsi , T. (1999) :" Ethical Conflicts in Early Education " Paper Presented at the Annual Meeting of the European Early Childhood Education Research Association (EECERA),gth, Helsinki,September 1-4- 1999
20- Ports,N.(1999) : Surviving Your First Year of Teaching : Ten Tips” Reading Today,Vol.17,No.2,PP.11-15
21- Roberts - Holmes , G. (2003) : " Towards an Understanding of Gambian Teachers, Complex Professionalism " Teachers & Teaching,Vol. 9, No. 1, PP. 35-46
22- Stephens , T.M. (1985): " Personal Behavior and Professional Ethics : Implications for Special Educators " Journal of Leering Disabilities,Vol. 18, No. 4, PP. 187-192
23- Urofsky , R. & Sawa , C.(2004): " Ethics Education CACREP-Accredited Counselor Education Programs " Counseling & Values,Vol. 48, No. 1, PP. 37-48
24- Wayne , A.& Apple M.N. (2004): " Interrupting Globalization as an Educational Practice " Educational Policy ,Vol. 18, No. 5, PP. 784-793
25- Yeaman , A. R. J. (2005): " The Origins of Educational Technology is Professional Ethics : Part Two – Establishing Professional Ethics in Education " Tech Trends : Linking Research & Practice to Improve Learning,Vol. 49, No. 2, PP. 14-17
24- Young , M. (1998): " Rethinking Teacher Education for a Global Future " Journal of Education for Teaching ,Vol. 24, No. 1,PP. 51-63