الاثنين، 2 أغسطس 2010

العرب لا يقرؤون واذا قرؤوا لا يفهمون هو كلام صحيح الى أبعد حد.
في مغربنا العزيز،ورغم تربع وزير "تقدمي" على عرش وزارة الثقافة،ورغم وعوده بخلق مناخات ايجابية مساعدة على القراءة فإننا نرى أن العكس هو الحاصل،وليس هناك في الواقع ما يدل على تحقيق الحد الأدنى من تلك الوعود. وكمثال على ذلك عدد معارض الكتب المقامة في المدن المغربية ومستوياتها ونوعية الكتب التي تعرض فيها...
لقد قمت بجولة في مدن الشمال؛وما رأيت معرضا للكتاب الا وهرولت اليه،وما لاحظته هو طغيان الكتب الصفراء،وكتب ذات محتويات دينية هجينة معظمها يعبر عن الطرح السلفي المتخلف. ولست أدري كيف لمغرب يدعي التوجه نحو الحداثة والديمقراطية والرقي بالمستوى العلمي والمعرفي للمغاربة...أن يسمح لهذا التيار المتخلف أن يكتسح المعارض بهذه الكتب التنويمية؟!
وتزداد المفارقة اتساعا عندما نرى أن الخطاب الديني الرسمي يتجه نحو ترسيخ تدين يستند الى النهج التصوفي /الطرقي في المغرب؛بينما على مستوى ترويج وسائل ومصادر الثقافة المقروءة نرى أن الكتاب السلفي هو الذي يغطي كل المعارض المقامة هنا وهناك! فما السر في ذلك يا ترى؟؟ هل الهدف هو جعل الناس ينفرون من القراءة؟ أم هو التمكين للسلفية المخزنية من ملء الساحة بغوغائيتها على حساب المذهب المالكي الذي هو المذهب الرسمي للمغرب؟
اذا كان الهدف هو خلق حالة من الحساسية تجاه القراءة فليعلم هؤلاء أن معظم المغاربة لا يقرؤون،لا الغث ولا السمين.بل أصبح الجميع يدين بثقافة المظاهر الخارجية والمال والسيارة والفيلا والصريط والشطيح والرديح وقس على ذلك. لقد اصبح الكل يجري وراء غاية واحدة هي التباهي بالمظاهر الخارجية وإشباع الغرائز وتلبية الحاجات البيولوجية فقط. أما اشباع حاجات العقل وتغذيته عن طريق القراءة والتأمل...فذاك شأن نتركه لغيرنا.
قال لي أحد الأصدقاء إنه كان محملا ببضعة كتب لما التقى أحد معارفه،فقال له هذا الأخير: أني أراك قد اشتريت كتبا! مسكين!
عبارة مسكين هذه تغني عن كل تحليل،وتعبر بقوة عن نظرة المغاربة الى القراءة. خذ كتابا وادخل الى مقهى وأنت تحمله في يدك لترى أن عيونا كثيرة تنظر اليك بريبة،وأخرى بسخرية،هذا يكفي

ليست هناك تعليقات: