الاثنين، 2 أغسطس 2010

الغش في الامتحانات ما هو الا امتداد طبيعي للغش والتزوير في الحياة المجتمعية المغربية.فالغش والتزوير هو الأصل في كل حياة المغاربة(الا من رحم الله)،والنزاهة والصدق والجدية هي الاستثناء.بل أصبحت من سمات التخلف والسذاجة!
الحكومة غشاشة ،والبرلمانيون غشاشون وبالغش والتزوير أصبحوا تحت تلك القبة،والمهندس غشاش والطبيب غشاش والمحامي غشاش،والمدرس غشاش، والحرفي غشاش،وبائع الخضر والفواكه غشاش،والجزار غشاش،وماسح الأحذية كذلك،وبائع النعناع والقزبر غشاش،والأم في البيت غشاشة،وزوجها كذلك ،والأبناء هم على سبيل ذلك ينشؤون...حتى الدواب وكل الحيوانات الأليفة في البيوت أشربت الغش وأنشئت عليه...الأكسجين الذي نستنشقه من إحدى مكوناته الغش! كل المناخ العام بجميع أبعاده يتنفس الغش وبه يحيى؛لقد غمر الغش كل النفوس واختلط بالدم،فأنتج حالة الإدمان التي يصعب علاجها،كما هو الشأن بالنسبة للمدمنين على المخدرات. لدرجة أصبح معها الغشاش لا يستطيع أن ينعم بالنوم ليلا إذا لم يمارس الغش نهارا!
فإذا كانت الحال كذلك فإن ما يقوم به التلاميذ من محاولات للغش في الامتحانات يبدو أمرا عاديا،بل ومبررا على الأقل بالنسبة اليهم؛فعندما تحاصر التلميذ الغشاش وتحاول منعه من الغش في الامتحان،أول ما يتفوه به هو: "ما شفتيني غير أنا؟كلشي كينقل..الأقسام لخرين كلهم كينقلوا..!" بل إن أحد التلاميذ رد على أستاذة مراقبة قائلا: "الدولة كلها كتغش!"
هل هذا الرد عفوي وينطلق من فراغ؟ أم انه ناطق بالحقيقة التي لا يعتليها غبار؟؟ ألم يصبح الغش والتزوير ثقافة صادمة في مجتمعنا؟
عند نهاية الدورة العادية لامتحان البكالوريا،تجمهر التلاميذ أمام باب الثانوية،وأبوا الا أن يودعوا "الضيوف الكرام" (المراقبين) بخير الكلام:"...يا ولاد الحرام...يا ليهود!..." وهلم جرا.بل لقد أمطر بعض الأساتذة المراقبين بوابل من الحجر،ومنهم من كسر زجاج سيارته،وتفاصيل أخرى كثيرة. اللافت هنا عبارة "يا ليهود" فاليهودي في مخيلة المسلم هو ذاك الانسان ذو النفسية الملتوية، المعروف تاريخيا بالخبث والخداع والمكر ونكران الجميل...وهو ذاك العنصري الذي يحتل أرض المسلمين اليوم بالقوة ويكره الاسلام والمسلمين. فالأساتذة المراقبين المساكين هم،في نظر هؤلاء التلاميذ الغشاشين يهود! تتحقق فيهم كل هذه الصفات القبيحة لمجرد كونهم أرادوا القيام بما يمليه عليهم الضمير المهني.
حسبنا الله ونعم الوكيل.

ليست هناك تعليقات: