السبت، 21 أغسطس 2010

هل ينام المغرب على خزان من الخلايا النائمة-هسبريس

أولا كل الشكر والتحية لقوات الأمن على يقظتها وتصديها لمثل هذه الخلاياالمخربة(إن كان الخبر صادقا).
ثانيا:سنظل نقول ونكرر بأن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي مع مثل هذا الطاعون الذي استشرى في المشرق والمغرب حتى وصل الينا بعدما كنا في مأمن منه لزمن طويل.إن الداء لا يعالج بالمسكنات، كمالا يمكن القضاء عليه نهائيا ما دمنا نوفر له البيئة الخصبة التي ينمو فيها ويترعرع.لا بد من قطيعة تامة مع هذه البيئة واستأصالهاوأقصد بكلامي أنه قبل المقاربة الأمنية أو بتواز معها يجب تجفيف منابع الفكر السلفي الوهابي المتحجر،وتتبعه خطوة خطوة حتى يعود من حيث أتى لأن هذا الفكر هو الذي يهيء الأرضية المناسبة التي تعشعش فيها مثل هذه الخلايا المخربة.
ما يعاب على الدولة المغربية كونها تعيش مفارقة عجيبة عندما تطارد أفرادا/خلايا،في الوقت الذي تغض الطرف عن الجذور الفكرية والثقافية التي تنتج مثل هذه العناصر الغريبة التكفيرية/الاستئصالية/العنصرية.
وإذا كانت الدولة تعتقد أن بإمكانهاالمراهنة على ما يسمى "السلفية الجديدة" أو المعتدلة أوالمتعاونة أو المنضبطة أو ما شابه ذلك من العناوين لأغراض سياسوية بقصد خلق توازنات معينة على الساحة، وضرب عدو بعدوه...فإننا نقول إن هذا منطق واهم وحساب سياسي قاصر.وعلى كل حال لا يلدغ المرء من الجحر مرتين،فتجارب المغرب المسالم مع هذا الفكر تراكمت بشكل كاف ولم يعد هناك مبرر للوقوع في الخطأ مرات ومرات على حساب أمن المواطنين وسلامتهم

أمر معاوية لولاته بسب علي(ع) من فوق المنابر

أمر معاوية لولاته بسب علي(ع) من فوق المنابر
روى مسلم في صحيحه.ج4 ص1871 عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : " أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا ، فقال : مامنعك أن تسب أبا التراب(يعني الإمام علي (ع)) ، فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (ص) فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم "
قال ابن سعد في(بغية الطلب في تاريخ حلب.ج7 ص3033 " أبو أيوب خالد بن زيد ، بدري ، وهو الذي نزل على النبي مقدمه المدينة ، وهوكان على مقدمة علي يوم صفين ، وهو الذي قال لمعاوية حين سب عليا : كف يا معاوية عن سب علي في الناس ، فقال معاوية : ما أقدر على ذلك منهم ، فقال أبو أيوب : والله لا أسكن أرضا أسمع فيها سب علي ، فخرج إلى سيف البحر حتى مات ، رحمه الله "
وروى الطبري في تاريخه ج4 ص 188" أن معاوية بن أبي سفيان لما ولي المغيرة بن شعبة الكوفة دعاه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أما بعد فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا .. وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة فأنا تاركها اعتمادا على بصرك ... ولست تاركا إيصاءك بخصلة لا تتحمّ عن شتم علي وذمه والترحم على عثمان والاستغفار له والعيب على أصحاب علي والاقصاء لهم "
وفي الكامل في التاريخ ج2ص684 يقول ابن الأثير عن معاوية " فكان إذا قنت سب عليا وابن عباس والحسن والحسين والأشتر "
وقد ثبت بالأسانيد الصحيحة أن المغيرة بن شعبة أول ولاة معاوية طاعة له في سب علي (ع) ، روى الحاكم عن زياد بن علاقة عن عمه : " أن المغيرة بن شعبة سب علي بن أبي طالب ، فقام إليه زيد بن أرقم ، فقال : يا مغيرة ألم تعلم أن رسول الله (ص) نهى عن سب الأموات فلم تسب عليا وقد مات " .
وفي المستدرك على الصحيحين ج1ص541 قال الحاكم " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه هكذا " ، وقال الذهبي : " على شرط مسلم ".
وروى أحمد في مسنده ج3ص181 عن عبد الله بن ظالم قال " خطب المغيرة بن شعبة فنال من علي ، فخرج سعيد بن زيد فقال : ألا تعجب من هذا يسب عليا ! "(قال محققو الطبعة" والحديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن").
وفي البحر الزخار ج4 ص91 روى البزار بسند رجاله موثقون،عن عبد الله بن ظالم قال" دخلت على سعيد بن زيد وقال : ألا تعجب من هذا الظالم أقام الخطباء يشتمون عليا ، قال : قد فعلوه ، أوقد فعله ؟ "
وفي صحيح البخاري ج5 ص23 (في كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي (ع)) " أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال : هذا فلان – لأمير المدينة – يدعو عليا عند المنبر "
وروى مسلم عن سهل بن سعد قال " استعمل على المدينة رجل من آل مروان ،(والمقصود مروان بن الحكم)، قال فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا ، قال : فأبى سهل ، فقال له : أمّا إذ أبيت فقل : لعن الله أبا تراب ".(هدي الساري مقدمة فتح الباري ج4ص1874).
وفي تاريخ دمشق ج57 ص 243 ، ج21 ص 129 ، ورواه أحمد في ( العلل ) ج3 ص 176 . روى ابن عساكر عن عمير ابن اسحاق قال: " كان مروان بن الحكم أميرا علينا ست سنين ، فكان يسب عليا كل جمعة على المنبر "
ومن الولاة الذين كانوا مولعين بسب علي (ع) بسر ابن أرطأة؛قال ابن الجوزي "بعث معاوية بسر بن أرطاة – إلى البصرة - فصعد إلى المنبر وشتم عليا (رض) ثم قال : " أنشد الله رجلا عليما أني صادق إلا صدقني ، أو كاذب إلا كذبني فقال أبو بكرة : لا نعلمك إلا كاذبا ، فأمر به يخنق فقام أبو لؤلؤة الضبي فرمى بنفسه عليه فمنعه ".(المنتظم ج4 ص8).ولم ينقطع سب علي (ع) فوق منابر بني امية الا في عهد عمر بن عبد العزيز. قال ابن سعد : " كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبدالعزيز يشتمون عليا رحمه الله فلما ولي عمر أمسك عن ذلك "(الطبقات الكبرى ج4 ص67).

الوضع خطير...ويحتاج لتدخل عاجل

من الواضح أن عصابة النواصب قد حشرت في زاوية مغلقة أمام قوة الأدلة العقلية والنقلية التي وردت في مقالة أخينا ادريس جزاه الله خيرا؛ ويمكن ملاحظة درجة الانفعال بل الهستيريا في تعاليق معظمهم؛أما البعض الآخر فقد أخذ الإسهال منه كل مأخذ،وأصبح بحاجة ماسة الى مضادات حيوية قوية وفعالة قبل فوات الأوان!(هههها)..اذا ارتاد المرء دورة المياه سبع مرات متتالية وفي مهلة زمنية قياسية،وأزكمت روائحه الأنوف (إخخخ...حاشاكم) فاعلموا يا سادة أن الوضع خطير ويحتاج لتدخل عاجل(هههها).
تلك هي حالة من استلهم اسمه من الشرق الملحد...ولا أدري كيف يجمع الناصبي بين المتناقضات..ربما يتطلب الأمر علاجا نفسيا شاقا وطويلا...فهيا يا سادة بعد شفائه من الإسهال لا بد من إحضار طبيب نفساني خبير من العيار الثفيل حتى يكشف لنا نوعية العقد التي يعاني منها هؤلاء!
سبع تعليقات/أحجيات/خرافات...مردفة الواحدة تلو الاخرى.أسأل صاحبها:ما قيمتها العلمية إذا كانت غير موثقة وأنت تعتبرها "شواهد"! شواهد من؟ ابن تيمية وابن كثير وابن الجوزي،ومحمد علي الشوكاني؟!عجيييب! تطعن في أسيادك الشيعة وتكفرهم وتسبهم وتلعنهم... من ترهات أعدائهم/أجدادك النواصب؟!
يا حاطبا بليل إذا كنت بخربشاتك هاته تستطيع أن تمارس علينا ديماغوجيتك الحمقاء،وأن تعطي للقراء "دروسا" حول من هم الشيعة وماذا قالوا وماذا فعلوا...فأنت دجال واهم تحاول تقليد نبيك ابن تيمية الزنديق في النيل من أسيادك الشرفاء،لكن...وكما قال خادم آل البيت حفظه الله في أحد تعليقاته:لإن يرجع خالك شارون من قبره هذه المرة،أقرب اليك من أن تنال من أتباع مدرسة أهل البيت...هزلت!
نحن نحاول الابتعاد ماأمكن عن التجريج،وعن الأساليب الخسيسة التي تستعملونها،نحاول أن نناقش بالعقل والمنطق والدليل،هدفنامقاربة الحقيقة التاريخية والمذهبية بغية التوصل الى أرضية مشتركة في أفق صنع مقومات للوحدة الاسلامية...لكن للأسف نراكم يا نواصب تضعون العصا في العجلة وتبغونها عوجا.فلعنة الله على كل موقظ للفتن يصطاد في الماء العكر.
قلت يا دجال في أحجياتك السبعة المردفة: ("وعليه فإن كل الشيعة–قديما و حديثا- رافضة سبابون ثبت كفرهم وفجورهم وخروجهم عن الملة والنهج المحمدي الشريف)!
أتحداك أنت وأجدادك النواصب جميعاأن تبسط لنا دليل كفرهم يا جبان

الى عاشق من اسبانيا

قلت في أحد تعليقاتك بالحرف:"..وما يستتبع ذلك من دلالة صادقة على إخفاق العقل الفارسي ليبحث عن ضالته في الوهم بدل أن يجاري الركب"!أنا أريد منك أن تحدد لي بالتفصيل أين أخفق العقل الفارسي ونبغ العقل العربي!ثم ما هو هذا الركب الذي لا يسايره الايرانيون؟ اذا كنت تقصد ركب الحداثة والانفتاح على العلم والتكنولوجيا والثورة المعلوماتية،فإيران هي الرائدة في العالم الاسلامي وهي النموذج الذي يمكن أن تحذوه أي دولة أخرى.(هل السعودية مثلا تساير هذا الركب في نظرك؟أم أفغانستان طالبان؟أم "المحاكم" في الصومال،أم دول الخليج مجتمعة..؟).أماإذا كنت تقصد الركب الحضاري إجمالا فهم من رواد الحضارات قديما وحديثا،واقرأ تاريخ الحضارات لتتأكد.لكن إذا كنت تريد من إيران ومن الشيعة عموما التخلي عن معتقداتهم التي هي معتقدات الأمة قاطبة،والانجرار وراء حضارة الغرب بكل ما لها وما عليها،بدعوى التحرر كما تدعي..فهنا أقول لا يطرح مثل هذه الدعوة سوى إنسان علماني قد يكون حاقدا على الدين،أو في أحسن الحالات يريد فصله عن الحياة.إذن بالله عليك يا عاشق قل لنا من أنت؟سؤال أطرحه بصدق لأني رأيتك تتخبط ذات اليمين وذات الشمال،فأفصح لنا عن هويتك المذهبية أو الفكرية حتى نناقشك انطلاقا من ذلك.
ثم أردفت قائلا:".٠لذلك أقول أن الفرق بيننا أهل السنة وبينهم يكمن في أننا نعيش زماننا متحررين من عقد التاريخ٠ نبادر ولا نعلق أملا على ميت يبعث فينا كي يصلح نيابة عنا٠أما هم فما يبرحون حبيسي التاريخ بعد أن استقالوا من الواقع بالمرة"!!
بالله عليك هل هذا كلام واقعي؟ ماذا تقصد بالتحرر من عقد التاريخ؟ وأين وصلت مبادراتكم وماذا حققت للأمة؟!حدثنا عنها قليلا من فضلك! أماالأمل فليس معقودا على ميت بل على حي يرزق يصول ويجول رغم أنف الحاقدين.(وإذا كنت لا تؤمن بعقيدة المهدوية،فرجاء أفصح عن ذلك)...نعم الأمة تنتظر ظهوره لأن هذا من صلب عقيدتها ولو كره الكافرون؛لكن هي تعمل أيضا بأقصى ما في وسعها لتهيئ له الأرضية والمناخ المناسبين،وليست في حالة اتكالية وخمول كما تدعي...ولو قرأت مقالة الأخ هاني كلها لزال الالتباس.(أجبني بلا انفعال من فضلك).

من الذي يكذب ويدلس؟؟

في التعليق رقم-5 ورد الحديث:
(" إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخو الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد بابا إلا سد إلا باب أبي بكر")
أولا :هذا حديث آحاد.
ثانيا:هو حديث موضوع ،فالشطر الأول منه:
(إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخو الإسلام ومودته،)وضع مقابل حديث المؤاخاة المشهور والمتواتر وهو قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ).
أما الشطر الأخير منه (لا يبقين في المسجد بابا إلا سد إلا باب أبي بكر") وهو المعروف بحديث سد الأبواب،والمقصود باب الإمام علي (ع) وليس باب ابي بكر كما تزعمون.
أخرج الحاكم بسنده عن زيد بن أرقم قال: «كانت لنفر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أبواب شارعة في المسجد. فقال يوماً: سدّوا هذه الأبواب إلاّ باب عليّ.
قال: فتكلّم في ذلك ناس، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: أمّا بعد، فإنّي أُمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ فقال فيه قائلكم، واللّه ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكن أُمرت بشيء فاتّبعته.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه».
فمن المعلوم أن الكثير من الفضائل المنسوبة لأمير المؤمنين علي (ع) قد امتدت اليها أيادي التحريف والتزوير، وخاصة في عهد معاوية،لتنسب زورا الى أبي بكر أو غيره من الصحابة.
كما أن هذا الشطر من الحديث ورد بصيغة أخرى (لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر)! ويلاحظ هنا كيف استبدلت كلمة باب ب"خوخة" ومعناها الباب الصغير.وهو حديث موضوع كذلك.
اذن قبل اتهام الكاتب بالكذب والتدليس عليكم التدقيق فيما تستدلون به من صحاحكم،فليس كل ما فيها صحيح.كما أن الأحاديث الصحيحة ليست كلها فيها.

قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين؟

بهاتين المقاربتين الفلسفية والعقائدية عن الإمام المهدي عج تكون الصورة قد اكتملت والحجة قد أبلغت والبرهان قد بسط..فجزاك الله كل خير أخينا ادريس ودمت منارة ساطعة على صفحات هسبريس كاشفة للعقيدة النقية الصافية،عقيدة أهل بيت النبوة الأطهار(ع).
ولمن رغب في التعليق أو الرد أو النقد أو النقض،فما عليه الا التحلي بأخلاق الاسلام أولا وذلك بالابتعاد عن أساليب التخلف من تهجمات وعنتريات فارغة وسب وشتم ولعن بدون سبب يذكر اللهم الحقد الطائفي الأعمى أو كراهية العترة الطاهرة وما يستتبع ذلك من كراهية الله والرسول والرسالة،ومقتضى كل هذا هو الكفر البواح والعياذ بالله. ثم عليه ثانيا المحاججة بالدليل والبراهين الساطعة،العقلية والنقلية منها،شريطة أن تكون هذه الأخيرة من الكتاب أو من السنة المعتبرة،أما ما عدا ذلك من أقوال فلان ومواقف علان،وتأويلات نصبان...فلن ينهض دليلا داحضا لما تواتر من نصوص حديثية(وكذا قرآنية) حول المهدوية.فبعض الحاقدين على العترة الطاهرة،وبعدما يسقط كل ما في أيديهم تراهم يهرولون للتسلح من كتب أهل النصب ليدافعوا به عن بيوتهم العنكبوتية المهترئة،وليخففوا به ما ألم بهم من مغص ومن إسهال حاد،ومن ضربات موجعة لم يعودوا قادرين على تحملها..لكن ماذا نفعل؟ لقد قالها هيروقليطس منذ عصور: إن كل من يزحف لا بد وأن ينال نصيبه من الضرب.
عجيب أمر هؤلاء كيف يواجهون النصوص الصحيحة الصريحة المتواترة بأقوال وآراء النواصب أو بردود شخصية إنشائية؟!!أي عقلية هذه وأي منطق هذا وأية تركيبة نفسية هذه؟!! لا أراه الا الحقد الأعمى وقد اختلط بالجهل المركب فأفضى الى نتيجة واحدة:كائنات غريبة! منغلقة في ذهنياتها،متخشبة في لغتها،متحجرة في تفكيرها،ضيقة الأفق،لا ينفع معها لا حوار ولا جدال ولا محاججة بالمنطق ولا بغير المنطق...بعض هؤلاء يعيش خارج الحدود،وبفعل الصدمة الحضارية انقلب في وعيه ليتماهى مع"الجنتلمان"،وراح يتمسح بالعقلانية والعلمية واللأسطورية،لكن فقط في مواجهة الخصوم وخاصة في عقيدة المهدوية،متهما الشيعة بالاتكالية والأسطورية وتغييب العقل والهروب الى التاريخ...ونسي المسكين أن في اعماق لاوعيه تقبع الماضوية والارتكاسية ونزعة فرض التاريخ على الحاضر والمستقبل...يقول المثل:رمتني بدائها وانسلت!

هل المهدي هو عيسى ابن مريم؟

الى الذين ينكرون وجود المهدي (ع) بالمطلق نقول:قد نعذركم إذا كان الأمر عن جهل وعدم اطلاع،أما إذا كان الإنكار متعمدا كإنكار الملحد لوجود الباري جل وعلا،فنقول لكم ابحثوا لأنفسكم عن مذهب أو إطار أيديولوجي خارج المنظومة الاسلامية ولا حاجة لنا بتعليقاتكم الفجة،احتفظوا بها لأنفسكم ولا تسودوا بها صفحات هسبريس المحترمة.
أما من يحصر المهدي (ع) بعيسى بن مريم،فنقول إن الحديث الذي تستندون إليه في ذلك ضعيييف! ويكفي أن في سنده محمد بن خالد الجندي وهو دجال من دجاجلة الرواة.الحديث أخرجه ابن ماجة عن يونس بن عبد الاَعلى ، عن الشافعي، عن محمد بن خالد الجندي ، عن أبان بن صالح ، عن الحسن البصري ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : «لايزداد الاَمر إلاّ شدّة ، ولا الدنيا إلاّ إدباراً ، ولا الناس إلاّ شُحّاً ، ولا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس ، ولا مهدي إلاّ عيسى بن مريم».وللمرء أن يعجب من ابن ماجة كيف انطلت عليه زيادة محمد بن خالد الجندي عبارة:(ولا مهدي الا عيسى بن مريم)! مع أن الحديث نفسه له طرق صحيحة أخرى ليست فيها هذه الزيادة،منها ما أخرجه الطبراني والحاكم بسندهما عن أبي أمامة وبنفس ألفاظ ابن ماجة،لكن بدون عبارة(ولا مهدي الا عيسى ابن مريم).وقد صححه الحاكم فقال : «هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه».
وقد تناول ابن القيم في (المنار المنيف) حديث : «ولامهدي إلاّ عيسى بن مريم» ونقل كلمات علماء أهل السنة بشأنه، وأنه مما تفرد به محمد بن خالد الجندي، ونقل عن الآبري (ت|363 هـ) قوله : «محمد بن خالد ـ هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل» .
يتبع

أهل السنة يعترفون بولادة المهدي-3

خير الدين الزركلي (ت|1396 هـ) قال في كتابه (الاعلام) في ترجمة الاِمام المهدي المنتظر : «محمد بن الحسن العسكري الخالص بن علي الهادي أبو القاسم، آخر الاَئمة الاثني عشر عند الاِمامية.. ولد في سامراء ومات أبوه وله من العمر خمس سنين.. وقيل في تاريخ مولده : ليلة نصف شعبان سنة 255، وفي تاريخ غيبته، سنة 265 هـ».
ومن أهل السنة ممن اعترف بأن المهدي هو ابن الحسن العسكري عليهما السلام نسوق بعض الأسماء المعروفة مع ذكر المصدر:
1-محيي الدين بن العربي (ت|638 هـ) في كتابه الفتوحات المكية.
2 ـ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت|652 هـ) في كتابه (مطالب السؤول).
3 ـ سبط ابن الجوزي الحنبلي (ت|654 هـ) في (تذكرة الخواص)
4 ـ محمد بن يوسف أبو عبدالله الكنجي الشافعي (المقتول سنة 865 هـ) في كتابه (كفاية الطالب).
5 ـ نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي (ت|855 هـ) في كتابه (الفصول المهمة).
6 ـ الفضل بن روزبهان (ت| بعد 909 هـ). في كتابه ( ابطال الباطل ).
7 ـ شمس الدين محمد بن طولون الحنفي مؤرخ دمشق (ت|953 هـ) في كتابه (الاَئمة الاثنا عشر).
8 ـ أحمد بن يوسف أبو العباس القرماني الحنفي (ت|1019 هـ) في كتابه (أخبار الدول وآثار الاَُوَل).
9 ـ سليمان بن ابراهيم المعروف بالقندوزي الحنفي (ت|1270 هـ)...وغيرهم كثيرون ممن لم تمنعهم المذهبية من قول كلمة الحق في ميلاد المهدي(ع) وفي كونه ابن الحسن العسكري(ع).
لكن هي حكمة الله أن يكون لكل دعوة حق أو لكل نبإ عظيم خصوم وكارهون له عبر كل العصور والأزمان ولا يمكن أن نعثر على صاحب رسالة سماوية لم يقاومه المبطلون ولم يسفه قوله المرجفون.وما كيد اليهود لنبي الرحمة (ص) وتكذيبهم له ولرسالته؛ثم كيد بني أمية الطلقاء لهابعد ذلك من الداخل...سوى امثلة بارزة على أنه سوف يكون للمهدي (ع) أعداء وخصوم ومكذبين يشككون في أمره بل ينكرون وجوده أصلا،والأشد خطرا من كل هؤلاء هم النواصب لعنهم الله وقطع دابرهم.آمين
ويتابع الذهبي في كتابه تاريخ دول الاسلام،في ترجمة الإمام الحسن العسكري قائلا: وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة ست وخمسين».
وقال في سير أعلام النبلاء : «المنتظر الشريف أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي ابن الحسين الشهيد ابن الاِمام علي بن أبي طالب ، العلوي ، الحُسَيْني خاتمة الاثني عشر سيداً».
4 ـ ابن الوردي (ت|749 هـ) قال في ذيل تتمة المختصر المعروف بتاريخ ابن الوردي : «ولد محمد بن الحسن الخالص سنة خمس وخمسين ومائتين»
5 ـ أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت|974 هـ) قال في كتابه (الصواعق المحرقة) في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر ما هذا نصه : «أبو محمد الحسن الخالص، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين... مات بسُرَّ من رأى، ودفن عند أبيه وعمه، وعمره ثمانية وعشرون سنة، ويقال : إنّه سُمَّ أيضاً، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن أتاه الله فيها الحكمة، ويسمى القائم المنتظر، قيل : لاَنّه سُتِرَ بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب»
6 ـ الشبراوي الشافعي (ت|1171 هـ) صرح في كتابه (الاتحاف) بولادة الاِمام المهدي محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين من الهجرة.
7 ـ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت|1308 هـ) اعترف في كتابه (نور الابصار) باسم الاِمام المهدي ، ونسبه الشريف الطاهر ، وكنيته ، والقابه في كلام طويل الى أن قال : «وهو آخر الاَئمة الاثني عشر على ما ذهب إليه الاِمامية» ثم نقل عن تاريخ ابن الوردي ما تقدم برقم-4.
يتبع.
الأئمة اثنى عشر وآخرهم مهديهم وهو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام جميعا).وحيث إن هذه السلسلة متصلة أبا عن جد في النسب فمن غير الطبيعي طرح مسالة الولادة للنقاش والمجادلة،وسيكون من الحمق الادعاء بأنه لم يولد.
ولنلقم النواصب حجرا نسوق لهم بعض الاعترافات حول ولادته من كتب اهل السنة المحققين المنصفين وذلك ابتداء من عصر الغيبة الصغرى للإمام (260ه-329ه) والى الوقت الحاضر،ومنهم:
1) ابن الاَثير الجزري عز الدين (ت|630 هـ) قال في كتابة الكامل في التأريخ في حوادث سنة (260 هـ) : «وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري ، وهو أحد الاَئمة الاثني عشر على مذهب الاِمامية ، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر»
2) ابن خلكان (ت|681 هـ) قال في وفيات الاَعيان : «أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الاَئمة الاثني عشر على اعتقاد الاِمامية المعروف بالحجة... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين»
3) الذهبي وقد اعترف بميلاد الإمام في ثلاثة من كتبه على الأقل. قال في كتابه العبر : «وفيها [ أي : في سنة 256 هـ ] ولد محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحُسَيْني، أبو القاسم الذي تلقّبه الرافضة الخلف الحجة، وتلقّبه بالمهدي، والمنتظر، وتلقبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الاثني عشر».وقال في تاريخ دول الاِسلام في ترجمة الاِمام الحسن العسكري : «الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق، أبو محمد الهاشمي الحُسَيْني، أحد أئمة الشيعة الذي تدعي الشيعة عصمتهم، ويقال له : الحسن العسكري، لكونه سكن سامراء، فإنها يقال لها العسكر. وهو والد منتظر الرافضة، توفي إلى رضوان الله بسامراء في ثامن ربيع الاَوّل سنة ستين ومائتين وله تسع وعشرون سنة، ودفن إلى جانب والده.
يتبع.
أقول للنواصب لن تفلحوا مهما حاولتم في إفناعنا بترهاتكم حول المهدي المنتظر،ولسنا ملزمين بتصديقها،هي لكم تمسكوا بها كما شئتم وعضوا عليها بالنواجد.أما أن تفرضوها علينا بلا دليل ولا حجة مقنعة،أو بالسيف حتى،فلن يكون لكم ذلك،وعبثا تحاولون.
وكيف نصدق روايات وأحجيات من تربى في بلاطات الطلقاء وعاش على فتاتهم؟ كيف أصدق روايات من تربوا في أحضان من انقلب على الرسالة المحمدية الأصيلة وكره الله والرسول والعترة؟ والله مهما حاولتم أن تزينوا لنا معاوية و"فضائل" معاوية و"منجزات" معاوية،و"فتوحات" معاوية...فلن يكون معاوية بالنسبة لنا سوى ذلك الطليق ابن الطليق من قبيلة الطلقاء ،أخذ السلطة بالمكر و الحيلة ثم انقلب على الاسلام المحمدي الأصيل معملا سيفه في رقاب المؤمنين، ليصنع لكم ما أنتم عليه اليوم.
كونكم مصرين على الاستمرار في تتبع كتابات الأخ هاني والرد عليها بانفعال وبأساليب إنشائية هو دليل على الإزعاج/الإسهال الذي تسببه لكم هذه الكتابات العلمية الأكاديمية التي لا يستطيع أي متمسلف متخلف ،مهما علا كعبه،أن يرقى الى كتابة مثلها،وأنى لكم ذلك وأنتم مكسبكم الوحيد هو الألسنة السليطة وأساليب العجائز في التعيير والسب والشتيمة.قلت لكم سابقا ستظلون تهرولون كالحمقى وراء الكاتب بردودكم اللاعلمية واللامنطقية،تلهثون وراءه بسرعة السلحفاة في الوقت الذي يسير فيه هو بسرعة الضوء في كتاباته؛فأنى لكم ان تلحقوا به؟! كل محاولاتكم البئيسة هي ضرب من العبث ومضيعة للجهد والوقت،وإصرار على العناد من أجل العناد،وربما البعض مدفوع الأجر مسبقا ليقتفي أثر ادريس هاني ويرد عليه مهما كان محتوى الموضوع الذي يكتب فيه.في المواضيع الأولى قلنا لا بأس، هذه مواضيع عقائدية وفقهية وتاريخية،فمن الطبيعي أن تثير حساسية المتحجرين من المتمسلفين لينهالوا على الكاتب وعلى الشيعة بالقدح والتشنيع. لكن أن يكتب الكاتب في مواضيع ثقافية و فكرية أكاديمية بعيدة عن الدين والعقيدة،ثم نرى بعض المعلقين -ونظرا لخواء أدمغتهم في هذا المجال-يضع في تعليقاته مقدمة هجينة في صلب الموضوع،ثم ما يلبث أن يحور النقاش في اتجاه العقيدة والمذهبية ،على غرار قصة "الجماني" مع الحديقة (ههههه)...لهو دليل على بؤس هؤلاء،بل وعلى قمة نصبهم!

الاثنين، 2 أغسطس 2010

العرب لا يقرؤون واذا قرؤوا لا يفهمون هو كلام صحيح الى أبعد حد.
في مغربنا العزيز،ورغم تربع وزير "تقدمي" على عرش وزارة الثقافة،ورغم وعوده بخلق مناخات ايجابية مساعدة على القراءة فإننا نرى أن العكس هو الحاصل،وليس هناك في الواقع ما يدل على تحقيق الحد الأدنى من تلك الوعود. وكمثال على ذلك عدد معارض الكتب المقامة في المدن المغربية ومستوياتها ونوعية الكتب التي تعرض فيها...
لقد قمت بجولة في مدن الشمال؛وما رأيت معرضا للكتاب الا وهرولت اليه،وما لاحظته هو طغيان الكتب الصفراء،وكتب ذات محتويات دينية هجينة معظمها يعبر عن الطرح السلفي المتخلف. ولست أدري كيف لمغرب يدعي التوجه نحو الحداثة والديمقراطية والرقي بالمستوى العلمي والمعرفي للمغاربة...أن يسمح لهذا التيار المتخلف أن يكتسح المعارض بهذه الكتب التنويمية؟!
وتزداد المفارقة اتساعا عندما نرى أن الخطاب الديني الرسمي يتجه نحو ترسيخ تدين يستند الى النهج التصوفي /الطرقي في المغرب؛بينما على مستوى ترويج وسائل ومصادر الثقافة المقروءة نرى أن الكتاب السلفي هو الذي يغطي كل المعارض المقامة هنا وهناك! فما السر في ذلك يا ترى؟؟ هل الهدف هو جعل الناس ينفرون من القراءة؟ أم هو التمكين للسلفية المخزنية من ملء الساحة بغوغائيتها على حساب المذهب المالكي الذي هو المذهب الرسمي للمغرب؟
اذا كان الهدف هو خلق حالة من الحساسية تجاه القراءة فليعلم هؤلاء أن معظم المغاربة لا يقرؤون،لا الغث ولا السمين.بل أصبح الجميع يدين بثقافة المظاهر الخارجية والمال والسيارة والفيلا والصريط والشطيح والرديح وقس على ذلك. لقد اصبح الكل يجري وراء غاية واحدة هي التباهي بالمظاهر الخارجية وإشباع الغرائز وتلبية الحاجات البيولوجية فقط. أما اشباع حاجات العقل وتغذيته عن طريق القراءة والتأمل...فذاك شأن نتركه لغيرنا.
قال لي أحد الأصدقاء إنه كان محملا ببضعة كتب لما التقى أحد معارفه،فقال له هذا الأخير: أني أراك قد اشتريت كتبا! مسكين!
عبارة مسكين هذه تغني عن كل تحليل،وتعبر بقوة عن نظرة المغاربة الى القراءة. خذ كتابا وادخل الى مقهى وأنت تحمله في يدك لترى أن عيونا كثيرة تنظر اليك بريبة،وأخرى بسخرية،هذا يكفي
الواضح أن الكاتب يؤمن بأن الإلحاد هو البديل الحقيقي للاعتقاد الديني؛ويرى أن كل الخلاص البشري والسعادة الانسانية لا يمكن أن تتحققا الا مع الإلحاد،وأن الدولة الوحيدة التي يمكن أن تضمن الحقوق والحريات والكرامة للبشر هي وحدها الدولة ذات المرجعية "الإلحادية"،وهو في طرحه هذا ذهب بعيدا في التطرف العلماني،ويمكن القول إنه تموقع فكريا وسياسيا في أقصى يسار العلمانية.
أنا أطالب الكاتب أن يستفيق من أحلامه الوردية ومن تمثلاته المثالية ليحدثنا بالتفصيل الممل عن خصائص ومميزات هذه الدولة/المدينة الفاضلة،التي يحلم بها في إطار مرجعية إلحادية...وهل هي مجرد حلم وأمل يتطلع اليه الكاتب وتهفو نفسه اليه؟؟ وفي هذه الحال ليس من حقه أن يدعي بوثوقية أن هذا البديل سوف يحقق السعادة الدنيوية للبشر،لأن الحلم قد يتحقق بالشكل الذي نرسمه في أذهاننا،وقد يتحقق جزء منه؛وقد لا يتحقق بالمطلق.
أما إذا كان الكاتب يستحضر نموذجا بعينه في الواقع المعاصر،يجسد لديه المثل الأعلى فليدلنا عليه!.. هل تراه مازال يتحسر على التجربة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي ويتمنى تكرارها مجددا؟؟
إذا كان المؤمن يعبد الله فإن الشيوعي كان يعبد الحزب الواحد.واذا كان النص الديني أسطورة عند الكاتب وعند الشيوعي الملحد،فالماركسية،وخاصة في جدليتيها،قد وضعت ومنذ مدة ليست بالهينة في أرشيف الأساطير؛واذا كان المؤمن يقدس الرسل والأنبياء والأئمة...فالشيوعي كان ولا زال يقدس ماركس ولينين وسطالين وبقية رموز العهد البلشفي...
فالإيمان بأن هناك قوة مهيمنه على الفرد وعلى الطبيعة وكل الكون،هي فعلا مسألة فطرية ولا يمكن ضحدها ومن ادعى غير ذلك فهو واهم،والا فليثبت لنا بالمنهج العلمي الصحيح ما يذهب اليه بعيدا عن التنظير الفارغ والكلام الذي لا قيمة علمية له.وأظن أن هذا النوع من الجدال قد حسم ومنذ قرون،بعدما مر بمراحل الحبو ثم المراهقة ثم النضج...وقال الكبار فيه كلمتهم الفصل والتي كانت لصالح الدين والإيمان وانتهى الأمر..فما بال صاحبنا الكاتب يريد العودة بنا الى المربع الأول؟!
لن يصبح حزب العدالة والتنمية حزبا متنورا يجلب إليه الأنظار ويكسب تعاطف المغاربة المتنورين الا بالقطيعة التامة مع تراث الخط السلفي المتحجر وعلى رأس رموزه صاحب اللسان السليط والقلم المسموم والمؤلفات الشيطانية المدعو ابن تيمية الحراني.
فما لم تضع العدالة والتنمية خطا أحمر فاصلا بينها وبين هذا الموروث الشاذا فقهيا وفكريا وعقائديا فلن يكون بإمكانها أن تخطو خطوة الى الامام على طريق العصرنة والحداثة ومواكبة التطور في كل اتجاهاته.
ومن وجهة نظري فإن ما قام به الكاتب من نقد يجب أن يوظف في الاتجاه الصحيح ويستفاد منه،فكل العيب في التيارات الاسلامية هو كونها لا تقبل بالنقد حتى ولو صدر من الداخل،لأنها تعتقد أن كونها حركة اسلامية (أو حزب اسلامي) يعصمها من الزلل ومن الضلال ومن الممارسات المنحرفة وخاصة في إطار العمل السياسي من منطلق مرجعية اسلامية. لقد انتقد الكثيرون الحركة الاسلامية المغربية وغيرهانقدا اعتقدته في البداية تشنيعا وصمت الآذان عن سماعه...ثم عاد العقلاء منها ليعترفوا بصوابيته لكن ربما بعد عقود مرت وبعد فوات الأوان.فيا عقلاء الحركة الاسلامية أعيروا الاهتمام للنقد حتى ولو كان من المخالفين ووظفوه في الاتجاه الصحيح ولا تجركم العواطف والانفعالات الى ردود أفعال متشنجة مساوية في القوة أو أكثر فتنكشف عورات كان الأولى أن تيقى مستورة حتى يتكفل الدهر بها.
أما قضية التحكيم وقصة عمر بن العاص وأبي موسى الأشعري،وردا على أحد المتنطعين فأقول نعم لقد كانت خدعة من عمر ابن العاص ما بعدها خدعة،بل يمكن القول إنها كانت بمثابة الحجر الأساس للتصدع والخراب الذي لحق بالاسلام والمسلمين بعد تلك اللحظة بل الى يومنا هذا. وأرجو من الكاتب الا يغامره أدنى شك في ذلك فالأمر واضح لقدذ بيت ابن العاص المؤامرة مع معاوية لسلب الحق الشرعي من أصحابه الحقيقيين باختراع تلك الحيلة/الخدعة،والتي كان الإمام علي يحذر أتباعه منها في البداية،لكنهم لما لم يسمعوه ويطيعوه تركهم وشأنهم فكان ما كان.
ولا تنس حفظك الله أن ابن العاص كان ينتظر المغنم من سيده معاوية فكان له ماأراد! لقد جعله حاكما على مصر
الغش في الامتحانات ما هو الا امتداد طبيعي للغش والتزوير في الحياة المجتمعية المغربية.فالغش والتزوير هو الأصل في كل حياة المغاربة(الا من رحم الله)،والنزاهة والصدق والجدية هي الاستثناء.بل أصبحت من سمات التخلف والسذاجة!
الحكومة غشاشة ،والبرلمانيون غشاشون وبالغش والتزوير أصبحوا تحت تلك القبة،والمهندس غشاش والطبيب غشاش والمحامي غشاش،والمدرس غشاش، والحرفي غشاش،وبائع الخضر والفواكه غشاش،والجزار غشاش،وماسح الأحذية كذلك،وبائع النعناع والقزبر غشاش،والأم في البيت غشاشة،وزوجها كذلك ،والأبناء هم على سبيل ذلك ينشؤون...حتى الدواب وكل الحيوانات الأليفة في البيوت أشربت الغش وأنشئت عليه...الأكسجين الذي نستنشقه من إحدى مكوناته الغش! كل المناخ العام بجميع أبعاده يتنفس الغش وبه يحيى؛لقد غمر الغش كل النفوس واختلط بالدم،فأنتج حالة الإدمان التي يصعب علاجها،كما هو الشأن بالنسبة للمدمنين على المخدرات. لدرجة أصبح معها الغشاش لا يستطيع أن ينعم بالنوم ليلا إذا لم يمارس الغش نهارا!
فإذا كانت الحال كذلك فإن ما يقوم به التلاميذ من محاولات للغش في الامتحانات يبدو أمرا عاديا،بل ومبررا على الأقل بالنسبة اليهم؛فعندما تحاصر التلميذ الغشاش وتحاول منعه من الغش في الامتحان،أول ما يتفوه به هو: "ما شفتيني غير أنا؟كلشي كينقل..الأقسام لخرين كلهم كينقلوا..!" بل إن أحد التلاميذ رد على أستاذة مراقبة قائلا: "الدولة كلها كتغش!"
هل هذا الرد عفوي وينطلق من فراغ؟ أم انه ناطق بالحقيقة التي لا يعتليها غبار؟؟ ألم يصبح الغش والتزوير ثقافة صادمة في مجتمعنا؟
عند نهاية الدورة العادية لامتحان البكالوريا،تجمهر التلاميذ أمام باب الثانوية،وأبوا الا أن يودعوا "الضيوف الكرام" (المراقبين) بخير الكلام:"...يا ولاد الحرام...يا ليهود!..." وهلم جرا.بل لقد أمطر بعض الأساتذة المراقبين بوابل من الحجر،ومنهم من كسر زجاج سيارته،وتفاصيل أخرى كثيرة. اللافت هنا عبارة "يا ليهود" فاليهودي في مخيلة المسلم هو ذاك الانسان ذو النفسية الملتوية، المعروف تاريخيا بالخبث والخداع والمكر ونكران الجميل...وهو ذاك العنصري الذي يحتل أرض المسلمين اليوم بالقوة ويكره الاسلام والمسلمين. فالأساتذة المراقبين المساكين هم،في نظر هؤلاء التلاميذ الغشاشين يهود! تتحقق فيهم كل هذه الصفات القبيحة لمجرد كونهم أرادوا القيام بما يمليه عليهم الضمير المهني.
حسبنا الله ونعم الوكيل.