الأحد، 4 يناير 2009

أرجو بادئ ذي بدء أن يدخل القراء الى موقع:islamicweb.comأو يكتبو في محرك كوكل:من قتل الحسين بن علي؟ ليجدوا هناك الصفحة التي اعتمد عليها الكاتب "الفذ" ونقل منها فقرات بكاملها حرفيا دون أن يشير الى ذلك ودون احالة اليها في عملية قرصنة عجيبة،في الوقت الذي اعتقدنا فيه أن الكاتب "الباحث في العلوم السياسية"هههه...قد بحث ايضا في التاريخ الاسلامي الأول وجاءنا بهده "الزبدة" كثمرة لبحث علمي رزين ومعمق!
كما تجدون هناك أيضا أن مواقع عديدة أخرى معظمها تابع للتيار السلفي والوهابي خاصة قد تناولت هده الواقعة،واقعة استشهاد الحسين(ع)،طبعا بطريقتها الخاصة ووفقا لخلفيتها المذهبية والفكرية؛اذ يغلب عليها هاجس واحد ووحيد،ليس هو طبعا الحقيقة التاريخية والعلمية،بل هو الطعن في الشيعة والنيل منهم ومن مذهبهم،وتشويه صورتهم لدى كل من يفكر في البحث في هذا المذهب وفي حقيقته وخلفياته العقائدية والفكرية والتاريخية...وهذا بدافع الحقد المذهبي والحسد المتوارث عن أسلافهم ممن شايعوا بني أمية على حساب خط العترة الطاهرة.
يحشدون الروايات والآراء التاريخية في هذه الواقعة عن مجموعة محددة ومعروفة من أسلافهم هؤلاء،ويعتبرونها وحيا منزلا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!
فما قاله ابن كثير في هذه النازلة هو عين الحقيقة!وما قاله بن تيمية فيها هو كل الصواب ولا غبار عليه! وأما ما يرويه الشيعة "الروافض" فمجرد هراء وافتراء وبهتان يريدون به دغدغة عواطف العامة حتى يجعلونهم يشعرون بمظلوميتهم...ويستميلونهم الى مذهبهم!!
طيب المنطق يقول ان على الباحث أن يقرأ في مصادر الفريقين،وفي كل فريق يبحث عن كل الآراء المعتدلة والمتطرفة منها حتى تأتي نتيجة البحث متوازنة وأقرب الى الموضوعية؛لا أن ينتقي منها ما يروق له وما يتماشى مع خلفيته المذهبية بنية ايصال رسالة مشبوهة وتمرير مواقف غاية في الخبث و الضغينة والحقد والحسد...حتى ولو كان أحيانا مبطنا!
يقول بن كثير أن عثمان وعمر بن الخطاب -عند أهل السنة والجماعة-أفضل من علي!! فبالله عليكم يا أهل السنة والجماعة بماذا كانا يفضلانه؟! هل بالورع والتقوى؟ أم بالعلم والحكمة؟أم بالشجاعة والاقدام؟أم بمنزلة الشرف التي حظي بها عند الله ورسوله؟أم بالزهد والتقشف والعرفان وكثرة العبادة؟؟ بماذا اذن؟؟ اذكروا لنا منقبة واحدة أو فضيلة واحدة تفوق بها عثمان وعمر وحتى أبو بكر عن علي عليه السلام!هل القرآن الكريم دعا الى ترتيب هؤلاء بهذا الشكل المتعارف عليه وأمر بجعل علي في المرتبة الرابعة؟أي ترتيب بئيس هذا؟! هل هو ترتيب قرآني سني أم أنها السياسة التي زورت وغيرت الأحداث والوقائع والحقائق وقلبت الأمور رأسا على عقب وخلطت الأوراق وخلطت بذلك على الأمة أمرها وجعلتها في تيه وحيرة؟؟
ان الامة اليوم في أمس الحاجة لاعادة قراءة تاريخها من جديد ومن البداية حتى تنجلي ركامات الغبار عن الحقيقة وتظهر جلية لمن ينشدها...فاذا كانات سيوف القهر قد تمكنت من طمسها عبر قرون متعددة،فها هي هذه السيوف قد راحت الى مزبلة التاريخ ولم يعد لها تلك السطوة في القمع والقهر والتعمية وسيندحر ما تبقى منها تباعا حتى يصبح الجميع حر والبحث والاختيار واعتناق ما يراه صوابا من مذهب أو عقيدة أو فكر.ونقول لهؤلاء الدجالين الذين ينعقون وراء كل ناعق،ويحاولون السير على خطى الضالين والمتنطعين من أمثال ابن تيمية قديما وابن عبد الوهاب حديثا:انكم لن تستطيعوا ايقاف زحف المسلمين نحو الحقيقة التي تهوي اليها أفئدة كل بقي فيه قسط من الفطرة السليمة...أما من قسى قلبه من كثرة نفاقه ومن سعيه للتعمية على الحقيقة التاريخية والمذهبية، خدمة لتاريخ بني أمية قديما وخدمة لخط الوهابية المتخلفة حديثابأنظمتها الرجعية العميلة لأمريكا واسرائيل...فنقول الحقيقة أكبر من سعيكم وسيخذلكم الله في هذا السعي ولن تجنوا سوى خزي التاريخ...وعند الله تكونون من المقبوحين لا محالة.
طبيعي أن الأزمة التي تعيشها الأمة العربية قاطبة،وهي أزمة شمولية،تنعكس على كل المجالات،وخاصة الميدان الفني/الثقافي.ومجرد القاء نظرة على تاريخ السينما في البلدان العربية،وعلى المضامين التي تتناولها هذه السينما بصفة عامة يتأكد بوضوح أنها تخبط خبط عشواء،وتفتقد لرسالة السينما الحقيقية،غياب الرسالة هو الذي جعل كل من هب ودب يلجأ لهذا المجال ليعبر عن التخلف بطريقته الخاصة معتقدا أنه يقدم شيئا للفن،وهو في الواقع يسقط خلفيته الفكرية على الواقع المريض فيزيده مرضا على مرض!
وراء مثل هذه الأفلام الهجينة تقف عدة خلفيات أهمها:
1-الاثارة ونيل الشهرة عبر أي وسيلة كانت،ولو على حساب القيم والأعراف والتقاليد...
2-التعبير عن كبت جنسي وثقافي وقيمي يعاني منه صاحب الفيلم،هذا اذا تماشينا مع الطرح الفرويدي للفن باعتباره تعبيرا عن المكبوتات وخلجات النفس.
3-النيل من القيم الدينية،كتعبير عن حالة عداء لها،وهذا لن يصدر الا من ملحد حاقد أو علماني متخلف،أو تنفيذا لأجندة خارجية مشبوهة يتقاضى عليها بعض الدولارات القذرة،وهو هنا بمثابة جندي صهيوني يفعل الخراب في بلاد المسلمين بمقابل بخس دراهم معدودة،فبئست الأجندة وبئس المنفذ.
المشكل في السينما المغربية خاصة هي انعدام القضية والرسالة التي ينبغي تناولها من خلالها،فالسينمائيون المغاربة معظمهم لا مبادئ لهم ولا قضية يدافعون عنها...أدمغتهم فارغة وثقافتهم هجينة،وترى معظمهم لا يتقن النطق بجملة سليمة واحدة،لا باللغة الأم ولا بلغة أسيادهم الذين تربوا في أحضانهم، وانظروا اليهم في المهرجانات الدولية كيف يرتعدون من شدة الخوف والعقد النفسية التي تسحقهم ففي الوقت الذي يعبر فيه السينمائي الغربي أمام الجمع بكل سلاسة وطلاقة وبعفوية...ترى السينمائي المغربي يتمتم ويبلع ريقه ألف مرة قبل أن ينطق بجملة وهو مرتبك ومرتعد كأنما يساق الى المشنقة ...!هؤلاء لا شجاعة لهم ولا وعي سياسي أو حضاري لديهم...هم مجرد متطفلين على هذا الميدان،ووجدوا أرضية سياسية وفكرية/ثقافية متخلفة تسندهم بالدعم المادي والمعنوي وتدفعهم في الاتجاه التخريبي للقيم كمعول أساسي لتحطيم ما تبقى للمغاربة من حياء وقيم وتقاليد.
لماذا لا تكون لهؤلاء الشجاعة في الاعتراف بالفشل وترك الميدان لغيرهم من ذوي القيم والنزاهة الفكرية والادبية...؟لماذا لا يعتبرون من السينما الناجحة في بعض الدول الاسلامية كالجمهورية الاسلامية في ايران مثلا؟هناك السينما لها دور ريادي ولها رسالة حقيقية تؤديها،فنالت بأفلامها ومسلسلاتها اعجاب الدنيا كلها،ولا تمر مناسبة الا وتكون للسينما الايرانية نصيب من الميداليات والأوسكارات...هل باستطاعة المغاربة أن ينتجوا مسلسلات ناجحة ومثيرة كمسلسل يوسف الصديق ال1ي يعرض الآن على شاشة الكوثر الايرانية؟أو كمسلسل أصحاب الكهف الضخم؟ أو كالمسلات التاريخية الجمة التي أنتجتها التلفرة الايرانية،والافلام الرائعة التي أنتجتها السينما هناك؟...ومع ذلك نرى تلفزتنا الموقرة تحضر لنا الأفلام الساقطة من كل بلاد المعمور،حتى الهندية منها...ولا تتجرأ على ادراج فيلم أو مسلسل ايراني واحد !! فلماذا ياترى؟؟
السب بسيط وواضح وهو أن الفن يجب أن يكون في خدمة السياسة،وما دامت السياسة متعفنة عندنا،فيجب أن يظل الفن كذلك،ولا حاجة لمن يقف فوق رقابنا بالفن الراقي الذي ينمي الذوق السليم والرفيع،بل الحاجة ضرورية لافساده،ولخلق المواطن "الصالح" الذي يبلع كل غث وسمين!
على المغاربة الشرفاء أن يقاطعوا هذه الافلام الهابطة،وأن يحاربوها حسب استطاعتهم،وكل من موقعه،وذلك أضعف الايمان.
اللهم من أراد الاساءة الى دينك ورسالة نبيك فخذه أخذ عزيز مقتدر وأرنا فيه قدرتك يا جبار،اللهم آمين.