الاثنين، 2 أغسطس 2010

الواضح أن الكاتب يؤمن بأن الإلحاد هو البديل الحقيقي للاعتقاد الديني؛ويرى أن كل الخلاص البشري والسعادة الانسانية لا يمكن أن تتحققا الا مع الإلحاد،وأن الدولة الوحيدة التي يمكن أن تضمن الحقوق والحريات والكرامة للبشر هي وحدها الدولة ذات المرجعية "الإلحادية"،وهو في طرحه هذا ذهب بعيدا في التطرف العلماني،ويمكن القول إنه تموقع فكريا وسياسيا في أقصى يسار العلمانية.
أنا أطالب الكاتب أن يستفيق من أحلامه الوردية ومن تمثلاته المثالية ليحدثنا بالتفصيل الممل عن خصائص ومميزات هذه الدولة/المدينة الفاضلة،التي يحلم بها في إطار مرجعية إلحادية...وهل هي مجرد حلم وأمل يتطلع اليه الكاتب وتهفو نفسه اليه؟؟ وفي هذه الحال ليس من حقه أن يدعي بوثوقية أن هذا البديل سوف يحقق السعادة الدنيوية للبشر،لأن الحلم قد يتحقق بالشكل الذي نرسمه في أذهاننا،وقد يتحقق جزء منه؛وقد لا يتحقق بالمطلق.
أما إذا كان الكاتب يستحضر نموذجا بعينه في الواقع المعاصر،يجسد لديه المثل الأعلى فليدلنا عليه!.. هل تراه مازال يتحسر على التجربة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي ويتمنى تكرارها مجددا؟؟
إذا كان المؤمن يعبد الله فإن الشيوعي كان يعبد الحزب الواحد.واذا كان النص الديني أسطورة عند الكاتب وعند الشيوعي الملحد،فالماركسية،وخاصة في جدليتيها،قد وضعت ومنذ مدة ليست بالهينة في أرشيف الأساطير؛واذا كان المؤمن يقدس الرسل والأنبياء والأئمة...فالشيوعي كان ولا زال يقدس ماركس ولينين وسطالين وبقية رموز العهد البلشفي...
فالإيمان بأن هناك قوة مهيمنه على الفرد وعلى الطبيعة وكل الكون،هي فعلا مسألة فطرية ولا يمكن ضحدها ومن ادعى غير ذلك فهو واهم،والا فليثبت لنا بالمنهج العلمي الصحيح ما يذهب اليه بعيدا عن التنظير الفارغ والكلام الذي لا قيمة علمية له.وأظن أن هذا النوع من الجدال قد حسم ومنذ قرون،بعدما مر بمراحل الحبو ثم المراهقة ثم النضج...وقال الكبار فيه كلمتهم الفصل والتي كانت لصالح الدين والإيمان وانتهى الأمر..فما بال صاحبنا الكاتب يريد العودة بنا الى المربع الأول؟!

ليست هناك تعليقات: