الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

هل في المغرب ديمقراطية؟؟!

يخطئ من يظن أن المغرب تغير فيه شئ.والذي تغير هو الطربوش أما العقليات ونمط التفكير والتسيير فما زالا ينتميان الى عهد البصري وما قبله.الذي تغير هو الديكور والشكل وبعض الرموز تم استبدالهم برموز آخرين يحملون نفس العقليات ونفس الثقافة.وأعتقد أن ما يمكن تسميته انفتناحا أو عهدا جديدا أو دولة الحق والقانون أو حرية الرأي والتعبير...وكل العناوين التي توهم بأن هناك تغيير في المغرب،ما هي سوى شعارات براقة تم التعاطي معها في لحظة من اللحظات بنوع من الدهاء والمكر لينخدع بها حتى المتتبعون من خارج الحدود.الكل انبهر ب<<التجربة المغربية>> وطبل لها وزمر...ونسي هؤلاء أن المخزن في بلادنا قادر أن ينقلب على كل هذه العناوين في أي لحظة من اللحظات التي يحس فيها بنوع من الحرج .نعم كل فترات الانتقال الديمقراطي هي اختبار للنوايا الحقيقية للمعنيين بالأمر،ففيها توضع كل تلك العناوين على المحك وتخضع للتجربة،وفيها يظهر جليا ما ان كان القطار قد وضع على السكة الحقيقية أم أن الأمر لا يعدو كونه بهرجة اعلامية ومظاهر خادعة ليس الا!لا يجب أن نذهب بعيدا في التفكير والتحليل،فالتجارب الغربية وغيرالغربية أمامنا تقول أن التغيير ليس كلمة تقال أو مطلب ينال بالتمني،وانما التغيير واقع يتحقق وفق معطيات وشروط ومقومات لابد منها وأولها وأهمها تغيير ما بالنفوس وخلق حالة من الوعي الجماعي المتقبل للواقع الجديد الذي ننتظره،وغرس الثقافة المنمية والرافعة لهذا الوعي. في أوروبا(مثلا) تم التمهيد للتغيير ثقافيا وفكريا لفترات طويلة في تهيئة شاملة للأرضية التي ستتحمل هذا التغيير وكل افرازاته؛ولهذا عندما وضع القطار على السكة هناك انطلق بسرعة وبسلاسة لا يوقفه شئ. وها نحن نرى اليوم حكام أوروبا ومسؤوليهاوكل الكبار فيها يتعرضون صباح مساء للنقد الجارح وللقول الصريح في وسائل الاعلام فتنشر عنهم كل كبيرة وصغيرة دون أن يأبهوا بشئ من ذلك،حتى أضحت هذه ثقافة في مجتمعاتهم لا تستفز أي أحد منهم.هذه اذن نتيجة طبيعية لديمقراطية حقيقية في تلك المجتمعات قطعت أشواطا ومراحل عدة حتى تستتب وتستقر.أماعندنا فهي ديمقراطية الواجهة والاستهلاك المحلي والخارجي فرضت على مسؤولينا من الخارج بفعل ضغوطات أفرزها الوضع العالمي الجديد...فكثيرا ما سمعنا في العقود الثلاثة الماضية عن هبوب رياح الديمقراطية على العالم بأسره، ولن ينجو منها أحد! لكن يبدو أن الدول المتخلفة والمستبدة خاصة عرفت كيف تتعاطى مع هذه الضغوط،وتتفاعل مع هذه الرياح بدهاء،فأحنت رؤوسها حتى مرت <<العاصفة الديمقراطية>> يسلام ...لتعود بعدها حليمة الى عادتها القديمة!ان الديمقراطية بكل مقتضياتها ومنها حرية الرأي والتعبير تحتاج الى توطئة فكرية وثقافية جريئة قد تتطلب تضحيات كثيرة ومكلفة...وللأسف لا نرى لها مؤشرات في واقعنا على الأقل في المستقبل المنظور ...وما حصل للراجي وللآخرين في نفس المهنة الا خير دليل على هذا.نتمنى من الله العلي القدير أن يفرج عن أخينا العزيز الراجي ويعود الى هسبريس نجما ساطعا كما كان.

ليست هناك تعليقات: