الاثنين، 8 سبتمبر 2008

الخطة الستعجالية لانقاذ التعليم...مجرد رأي

معضلة التعليم بالمغرب هي جزء من أزمة بنيوية يتخبط فيها المجتمع كله على جميع الأصعدة.وعندما نقول أزمة بنيوية فيعني ذلك أنه لايمكن اصلاح التعليم دون أن يوازيه اصلاح مماثل في جميع القطاعات.وبما أن محور الاصلاح هو العنصر البشري-يؤثر فيه ويتأثر به-فلا بد اذن من التركيز على التنمية البشرية أولا،بكل أبعادها،وخاصة البعد الأخلاقي والقيمي اضافة طبعا الى تأهيله للدخول في العصر بما يتطلب ذلك من علم ومعرفة ووعي واطلاع على الثقافات والمعارف الأخرى...بمعنى خلق انسان أصيل ومعاصر.
ألح على التركيز على العنصر البشري لكن طبعا في ظل ارادة سياسية حقيقية ورغبة جامحة في الاصلاح...وكأني بالاشكالية المغربية اشكالية سياسية بامتياز!فمسؤولية هذا الخراب الذي عم قطاع التربية في بلادنا،هي على كاهل كل الحكومات التي تعاقبت على سدة الحكم،حيث لم تكن اختياراتها يوما تتماشى مع تطلعات المغاربة وآمالهم؛وحتى وان شذ أحدهم عن هذه الاختيارات وعزم على اصلاح حقيقي فسرعان مايدفع به الى الهامش ويتم طمس كل مجهوداته الجادة للنهوض الحقيقي بالقطاع.
وهنا سؤال: هل الذين يسوسوننا غير وطنيين؟ أم هم أناس غير عارفين بالمجتمع ومشاكله وآماله وطموحاته؟؟ أم تراهم ينفذون أجندة خارجية من حيث يشعرون أو لا يشعرون؟؟ هل هم أناس تشبعوا بثقافة الغرب ومناهجه ويريدون اسقاط ذلك على مجتمعنا الذي له خصوصياته الثقافية والدينية والحضارية...ففشلوا في ذلك؟؟
في كل محاولة للاصلاح نستبشر خيرا ويظهر لنا بصيص من الأمل في مستقبل أفضل مما كان...لكن سرعان ماتختم المرحلة بفشل كبير في الاصلاح!فلماذا؟!وأين يكمن الخلل؟؟ ومن السؤول عن الفشل؟؟ ولماذا لا يسأل عن ذلك ويحاسب؟؟
في الاصلاح الأخير الذي وضع له ما سمي بميثاق التربية والتكوين،قيل لنا بأن هذا اصلاح لا مثيل له في تاريخ الاصلاحات في ميدان التربية بالمغرب،بل نال الميثاق اعجاب جهات تربوية خارجية لم تتردد في مدحه! لكن للأسف جاء الاعتراف بفشله مدويا ومن جهات عليا مسؤولة هذه المرة،على غير المألوف! فهل هي بداية صحوة عند مسؤولينا،وبالتالي فهي نقطة البداية في اصلاح حقيقي؟؟ نأمل ذلك؛لكن لا بد من الاعتراف بأن الميثاق الأخير ومحاولات تطبيقه ذهب بكثير من الجهد وصرفت له أموال طائلة وتطلب سنوات عدة للتطبيق ثم جاءت النتيجة مخيبة لآمال الجميع! وما يؤسف له حقا هو ضياع عقد آخر من عمر أجيال أبنائنا،وليس من السهل تعويضهم عن ذلك ولا امكانية رتق الفتق الذي حصل...
وفيما يخص الخطة الاستعجالية المتحدث عنها هنا فمن يضمن لنا أنها لن تؤول هي الأخرى الى فشل مماثل،فيأتي بعد أربع سنين من يصرح بذلك،وسنكون حينئذ أمام مكسب وحيد يتجلى في جرأة المسؤولين على الاعتراف بالفشل والتصريح به< بالعلالي>!؟ فهذه الخطة لامست بعضا من الخلل الموجود في تسيير ميدان التربية وتدبيره،وأشارت لبعض الجزئيات في الأزمة والتي هي بالقطع ليست هي جوهرها! ولم تتجرأ على وضع الاصبع على الأسباب الحقيقية لفشل المنظومة التربوية ببلادنا.في نظري أن المسألة هي أكبر من مجرد ترقيع وادارة مؤقتة للأزمة بقدر ما هو مطلوب وضع مشروع مجتمعي حضاري للأمة المغربية يتماشى مع هويتها وخصوصيتها الحضارية،وتكون فيه المنظومة التربوية حلقة متناغمة مع هذا المشروع ومنسجمة معه؛الأمر الذي يتطلب ارادة سياسية حقيقية من الجهات المسؤولة والمسيرة في البلاد؛ويبدو أن هذه الارادة بعيدة المنال على الأقل في المستقبل المنظوراذا لم يتحرك المجتمع كله لفرض هذه الارادة وانتزاع الحقوق كاملة،فما ضاع حق وراءه مطالب؛<فالحق هاهو والمطالب فين هو؟؟؟ >
وما نيل المطالب بالتمني----ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

ليست هناك تعليقات: