الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

لماذا الآن يا قرضاوي؟؟؟

لماذا الآن يا قرضاوي...؟!
الى عهد قريب كنا نعد القرضاوي من العقلاء ومن الذين يترفعون عن المذهبية والطائفية،خصوصا وأننا سمعنا له مواقف مؤيدة للمقاومة ولحق ايران في امتلاك الأسلحة النووية السلمية كما عهدنا فيه ذلك الرجل الذي يسعى دائما لوحدة الأمة وجمع شملها بانخراطه في مخطط التقريب بين المذاهب الاسلامية...فما الذي تغير يا ترى وما الذي أخرج القرضاوي عن صمته الآن ليدلي بهذا الموقف غير المتعقل وغير الرزين. بصراحة لم يحسب القرضاوي الحساب الجيد لهذا التصريح في نظري،وقد أضر بنفسه وصغر من قيمته ومن مكانته كعالم بارز في الطائفة السنية المعتدلة والتي تعتبره مفتيا لها.ما نعرفه عن العلماء الكبار أنهم لاينفعلون بهذه السرعة ولا ينجرون للادلاء بمواقف وتصريحات جارحة ومسيئة للطوائف الأخرى ولا لعلماء آخرين.أنا شخصيا لازلت غير فاهم للدافع الحقيقي وراء تصريح القرضاوي بخصوص موقفه الأخير من الشيعة،ولماذا لم يصرح به من قبل،لماذا الآن وفي هذه اللحظة التاريخية التي رفع فيها الشيعة رؤوسنا بفضل قهرهم لليهود ووقوفهم في وجه كل المخططات الصهيوأمريكية للهيمنة على المنطقة الاسلامية برمتها. هل يا ترى يأتي هذا التصريح في اتساق مع الهجمات الاعلامية المحمومة على حزب الله وايران والشيعة عموما؟؟ الى أي حد يمكن اعتبار القرضاوى منخرطا في هذه الحملة؟؟هل يلتقي القرضاوي مع السلفيين وخاصة الوهابيين في الموقف من الشيعة خاصة وأنه يصفهم ب<المبتدعة>! فهل هذا مصطلح قرضاوي بامتياز،تعب فيه الرجل لعقود طويلة، صمت خلالها، ليكتشف الآن أن القوم <مبتدعة>؟!أم تراه يلوك ما أنتجه فقهاء النواصب قديما، وعلى رأسهم ابن تيمية،من ترسانة السب والتسفيه وحتى التكفير في حق الشيعة...؟!القرضاوي ال<مجدد>،ال<مجتهد> ال<منفتح> على العصر وعلى كل الطوائف والمذاهب...يعجز عن الاجتهاد في صياغة رؤية ومنهج مستقلين في كيفية التعاطي مع أحد أهم مكونات الأمة المتمثل في مذهب أهل البي! ويلجأ لاجترار ما قاله وكتبه الأقدمون! انه الاستغراق في السلفية من حيث لايشعر،فالسلفية عند علماء السنة تقبع في لاوعيهم مهما ادعوا من اجتهاد وتجديد.أخيرا نسأل سعادة الدكتور القرضاوي: كيف يمكن ايقاف المد الشيعي في البلدان الاسلامية السنية ؟!-هل ياقامة جدران عازلة؟؟ان الأفكار والمعتقدات لا تعترف بالحدود،وتطرق الأبواب على أصحابها دون استئذان منهم،والحق يخترق كل الحواجز ويستقر حيث الفطرة السليمة والعقول الراجحة،لأن الله تعالى جعل فيه قوة ذاتية تفعل فعلها دون دعم من أحد أحيانا،كما لا يمكن صده بالسيف،فالمعتقد يحارب بمعتقد أقوى منه،وكون الناس يغادرون المذهب( س) ويلتحقون بمذهب( ش) هي مسألة متعلقة بأسباب ذاتية داخل المذهب(س) ،وبالتالي يجب مساءلة هذا المذهب وأهله عن الخلل الذي جعل الناس يبخسونه ويزهدون فيه ليلتحقوا بمذهب (ش)،لا أن نتهم هذا الأخير بكونه يستعمل المال والنفوذ والكوادر المدربة ل<يغزو> المذهب (س) !!-هل بالمزيد من تكثيف حملات التشويه والتشنيع والكذب على الشيعة وقول البهتان في مذهبهم وأئمتهم وعلمائهم؟؟ هذا أيضا لن ينفع ولن يزيدهم الا تألقا ورفعة وسموا والتجارب قديما وحديثا ما ثلة أمام الجميع...فأين المهرب؟؟

ليست هناك تعليقات: