الاثنين، 8 سبتمبر 2008

أين الاسلام الحقيقي..؟؟!

السؤال الذي اود طرحه:لماذا وصل المسلمون لهذه الحالة من الاختلاف الممقوت الى حد التكفير والافتاء بالقتل والى درجة اقتنع فيها بعض الجهلة أن فريقا من أمة المسلمين هو أخطر على الأمة من اليهود والنصارى ؟؟!!وهذا ديدن الوهابيين صباح مساء وكل حين،لا شغل لهم سوى القدح في الشيعة والطعن في مذهب أهل البيت والتشنيع بهم وبمن يعتقد بمذهبهم.
المنطق يقول :لوأن ما عليه المسلمون الآن هو الاسلام الصحيح لما كانت حال الأمة هكذا،فالمسلمون ،وخاصة العرب منهم،هم في حالة يرثى لها والدليل مكانتهم العالمية على جميع الأصعدة باستثناء مجال الفساد وانتاج التخلف وثقافة العهر والرقص والغناء والميوعة وضرب كل القيم الانسانية النبيلة...فرجعوا بنا الى الجاهلية الأولى،رغم ان الجاهلية الأولى كان فيها ناس على الأقل لهم شهامة وكبرياء وشجاعة..اما هؤلاء اليوم فهم أرذل الناس بجميع المقاييس ولم يعرف التاريخ البشري مثيلا لهم!أقول هذا لأن المنطق يقول :الاسلام الحقيقي يستلزم الرقي والتقدم والتمركز في الصف الأول عالميا وعلى جميع الأصعدة! هذه نتيجة حتمية،لماذا؟لأن الاسلام دين رباني واذا طبقه أتباعه بحذافيره سيكونون الأمة الرائدة في العالم على كل المستويات!
تعالوا الآن نرى-دائما من وجهة نظر المنطق-ما يقوله ما يسمى في منطق الرياضيات :الاستلزام المضاد للعكس وهو كالتالي : بما أن حالة الأمة هي ما نراه من انحطاط وتخلف فهذا يستلزم أنها ليست على شئ ! لااسلام حقيقي ولا هم يحزنون.
كل ما هنالك هو مجموعة من النسخ المشوهة لدين محمد بن عبد الله،نسخ توارثتها الأجيال من زمن حكام الجور من بني أمية،وتبعهم في ذلك سلاطين بني العباس.المنطق يقول من المستحيل أن يكون الاسلام الحقيقي هو ما كان عليه الأمويون والعباسيون!هذه حقيقة لا مراء فيها،ومن قال بعكس ذلك كمن يقول ان الاسلام الحقيقي هو ما عليه آل سعود (مثلا)!في وقتنا الراهن.أكاد أقول أن ما وقع للمسيحية الحقيقية هو نفسه ما وقع للاسلام الحقيقي باستثناء كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فبنو أمية وبنو العباس أنتجوا لنا في بلاطاتهم اسلاما آخر غير الاسلام المحمدي الأصيل،اسلاما على مقاس السلطة الفاسدة التي أرادت أن تعود بأمة محمد الى الجاهلية،وكادت أن تفعل لولا الألطاف الربانية بوجود أئمة أهل البيت عليهم السلام،وكان هذا من طبيعة دورهم؛وما كانت ملحمة الحسين عليه السلام في واقعة الطف بكربلاء الا محطة كبيرة على هذا الدرب...كاد الجهل أن يطبق على الكون من جديد ليخمد أنفاسه،وكاد الظلام الحالك أن يعم الأرجاء وكادت خوابي الخمرة أن تعود للامتلاء، والأوثان برجسها القديم أن تعود...فهب الحسين لايقاف صنبور الخراب وتعطيل المجزرة...والامساك من جديد بالخيط النوراني وسحبه ليرجع بعدما كاد يغيبه ظلام يزيد.
للذين لا يعلمون أقول ان تسمية <أهل السنة والجماعة> لم ترد لا في آية قرآنية ولا في حديث نبوي!بل هو مصطلح أنتج في قصر معاوية عام تسلمه السلطة بالطريقة المعلومة! ومدلول هذه التسمية هو التالي : كل من والى السلطة ودخل تحت مظلتها واتمر بأوامرها وقال سمعا وطاعة فهو من <الجماعة>! وكل من خالفها أو عارضها،فهو مارق رافضي زنديق تارك للجماعة وللسنة...ووجب الطعن في دينه والتشكيك في عقيدته وفي نواياه واتهامه بالكذب بل وأعطيت الأوامر لمقاطعته وعدم الاستماع اليه أوالرواية عنه...بل فرض عليه الحصار من كل النواحي !
استمر الوضع كما هو عليه حتى في عهد بني العباس حيث بقي أهل البيت وشيعتهم في المعارضة يصدعون بالحق وينكرون المنكر وظلم السلاطين للدين والعباد...واستمرت السلطة في حربها عليهم وتتبعهم في كل حدب وصوب...يحذرون الناس أشد الحذر منهم ويدفعونهم الى التبرؤ منهم بشتى الوسائل حتى أصبحت تهمة التشيع يفرون منها ويرون أنها أعظم من تهمة الزندقة كما يوضح لنا الشافعي ذلك بقوله :
اذا في مجلس ذكروا عليا----وسبطيه وفاطمة الزكية
يقال تجاوزوا يا قوم هذا----فهذا من حديث الرافضية!
برئت الى المهيمن من أناس----يرون الرفض حب الفاطمية.
وهذا رد يفقأ عيون بعض الكذابين يكتبون هنا بأن الشافعي كان يحذر من الشيعة!فلعنة الله على من يكذب على الأحياء والأموات دون خجل!فالشافعي رحمة الله عليه كان يوقر أهل البيت وأتباعهم ويبجلهم ويكن لهم كل احترام،وذلك علانية اذ لم يكن يخشى في ذلك لومة لائم! اليس هو القائل:
حبكم فرض من الله--- في الكتاب أنزله. يكفيكم شرفا أنه--- من لم يصل عليكم لا صلاة له! وبما ان العامة كانوا يرون في الشيعة عكس ما ترويه السلطة وما تروج له...من التزام بالدين من كل نواحيه..كان لا بد من سلوك طريق لاتهام الشيعة بما يخالف الاسلام وبالفعل سلك خصوم الشيعة طريقا نجحوا فيها وذلك في تركيز فكرة الغلو عندهم في أذهان العامة وأن الشيعة يدعون لآل البيت الربوبية وقام بنشر هذه الفكرة بين العامة أولائك الدجالون الذين يفترون على الله الكذب من قصاصين ووعاظ يتصفون بالتدين الظاهري وهم جزارون لا يتورعون عن المحارم معرضين عن أحاديث صاحب الرسالة فالنبي (ص) يقول:يا علي أنت وأصحابك في الجنة وأنت وشيعتك في الجنة الا أن الوضاعين ألحقوا بهذا الحديث ما يلي:الا أن ممن يحبك قوم يظهرون الاسلام بألسنتهم يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم لهم نبز يسمون الرافضة فاذا لقيتهم فجاهدهم فانهم مشركون !!!(تاريخ بغداد-ج12-ص358.
ويأتي أبو يحيى الحماني بزيادة عن علي (ع) أنه قال قلت يا رسول الله ما العلامة فيهم قال يقرضونك مما ليس فيك ويطعنون على أصحابي؛وبصورة أخرى يا علي ينتحلون حبك يقراون القرآن لا يجاوز تراقيهم وعلامتهم أنهم ينبذون أبا بكر وعمر؛وبصورة أخرى وسيأتي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فانهم مشركون!(الاشاعة في اشراط الساعة -ص112).
وكتحريف حديث الثقلين ووضع :سنتي بدل :عترتي أهل بيتي. وهكذا تجرأ أولائك المتقربون من السلطة بالكذب على الله ورسوله بوضع تلك الزيادات في الأحاديث الواردة عن صاحب الرسالة بمدح شيعة آل البيت فأصبحت تلك الأكاذيب مقررة بصورة رسمية كقانون تسير عليه السلطة التنفيذية وتلقاها السذج بكل قبول أما علماء الرجال فقابلوها بالانكار وصرحوا بوضعها بكل صراحة.
ومن هنا نقول لنواصب اليوم أنتم ربما معذورون في حقدكم على الشيعة لأنكم تلوكون ما كتبته أيادي الزور من قبل؛وأنكم الأشد عداوة للشيعة لأن من تلقيتم عنهم تخرجوا من بلاطات بني أمية وبني العباس؛ وهم على كل حال قلة،وخطهم معروف وأيضا منبوذ حتى في الأوساط السنية المعتدلة والتي ورثت عن علماء منصفين لم تلوث أدمغتهم ادعاءات تلك السلطات كما لم يلطخوا أيديهم بعطاءاتها وبما أغدقت به على أسلافكم.
بل نقول ان الامر ذهب الى حد اتهام غير الشيعة بالتشيع وقتلهم ! فهذا المولى ظهير الدين الأردبيلي حكم عليه بالاعدام واتهم بالتشيع وذلك بسبب رأيه القائل بأن مدح الصحابةعلى المنبر ليس واجبا لأنه ليس فرضا.فقبض عليه وحكم عليه القاضي بالاعدام وقطع رأسه وعلقوه على باب زويلة بالقاهرة!(شذرات الذهب -ج7-ص173)
وامتنع أحد القضاة من المبايعة للخليفة المقتدر العباسي وقال هو خبيث لا تصح مبايعته فحكموا عليه بالقتل وذبح أمام الملأ بدمشق !
وهذا سليمان بن عبد القوي المعروف بأبي العباس الحنبلي كان من علماء الحنابلة المتبرزين في عصره؛نسبوه هو الآخر الى الرفض وجمعوا شهودا عليه في ذلك حتى تعجب هو نفسه من هذه التهمة وقال :
حنبلي رافضي ظاهري----أشعري انها احدى الكبر!
وقد عزر في القاهرة لمدحه عليا بأبيات منها :
كم بين من شك في خلافته----وبين من قال انه الله.
كما طعنوا على الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك بأنه شيعي لذكره في كتابه حديث الطائر المشوي وحديث من كنت مولاه فعلي مولاه. بل من أغرب الاشياء ما ذهب اليه ابن كثير في تاريخه -ج10-ص21،وهو ان شهاب الدين احمد المعروف بابن عبد ربه مؤلف العقد الفريد كان من الشيعة بل ان فيه تشيع بشع !!لأنه روى أخبار خالد القشيري وما هو عليه من سوء الحال.
أما تهمة سب الصحابة فهي صناعة أخرى من صناعات سلطات بني أمية وبني العباس،فقد وجدوا فيها هي الأخرى تلك التهمة الكبيرة المفعول في محاربة المعارضة وصد الناس عن معرفة الحقيقة...فكانت الحكومة اذا أرادت معاقبة شيعي لمذهبه لم تذكر اسم علي بن أبي طالب (ع) بل بجعل سبب العقوبة أنه شتم أبا بكر وعمر وعثمان.
قال ابن الأثير في حوادث سنة 207 هج :وفي هذه السنة قتلت الشيعة في جميع بلاد افريقيا وجعل سبب ذلك اتهامهم بسب الشيخين (الكامل-ج9-ص110).
واستمرت المجازر حتى عهد العثمابيين ففي سنة 1038هج فتح سلطان مراد العثماني بغداد وأمر بقتل الشيعة في مكان واحد بفتوى من الشيخ يحيى الحنفي فقتل منهم ثلاثين ألفا!!
واذا رجعنا القهقرى الى زمن الحجاج،وما أدراك من الحجاج! فقد ارتكب من الجرائم في حق الشيعة ما يشيب الولدان لذكره،ويكفي مراجعة كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي-ج8.من الحوادث في عام441هج ومابعده لتعرف كيف كانت الحال التي تجري الدموع دما!! كم قتل من علماء الشيعة وأكابرهم.يمكن مراجعة تاريخ ابن الأثير لعام 401 -406-443-444. ثم شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.
هل كان الحجاج يقتلهم بهذه البشاعة على كتاب الله وسنة رسوله؟ كلا طبعاوألف كلا!انها السلطة الحاكمة في مواجهة خط الرسالة الحقيقي لاستئصال شِافتهاومواصلة الخراب حتى لا تقوم لآل محمد ورسالتهم قائمة
على طريق الختم أقول ان الشيعة هم من حفظوا دين محمد(ص) من الضياع ولولاهم لكانت هذه السلطات الغاشمة قد قضت على كل شئ وأرجعت الناس الى الجاهلبة الأولى. وليعلم القارئ الكريم أن تلك الاتهامات التي نسمعها اليوم ضد الشيعة ليس لها أي أساس من الصحة لا في الشرع ولا في القانون،بل هي على غرار ما نشاهده اليوم من غطرسة السلطات وجبروتها وقساوتها في التعاطي مع كل الحركات الدينية في وطننا الاسلامي وكيف أنها تلصق بها شتى أنواع التهم الخيالية لتشكيك الناس فيها وجعلهم ينصرفون عنها رغم أنها في غالبها معتدلة ولا تطلب سوى الاصلاح واحياء روح التدين من جديد في الأمة.
فالشيعة لا يكفرون الصحابة ولا يدعون لأئمتهم صفة الربوبية والعياذ بالله.وتعاليمهم هي من صميم الكتاب والسنة،ولا نصيب في عقائدهم لما هو مجوسي أو غيره كما يدعي مبغضوهم من النواصب. ولا يقولون بتحريف القرآن ولا بنقصه،وهاهم مراجعهم يصرحون بذلك قديما وحديثا،واذا طلعت بعض الأصوات تدعي ذلك،فهي لا تمثل الشيعة في شئ بل لا تمثل سوى نفسها،وهم الذين يستدل بهم الوهابيون في هذه التهمة،ولكن نقول لهم خسئتم وخاب سعيكم باذن الله.
كما أن مذهبهم يمثل الاسلام الحقيقي،الاسلام المحمدي الأصيل،ومن أراد معرفتهم ما عليه الا أن يرجع الى مصادرهم الحقيقية والمعتمدة،بدل أن نسمع لأراجيف أعدائهم ومبغضيهم من النواصب وغيرهم.
اكنفي بهذا القدر ولي عودة باذن الله.

ليست هناك تعليقات: