الجمعة، 19 سبتمبر 2008

تحريض على الفتنة...مرة اخرى

الحمد لله رب العالمين والصلاة على نبي الرحمة محمد وآل بيته الطاهرين الطيبين وصحبه المنتجبين.
بادئ ذي بدء أو أبداء بعض الملاحظات حول كاتب المقال والخلفية التي كتبه بها:
1- كاتب المقال هذا هو نفسه الذي كتب موضوعا في السابق حول موقف علماء المالكية من الاثنى عشرية كله تلفيق وتدليس وتحريض على الكراهية ضد الشيعة ،لكن ولله الحمد طلع من مسعاه بخفي حنين كما يقال، لأن المغاربة أكثر فطنة ويقظة وذكاء منه،ويعرفون من يريد بهذا البلد الأمين خيرا ومن يلعب فيه بالنار!
الآن،ومرة أخرى، يركب المغرور هذه النازلة بين القرضاوي ووكالة <<مهر>> الايرانية ليصب الزيت على النار من جديد في مسعى حثيث وخبيث ومحاولة خسيسة لزرع الشرارة الأولى للفتنة! الفتنة نائمة لعن الله من يحاول ايقاظهافي هذا الشهر الكريم.
2-يعجب المرء من هؤلاء المغرضين كيف يصطادون في الماء العكر،ويمارسون الميكيافيلية في ممارساتهم الدعائية فيسقطون في مفارقات عجيبة غريبة ويحسبون أن الناس لا تنتبه لانتهازيتهم وسفاهتهم! وللتوضيح أقول ان الكاتب وهابي من الطراز الأول وحتى ولو ادعى عدم الانتماء للتيار الوهابي فان منهجه في الكتابة يفصح عن كونه منهم عمليا؛وما يعلمه كل متتبع للشأن المذهبي هو أن هؤلاء يكرهون القرضاوي بل ويكفرونه،وكعادتهم في التنابز بالألقاب يسمونه :القرد اللاوي!!هكذا بدون خجل.
وان تعجب فعجب قول صاحبنا هذا :<يعتبر الهجوم السافر على الشيخ القرضاوي من قبل جهاز الدعاية الايراني...>!! هكذا وكأن قلبه يعتصر ألما لما تعرض له فضيلة الشيخ القرضاوي! في حين أنه في قرارات نفسه يلعنه ويكفره(...،الأمر الذي جلب عليه في وقت من الأوقات نكير ولوم دعاة المكاشفة والتعرية عن حقيقة معتقدات الشيعة الاثناعشرية...) هذا من كلامه. اذن هذه الايجابية في الحديث عن الشيخ القرضاوي هنا تخفي في طياتهاانتهازية مقرفة القصد منها الركوب على الحادثة كما قلنا واستغلالها أبشع استغلال.
3-كما أن الشيخ القرضاوي يعتبر من العلماء البارزين في الطائفة السنية الكريمة الذين ينكرون على الوهابيين منهجهم المتطرف في مخاطبة الناس،وفي تكفيرهم للعلماء الذين يخالفونهم في المذهب أو في الرأي. وهذا معروف في تصريحاته باستمرار.
مما سبق نخلص الى أن الكاتب لا يرمي من مقاله هذا سوى الى تحقيق مأرب واحد ووحيد(خسيس مع لأسف!) وهو جر القرضاوي وكل الطائفة السنية المعتدلة الى معسكر التطرف الوهابي للبدء في شن حرب طاحنة على الشيعة واشعال نار فتنة سوداء ليلها كنهارها تأكل الأخضر واليابس،وتفعل في الأمة المحمدية ما عجز عنه الاستعمار الخبيث عبر قرون! ويومئذ يفرح دعاة الفتن و التدمير وسفك الدماء بما صنعته أيديهم، ولتأكيد ما ذهبت اليه تمعنوا في هذه الفقرة،المقتبسة من كلامه:( فيكف ياترى ستكون المواقف القادمة بين دعاة التقريب، هل ستتحول إلى يقظة تدفعهم باتجاه مراجعة أوراقهم اتجاه عدو جديد قديم متربص بهم إضافة إلى أمريكا والصهيونية، أم سيظل البعض منهم يمني نفسه بوهم التقريب مع من ليس في جعبته إلى الانتقام والثأر من أحفاد بني امية كما يعتقدون، رافعين شعار يا لثارات الحسين ؟؟؟ )!! نعم انه قمة التحريض لعلماء السنة المعتدلين على <العدو> المتمثل في الشيعة!!.
ان الكاتب تناسى ان الهجوم هو من وكالة أنباء وليس صادرا عن المراجع الدينية في ايران ولا عن السلطات الرسمية وأنه جاء كرد فعل على تصريح للقرضاوي تجاوز فيه حدود مواقفه المعروفة عن مذهب أهل البيت عندما اتهم الشيعة ب<المبتدعة>! والا فان العلاقة مع القرضاوي كانت على ما يرام،وقد عبر من قبل بكلام ايجابي عن مذهب أهل البيت وما يتعرض له من حملات التشويه والتشنيع (وهو يقصد من طرف الوهابية طبعا)،كما أن مواقفه من صراع ايران مع الغرب كانت تصب في صالح ايران وفي صالح برنامجها النووي السلمي.وأعتقد أن هذه مواقف مبدئية لن تتغير عند الشيخ القرضاوي،وما حصل أخيرا هو مجرد سحابة صيف عابرة سيتم احتواؤها بسرعة،وستعود المياه الى مجاريها ولن يجني تجار الفتن والدم سوى الخيبة والندامة باذن الله تعالى.
ان هذا التشنج الذي حصل مرده،ليس كما يدعي الكاتب،الى ما يتعرض له السنة في العراق وفي ايران أوالى مسألة سب الصحابة واتهام عائشة وما شابه ذلك...بل الى حقيقة باتت صادمة للأوساط السنية،حكامها وعلمائها، وهي الاقبال الملحوظ والمتزايد على مذهب أهل البيت من طرف العديد من أهل السنة،وخاصة النخبة المثقفة؛هذا هو الذي أفقد القوم صوابهم ،حتى العقلاء منهم!
والسؤال هو:اذا كان الشيعة يسبون الصحابة ويقتلون السنة حيث ثقفوهم فلماذا يتشيع السنيون اذن ؟!! أليست هذه قمة المفارقة؟؟
ان التفسير الصحيح لهذا الواقع يقول بأن الحقيقة كانت مخفية(مسكوت عنها) لأسباب تاريخية معروفة وأريد لها أن تبقى كذلك،لكن ثورة المعلومات والاتصال وخاصة الفضائيات والأنترنيت لم تسعف دعاة الطمس،لأن زمام الأمور خرج من تحت سيطرتهم،ولم يعد بامكانهم ممارسة أي نوع من أنواع التعتيم أو الكذب أو التضليل(وباتت قولة جحا:الصحيح ينبت هي شعار الصراع الحالي بين المذهبين)
وأخيرانقول :ان الأفكار والمعتقدات لا تعترف بالحدود،وتطرق الأبواب على أصحابها دون استئذان منهم،والحق يخترق كل الحواجز ويستقر حيث الفطرة السليمة والعقول الراجحة،لأن الله تعالى جعل فيه قوة ذاتية تفعل فعلها دون دعم من أحد أحيانا،كما لا يمكن صده بالسيف،فالمعتقد يحارب بمعتقد أقوى منه،وكون الناس يغادرون المذهب( س) ويلتحقون بمذهب( ش) هي مسألة متعلقة بأسباب ذاتية داخل المذهب(س) ،وبالتالي يجب مساءلة هذا المذهب وأهله عن الخلل الذي جعل الناس يبخسونه ويزهدون فيه ليلتحقوا بمذهب (ش)،لا أن نتهم هذا الأخير بكونه يستعمل المال والنفوذ والكوادر المدربة ل<يغزو> المذهب (س) !!
-هل بالمزيد من تكثيف حملات التشويه والتشنيع والكذب على الشيعة وقول البهتان في مذهبهم وأئمتهم وعلمائهم؟؟ هذا أيضا لن ينفع ولن يزيدهم الا تألقا ورفعة وسموا والتجارب قديما وحديثا ما ثلة أمام الجميع...
فيا دعاة الفتن السوداء راجعوا انفسكم ومواقفكم،وابحثو لأنفسكم عن منهج مغاير في التعاطي مع باقي المذاهب.ضعوا منهج أسلافكم في المتحف وانفتحوا على الآخر بنية التقريب والاصلاح،فوالله الذي لا اله غيره ليس بهذا المنهج سوف تحققون شيئا مما يدور في خلدكم،بل والله اننا لنشفق عليكم من هول المصير الذي قد تؤول اليه مساعيكم الشريرة.
والسلام على من اتبع الهدى
.

ليست هناك تعليقات: