كل هذا جميل لكن هؤلاء الذين هداهم الله الى طريق الفطرة السليمة،طريق الحق،لا شك أن صدمتهم تكون مروعة عندما ينفتحون على الشعوب والمجتمعات الاسلامية ليغوصوا فيها من الداخل قصد التحقق من تطابق حياة المسلمين وسلوكاتهم ومعاملاتهم فيما بينهم ومع الغير مع ما يتصورونه هم الذين اعتنقوا الاسلام واقتنعوا به نظريا وفكريا (أو لسبب عارض كالذي حدث مع جارودي الذي أسلم بعدما لم يتم رميه بالرصاص..).لا شك انهم يعجبون من هذا الخلل الهائل الذي يتجلى في الانفصال شبه التام بين الاسلام/الدين كنصوص مقدسة وبين سلوكات المسلمين ومعاملاتهم وحياتهم اليومية وعلاقاتهم الانسانية،هذا على المستوى الفردي أما على مستوى السياسة/الحكم والاقتصاد والاجتماع والاعلام فلن يجدوا من الاسلام شيئا يذكر اللهم عجينة/خليط من هنا وهناك لا طعم له ولا رائحة...سيكتشف هؤلاء العائدون من بعيد الى رحاب الرحمة الإلهية أن معظم المسلمين الأصليين لا يفهمون دينهم ولم يتذوقوا عظمته لا بعقولهم وفكرهم ولا بوجدانهم وعواطفهم، وغير قادرين على جعله منهجا في حياتهم.وهنا لا بد من الاشارة الى أن الكثير من المسلمين هم في واقع الأمر يصدون عن سبيل الله!