الجمعة، 18 سبتمبر 2009

لقد تبين بالأدلة التي لا غبار عليها أن مسألة القول بالتحريف واردة وبغزارة في صحاح أهل السنة وفي تفاسيرهم،ولم يعد من الانصاف ولا من الأخلاق الاسلامية اغماض العين عن ذلك ورمي الشيعة بهذه التهمة هكذا ودون تمحيص أو تحقق أو تأمل.
والسؤال عندي هو لماذا أغمض أهل السنة عيونهم عن هذه الروايات رغم و رودها في الصحاح ؟؟!!!! لو تعلق الامر بكتب تاريخية أو ببعض التفاسير غير المعتبرة أو ما شابه ذلك لقلنا ان الأمر هين ولا يستدعي الالتفات اليه...لكن والحال أن البخاري ومسلم وغيرهما يتحدثان عن القول بالتحريف ثم لا نجد من يتطرق لهذه الروايات لا من قريب ولا من بعيد،فهنا أكثر من علامة استفهام!
المصيبة ان القوم يعتبرون البخاري وبعده مسلم من اصح الكتب بعد كتاب الله تعالى...فان قالوا بصحة الروايات فهي فضيحة... ومن ثم وجب عليهم الاعتذار الشديد للشيعة من كثرة ما اتهموهم بهذه التهمة طيلة قرون متعددة...فهل هم فاعلون؟؟ وان لم يعترفوا بصحتها فالمصيبة اعظم! لأنها وردت في البخاري ومسلم وغيرهما.
لكن المحققين في الروايات يقولون ان الكثير منها صحيح،وبالتالي فقد انضافت مسؤولية كبرى أخرى وجب على أهل السنة تحملها،وتكمن في كشف أسرار هذا اللغز الخطير:كيف تفسرون لنا أو بالأحرى تؤولون لناوجود هذه الروايات الصحيحة عن القول بالتحريف ؟؟!! هل من مخرج لهذه الفضيحة؟؟
أما لماذا لم يجرؤ أهل السنة على الخوض في هذه الروايات رغم وجودها في الصحاح،فيبدو أن "زرواطة" الحاكم كانت المانع،خاصة وأن الدين أصبح تحت رحمة السياسة منذ وفاة أمير المؤمنين علي (ع).فالسبب كما هو واضح اذن يكمن في القمع وفي عدم وجود هامش لحرية التفكير والتعبير والاجتهاد خارج اطار رغبة الحاكم وهواه.
وفي المقابل نجد هذا الهامش أكبر وأرحب عند الشيعة حيث حرية الاجتهاد والنقد والاعتراض لها الحيز الأوفر...فالمدرسة الشيعية مدرسة منفتحة مرنة تسع لكل الاجتهادات والآراء ولو كانت شاذة أو متطرفة أو فيها غلو...على أن المعالجة لمثل هذه الأفكار تتم فكريا...على عكس ما يحصل في المدرسة السنية حيث كلمة الفصل للسيف والسجن.
أما السبب الوجيه الثاني لاثارة مسألة التحريف فقط عند الشيعة فلأن ذلك من التهم التي يسهل بها تشويه الشيعة ومذهبهم،وحمل الناس على عدم اتباعهم كما هو حاصل الى يومنا هذا.
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

ليست هناك تعليقات: