الجمعة، 18 سبتمبر 2009

بعد قراءة ردك خرجت باستنتاجين اساسيين اثنين أولهما أنك أنت الآخر لا زلت لا تعرف عن الشيعة الا تلك الصورة النمطية التي يحملها عنهم غالبية المخالفين لهم.وهذا واضح من خلال التهم الستة التي أشرت اليها في ردك.
وثانيهما أنك جد قلق على المغاربة المالكيين من التشيع الذي يحاول ادريس هاني "نقله"،بل "فرضه" عليهم من خلال نقل الصراع المذهبي من المشرق الى المغرب ومن ثم الى المغرب العربي!
أضف الى هذا العديد من النقاط هي بمثابة انتقادات،ومنها أحكام قيمة قي حق الكاتب ومواضيعه التي يكتبها هنا...كان أولى أن تناقشه هو فيها،لا أن تجعل من ردك على تعليقي مطية لتناولها.فالمقال مذيل بعنوان الكاتب الالكتروني ويمكنك التواصل معه من خلاله ان كنت حقا تريد التواصل ومناقشة أفكاره ومواضيعه،وتبادل وجهات النظر بشأنها،ولا أظنه بالعجرفة التي وصفته بها،ولا هو بصاحب منهجية قمعية كما اشرت،بل اظنه انسانا متواضعا يسع صدره للجميع، رغم أني لا أعرفه شخصيا،لكن أخلاق أتباع أهل البيت هي هكذا،وهم أصحاب حوار وسلوك انساني حضاري حتى مع المخالفين.كما لا اظنه يعتبر مواضيعه بمثابة وحي منزل كما ذكرت،وأنها فوق النقد والنقاش...فهذه افتراضات جئت بها من مخيلتك ولا ادري كيف ت وصلت اليها! فما أعرفه أن كاتب الموضوع هنا في هسبرس ليس ملزما بالرد على المعلقين عليه،والدخول معهم في سجالات،داخل أو خارج الموضوع، سواء وافقوه او عارضوه...
وبخصوص الاستنتاج الثاني أقول ان نشر مقال عن المولى ادريس أو عن الفاطميين او غيرهم ليس بالضرورة هو دعوة المغاربة للتشيع وترك مذهبهم السني المالكي،وانما يدخل في نطاق حرية الراي والتعبير التي نشكر هسبريس على اتاحتها للجميع...ولماذا لا نجد لكم نفس التساؤلات ونفس القلق عندما يتعلق الامر بالتنصير ونشر الالحاد والفساد والشذوذ وانتشار الخمور في البلاد طولا وعرضا...لماذا لا تقلقون على المغاربة من كل هذا؟؟ما موقفك مما يجري حاليا من عملية مسخ للثقافة والهوية المغربية عبر وسائل الاعلام البصرية خاصة؟؟ هل أنت راض عن مستوى تدين المغاربة وتطبيقهم للمذهب المالكي،وتشبعهم بالقيم الا سلامية السمحة من خلاله؟؟
كيف لموضوع تاريخي يعتبره صاحبه تصحيحيا،أن يهدد المغاربة في مذهبهم المالكي ويشق صفهم؟ وهل المذهب المالكي هش الى هذه الدرجة؟وهل المغاربة صبية صغار ينتظرون من يوجههم وينبههم من خطورة التشيع؟؟اليس لهم عقولهم يميزون بها هذا المذهب من ذاك؟
تقول ان المغاربة لا صلة لهم بالوهابية،وهذا مناقض تماما للواقع،ففي ظل جمود المذهب المالكي في المغرب اجتاحت المغرب موجة الوهابية بعدما فتحت لها الأبواب مصرعة ،بل تم توظفيها سياسيا في فترة من الفترات لمحاصرة تيارات اخرى،وأغدقت عليها الأموال من الخارج،وتم تمكينها من غرس بذورها الخبيثة في البلد السني المالكي ،ولم ينتبه المغرب الرسمي ولا الشعبي لخطورتها الا بعد فوات الأوان...وتبقى أحداث الدار البيضاء الاولى والثانية خير شاهد على هذه الخطورة.وها هو أمن البلد في محنة مع هذا السرطان الخبيث...فهل تستطيع تغطية الشمس بالغربال واغماض عينيك عما يجري في الساحة لتقول ان الوهابية لا علاقة لها بالمغرب؟؟ انظر الى منابر الجمعة اليوم من يعتلي معظمها؟ انظر الى المكتبات والى الكتب التي تباع في كل مكان،والاسرطة السمعية والبصرية وغيرها...اليست في معظمها انتاجات وهابية تروج للتخلف والتكفير؟؟
لنأت الآن الى ايران التي للأسف دائما يقرن التشيع بها! السؤال البديهي هو هل ظهر التشيع مع ظهور الدولة الايرانية؟وهل كل من يتحدث عن التشيع ضمنيا هو اما ايراني أو عميل لايران؟ما لهذه العقليات تفكر بهذه الطريقة؟!الا تعلم يازميلي أن التشيع ممتد بامتداد تاريخ الأمة،بل ان جذوره تمتد الى ما قبل وفاة النبي الأكرم (ص)؟ ثم الا يوجد الشيعة خارج ايران وبأعداد تفوق بكثير عددهم هناك؟
اذن لماذا تتهم ايران دائما بسبب وبدون سبب؟؟
أما فيما يتعلق بالحرية داخل ايران وكون المسلم السني لا ينعم بها،فهذه مسألة تحتاج للتحقق الميداني وليس الاستماع الى الدعاية الاعلامية لخصوم ايران والا فما أدلتك المقنعة على ذلك؟ثم أسألك بالمقابل أين هي حرية المسلم الشيعي في السعودية؟وهل يوجد شيعي سعودي في دواليب السلطة؟؟ أجبني. على الاقل في ايران تجرى هناك انتخابات حرة يترشح لها كل من ت وفرت فيه شروط الترشيح مهما كانت ديانته او مذهبه او قوميته او عرقه،واذا كان فعلا لا يوجد سني في الحكومة ولا في مجلس تشخيص مصلحة النظام أو غيرهما كما تدعي،فلأن الديمقراطية لم تمكنه من ذلك،ولم يسعفه حظه للوصول الى هناك،ولم يتم اقصاؤه عن قصد لكونه مسلما سنيا،فهذه افتراضات تطرحها بعض المخيلات المريضة.
أما اذا كنتم تريدون من ايران أن تفسح المجال للوهابية لتعشش وتفرخ ثم لتزرع الفتن وتسفك الدماء وتشعل نار الاقتتال بين ابناء المجتمع الواحد...فلا اظن أن ايران بهذه السذاجة حتى تسمح بمن يزعزع استقرار بلدها.أخيرا أود الاشارة الى أن من تناولتهم في تعليقي السابق هم الوهابية وليس غيرهم،ولا يمكن باي حال من الاحوال أن توضع جميع المذاهب في بوتقة واحدة الى جانب الوهابية ابدا.فهذا الصراع المذهبي كما تسميه لم يذك ناره سوى الوهابية مدعومة من الخارج لأهداف سياسية رغم كونها تكتسي الصبغة المذهبية

ليست هناك تعليقات: