الجمعة، 18 سبتمبر 2009

الشيعة هم الأصل

التشيع بدأت الدعوة اليه من اليوم الذي هتف فيه نبي الرحمة محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وآله وسلم،صارخا بكلمة التوحيد في شعاب مكة وجبالها. فلما نزل عليه قول الباري جل جلاله: (وأنذر عشيرتك الأقربين)،جمع النبي (ص) بني هاشم في بيت أبي طالب (ع) وأنذرهم وقال أيكم يؤازرني فيكون أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي فلما لم يجبه الى ما أراد (ص) غير أمير المؤمنين علي (ع)،قال (ص) لهم هذا أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي.واستمر خط التشيع في رمز الامام علي (ع) طيلة فترة الرسالة ومعه الصحابة المنتجبون،في مقابل خط آخر كان يبطن المعارضة(معارضة صامتة) ويتحين الفرصة للانقلاب والأخذ بزمام الأمور...حتى اذا التحق الرسول (ص) بالرفيق الأعلى ظهر الفرز واضحا بين الخطين وطفح الى السطح ما كان مخفيا في الصدور وما كان يدبر لدين الله بليل،ووقع ما وقع،لتنطلق المآسي والمعاناة بالنسبة لأهل البيت(ع) وأتباعهم،وبدأت المحنة(ماديا ومعنويا) في التصاعد على عهد معاوية بن ابي سفيان بعد تسلمه زمام السلطة السياسية،فقرر عدة أمور من الخطورة بمكان،منها :*وضع جدار سميك بين الأمة وأهل البيت،حتى لا تأخذ عنهم شيئاولا تعرف حقيقة دينها الحق...*صناعة دين جديد،و"أمة" جديدة سماها "أهل السنة والجماعة"،يدخل تحت عباءتها كل من سلم للحاكم بالأمر الواقع وقال سمعا وطاعة،ويخرج منها"المارقون من الدين" والمقصود بهم المعارضة من أهل البيت وأتباعهم.من هنا بدأت "الثورة الثقافية والعلمية المعاوية" لقلب الحقائق ،وتغيير العقليات،فتخرج من مدرسة القصر "علماء" و"فقهاء"(ما شاء الله وصافي)،قمة في النصب،وقمة في التجرؤ على سنة المصطفى (ص)،بالوضع،والكذب والتدليس والزور...(فعلى سبيل المثال كم من فضيلة للامام علي (ع)،انتزعت منهانتزاعا وألصقت بغيره! ********يقول العلامة ابراهيم الموسوي الزنجاني في كتابه (عقائد الامامية ج3 ص187)،(مع بعض التصرف في الفقرات الأخيرة):(واتخذوا التدابير اللازمة في رد المنكرين للخلفاء بأمور منها أنهم رفعوا مقام الصحابة على الاطلاق ومنعوا الناس عن الخوض في احاديثهم وجعلوا لهم منزلة العصمة وقرنوهم بالرسول الاعظم(ص) وجعلوا مؤاخذتهم بشئ انما هي مؤاخذة للرسول (ص) وأن الطعن في حديثهم هو طعن في حديث الرسول (ص).)ويقول:(ان مبادئ الشيعة وعقائدهم مستفادة من ينبوع أهل البيت (ع) ويرونهم نصب اعينهم يقيمون الصلاة ويحتفظون بشعائر الدين ،اذن كيف يحكم عليهم بالكذب؟؟فلا بد اذن من سلوك طريق لاتهام الشيعة بما يخالف الاسلام وبالفعل سلك خصوم الشيعة طريقا نجحوا فيه وذلك في تركيز فكرة "الغلو" عند الشيعة في اذهان العامة وان الشيعة يدعون لآل البيت الربوبية وقام بنشر هذه الفكرة بين العامة اولائك الدجالون الذين يف ترون على الله الكذب من قصاصين ووعاظ يتصفون بالتدين الظاهري وهم جزارون لا يتورعون عن عن المحارم معرضين عن أحاديث صاحب الرسالة،فالنبي (ص) يقول: يا علي أنت وأصحابك في الجنة،وأنت وشيعتك في الجنة،وألحق الوضاعون بهذا الحديث:"ألا ان ممن يحبك قوما يظهرون الاسلام بألسنتهم يقرؤون القرآن لا يتجاوز تراقيهم لهم نبز يسمون الرافضة فاذا لقيتهم فجاهدهم فانهم فانهم مشركون!"(تاريخ بغداد ج12 ص:358). ويأتي أبو يحيى بن الحماني بزيادة عن علي(ع) أنه قال قلت يا رسول الله ما العلامة فيهم قال يقرضونك مما ليس فيك ويطعنون على أصحابي،وبصورة اخرى يا علي ينتحلون حبك يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وعلامتهم أنهم ينبذون أبا بكر وعمر.وبصورة أخرى وسيأتي قوم لهم نبز يقال لهم الرافضة فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فانهم مشركون(الاشاعة في اشراط الساعة ص112)...وكتحريف حديث الثقلين بوضع "سنتي" مكان عترتي.وهكذا تجرأ أولائك المقربون لأسيادهم بالكذب على الله ورسوله بوضع تلك الزيادات في الأحاديث الواردة عن صاحب الرسالة بمدح شيعة آل البيت فأصبحت تلك الأكاذيب مقررة بصورة رسمية كقانون تسير عليه السلطة التنفيذية وتلقاها السذج بكل قبول،أما علماء الرجال فقابلوها بالانكار وصرحوا بوضعها بكل صراحة).انها حرب لا هوادة فليها على أهل بيت النبوة واتباعهم ومناصريهم؛حرب فيهاتزوير وتدليس،وفيها ترغيب وترهيب،وتخويف وتحذير منهم.لقد دفع الناس دفعا الى التبرؤ من الشيعة بشتى الوسائل حتى اصبحت تهمة التشيع يفرون منها ويرون أنها أعظم من تهمة الزندقة،كما يوضح لنا الشافعي بقوله:اذا في مجلس ذكروا عليا***وسبطيه وفاطمة الزكيةيقال تجاوزوا ياقوم هذا***فهذا من حديث الرافضيةبرئت الى المهيمن من اناس***يرون الرفض حب الفاطمية.ويوضح الامام الشافعي بواعث اتهامه بالرفض أو التشيع فيقول:قالوا ترفضت قلت كلا**ما الرفض ديني ولا اعتقاد.لكن ت وليت دون شك**خير امام وخير هاد.ان كان حب الوصي رفضا**فانني أرفض العباد.فهو باظهاره حب علي (ع) قد اتهم بالرفض ولشدة تظاهره بحبه فقد هجاه بعض الشعراء بقوله المشهور:يموت الشافعي وليس يدري**علي ربه أم ربه الله.بل كان رحمه الله يبدي حبه الشديد وموالاته لأهل البيت(ع) ولم يكن يبالي باتهامه بالتشيع الذي كان من أعظم التهم في عصره وقبل عصره فيقول:يا راكبا قف بالمحصب من منى**واهتف بمقعد جمعها والناهضسحرا اذا فاض الحجيج الى منى**فيضا كمعترك الغملم الراكضان كان رفضا حب آل محمد**فليشهد الثقلان أني رافضي. **********كانت البيئة اذن خصبة ومهيئة من قبل السلطة السياسية لاختراع شتى أنواع التهم الباطلة ورمي الشيعة بها،كتهمة الغلو كما سبق أو تأليه الأئمة أو نسب التشيع الى عبد الله بن سبأ،وقرنه باليهودية والمسيحية وما شابه ذلك من التهم التي مازالت حية الى اليوم تجد من يلوكها دون ملل...لكن ليس على الخلف مثل ما على السلف من الأوزار،فهم "متبعون" لا "مبدعون"،لكن هيهات أن يوضع عنهم كل الوزر، فالحقيقة لم تعد مخفية ولا هي صعبة المنال،والا لما رأينا العديد ممن عرفوا طريق الحق(من الأولين والآخرين) فمالوا اليه طوعا بعد اقتناع تام به.هدى الله الجميع الى الحق باذنه.وصل اللهم وسلم وبارك على أفضل الخلق محمد بن عبد الله وعلى آاه الغر الميمامين وصحبه المنتجبين.

ليست هناك تعليقات: