الاثنين، 21 يوليو 2014

رغم اختلافي الفكري والمذهبي مع الجماعة الا أنني أرى أن القرارالرسمي المصري بجعلها "جماعة ارهابية" كان متسرعا وينم عن عقلية اقصائية لازالت تستحكم في القرار السياسي المصري.لم أكن أبدا موافقا على الطريقة التي تم بها إزاحة الجماعة من السلطة باعتقال رموزها وعلى راسهم مرسي رئيس الدولة حينها،خاصة وأن الثمن كان آلاف القتلى ومئات الاف الجرحي منهم الكثير من الابرياء والمتحمسين المتعاطفين مع الجماعة..فما ذنبهم أن يقتلوا هكذا بدم بارد؟؟ كنا نأمل أن يسود منطق العقل والحوارفي الفترة ما بعد تنحية مرسي لايجاد مخرج سياسي حضاري سلمي يضع مصر على السكة السليمة ويجنبها المزيد من الكوارث..لكن للأسف الأحداث تسارعت في اتجاه واحد هو الانحدار نحو المنزلقات الخطيرة،واستمرت كرة الثلج في التدحرج لتنتج لنا السلطة الجديدة قرارا كهذا.ومهما حاو لت هذه الأخيرة التمترس خلف شعارات من قبيل "مكافحة الارهاب"و"جماعة ارهابية" وما شابه ذلك..فإنها لن تستطيع التغطية على بشاعة ما اقترفته  من رائم قتل وسفك للدماء بغير وجه حق..وعلى اعوجاج النهج الدموي الذي تسلكه..حتى شعارات القومية او السير على أثر النهج الناصري او الاستقلالية عن القرار الأمريكي الامبريالي والصهيوني..كل هذا يبقى مجرد شعارات لا نرى لها في الواقع ما يصدقها ويثبتها.أخشى أن يكون شعب مصر الطيب قد تم خداعه من قبل الدوائر الصهيو- وهابية بتواطؤ مع الدولة المصرية العميقة السابقة (جذوروزبانية مبارك وجماعته ) لإرجاعها (مصر) الى ما قبل ال25 من يناير.لحد اللحظة ليس هناك مؤشر على عكس ذلك.فرموزالاجرام الذين تم اعتقالهم ابان الثورة جاءت السلطة العسكرية الحاكمة لتفك أسرهم وتبرئهم من كل تهمة او ذنب،والسفارة الصهيونية عاد العلم الاسرائيلي ليرفرف فوقها كما كان في سابق عهده،والتنسيق الأمني وغيره متواصل مع هذا العدو،والتضييق على الحريات الاعلامية والسياسية يزداد كل يوم..وقس على ذلك..باختصار اقول لا أرى في السلطة الانقلابية الجدطيدة ما يؤشر على أنها تسير بمصر نحو الأفضل ونحو الاستقرار،ولا أنها هي فعلا البديل الحقيقى الذي كان يتوخاه المصريون بعد كل المحن والتضحيات التي قدموها...
أما القرارالأخيربجعل الجماعة "ارهابية" فهو في نظري قفزة في فراغ، ولا شك أن كل عاقل يعرف مدى انعكاس ذلك على أمن مصر واستقرارها،حتى أنه بدأ يخيل إلي أن هناك أياد خفية وعقول تلعب من وراء الستارلتدفع مصر دفعا نحو الها وية..نحو السيناريو السوري لا قدر الله.والمتأمل في التصريحات الامريكية يجدها لا تستقر على حال،فتارة يصرحون لصالح جماعة الاخوان المسلمين وتارة ضدها،وكأنما هم يحرضون هذا ضد ذاك في عملية شحن للجانبين ضد بعضهما البعض..هذا في التصريحات العلنية أم في الخفاء فمعلوم أن الاستخبارات شغالة ليل نهار،وخاصة من الجانب الصهيوني،لدفع مصر الى الدخول في أتون حرب أهلية يزج فيها بالجيش المصري،الجيش العربي الوحيد الذي لا زال لحد اللحظة قويا ومتماسكا،وقادرا على مقارعة العدو الحقيقي للأمة،بعد أن تضعضعت الجيوش العربية القوية الأخرى.كما أنه وبعد اعلان هذا القرار،يبدو أن فرص الحل السياسي السلمي للأزمة قد تم إبعاده بالمرة،وأن القطيعة أصبحت تامة،وبالتأكيد سوف تتجه الأمور نحو مزيد من العنف الدموي والاضطرابات والتفجيرات هنا وهناك صعودا نحو وضع متأجج لا يمكن مواجهته ولا السيطرة عليه ولا التحكم فيه..وهذا لعمري هو منى ومبتغى الدوائرالوهابيةو الصهيوأمريكية...بخاتمة تشاؤمية أقول:القرار زاد من السرعة نحو الكارثة...كارثة يبدو لي مع الأسف أن الامل في تفاديها يضعف يوما بعد يوم.نسأل الله الأمن والأمان والسلم والسلام لكل العرب والمسلمين ولكل البشرية قاطبة..فاللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

تحياتي.

ليست هناك تعليقات: