الأحد، 4 يناير 2009

طبيعي أن الأزمة التي تعيشها الأمة العربية قاطبة،وهي أزمة شمولية،تنعكس على كل المجالات،وخاصة الميدان الفني/الثقافي.ومجرد القاء نظرة على تاريخ السينما في البلدان العربية،وعلى المضامين التي تتناولها هذه السينما بصفة عامة يتأكد بوضوح أنها تخبط خبط عشواء،وتفتقد لرسالة السينما الحقيقية،غياب الرسالة هو الذي جعل كل من هب ودب يلجأ لهذا المجال ليعبر عن التخلف بطريقته الخاصة معتقدا أنه يقدم شيئا للفن،وهو في الواقع يسقط خلفيته الفكرية على الواقع المريض فيزيده مرضا على مرض!
وراء مثل هذه الأفلام الهجينة تقف عدة خلفيات أهمها:
1-الاثارة ونيل الشهرة عبر أي وسيلة كانت،ولو على حساب القيم والأعراف والتقاليد...
2-التعبير عن كبت جنسي وثقافي وقيمي يعاني منه صاحب الفيلم،هذا اذا تماشينا مع الطرح الفرويدي للفن باعتباره تعبيرا عن المكبوتات وخلجات النفس.
3-النيل من القيم الدينية،كتعبير عن حالة عداء لها،وهذا لن يصدر الا من ملحد حاقد أو علماني متخلف،أو تنفيذا لأجندة خارجية مشبوهة يتقاضى عليها بعض الدولارات القذرة،وهو هنا بمثابة جندي صهيوني يفعل الخراب في بلاد المسلمين بمقابل بخس دراهم معدودة،فبئست الأجندة وبئس المنفذ.
المشكل في السينما المغربية خاصة هي انعدام القضية والرسالة التي ينبغي تناولها من خلالها،فالسينمائيون المغاربة معظمهم لا مبادئ لهم ولا قضية يدافعون عنها...أدمغتهم فارغة وثقافتهم هجينة،وترى معظمهم لا يتقن النطق بجملة سليمة واحدة،لا باللغة الأم ولا بلغة أسيادهم الذين تربوا في أحضانهم، وانظروا اليهم في المهرجانات الدولية كيف يرتعدون من شدة الخوف والعقد النفسية التي تسحقهم ففي الوقت الذي يعبر فيه السينمائي الغربي أمام الجمع بكل سلاسة وطلاقة وبعفوية...ترى السينمائي المغربي يتمتم ويبلع ريقه ألف مرة قبل أن ينطق بجملة وهو مرتبك ومرتعد كأنما يساق الى المشنقة ...!هؤلاء لا شجاعة لهم ولا وعي سياسي أو حضاري لديهم...هم مجرد متطفلين على هذا الميدان،ووجدوا أرضية سياسية وفكرية/ثقافية متخلفة تسندهم بالدعم المادي والمعنوي وتدفعهم في الاتجاه التخريبي للقيم كمعول أساسي لتحطيم ما تبقى للمغاربة من حياء وقيم وتقاليد.
لماذا لا تكون لهؤلاء الشجاعة في الاعتراف بالفشل وترك الميدان لغيرهم من ذوي القيم والنزاهة الفكرية والادبية...؟لماذا لا يعتبرون من السينما الناجحة في بعض الدول الاسلامية كالجمهورية الاسلامية في ايران مثلا؟هناك السينما لها دور ريادي ولها رسالة حقيقية تؤديها،فنالت بأفلامها ومسلسلاتها اعجاب الدنيا كلها،ولا تمر مناسبة الا وتكون للسينما الايرانية نصيب من الميداليات والأوسكارات...هل باستطاعة المغاربة أن ينتجوا مسلسلات ناجحة ومثيرة كمسلسل يوسف الصديق ال1ي يعرض الآن على شاشة الكوثر الايرانية؟أو كمسلسل أصحاب الكهف الضخم؟ أو كالمسلات التاريخية الجمة التي أنتجتها التلفرة الايرانية،والافلام الرائعة التي أنتجتها السينما هناك؟...ومع ذلك نرى تلفزتنا الموقرة تحضر لنا الأفلام الساقطة من كل بلاد المعمور،حتى الهندية منها...ولا تتجرأ على ادراج فيلم أو مسلسل ايراني واحد !! فلماذا ياترى؟؟
السب بسيط وواضح وهو أن الفن يجب أن يكون في خدمة السياسة،وما دامت السياسة متعفنة عندنا،فيجب أن يظل الفن كذلك،ولا حاجة لمن يقف فوق رقابنا بالفن الراقي الذي ينمي الذوق السليم والرفيع،بل الحاجة ضرورية لافساده،ولخلق المواطن "الصالح" الذي يبلع كل غث وسمين!
على المغاربة الشرفاء أن يقاطعوا هذه الافلام الهابطة،وأن يحاربوها حسب استطاعتهم،وكل من موقعه،وذلك أضعف الايمان.
اللهم من أراد الاساءة الى دينك ورسالة نبيك فخذه أخذ عزيز مقتدر وأرنا فيه قدرتك يا جبار،اللهم آمين.

ليست هناك تعليقات: